السبت، 24 أغسطس 2013

اعتذار الحكومة اليمنية لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ومحافظة صعده وردود الأفعال



استجابةً لمطالب بعض القوى السياسية وضمن ما عرف بالنقاط العشرين التي اقرتها اللجنة التحضيرية للحوار واعتبرتها بعض الاطراف السياسية شرطاً اساسياً لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني .. أعلنت الحكومة اليمنية يوم الأربعاء 21 اغسطس 2013 اعتذارها الرسمي لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء محافظة صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة من حرب صيف 1994 وحروب صعدة الست. وقد لاقى الاعتذار ردود افعال متباينة ومتعددة بين رافض ومرحب ..
ونظرا لأهمية هذا الحدث في تأريخ اليمن المعاصر حرصنا على متابعة الأصداء الاعلامية له وردود الافعال للشارع السياسي اليمني سواء الرافضة للبيان أو التي رحبت به .

أولاً :  نص بيان الاعتذار كما نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) :

اعتذار حكومة الوفاق الوطني لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ومحافظة صعده
في إطار اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذاً للنقطتين الثامنة والخامسة عشر من النقاط العشرين المقرة من اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، القاضيتان بتوجيه اعتذار رسمي للجنوب من قبل الأطراف التي شاركت في حرب صيف 1994م ولأبناء صعده وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى من قبل الأطراف المشاركة في تلك الحروب؛ وإدراكاً من حكومة الوفاق الوطني أن تحقيق المصالحة الوطنية شرط أساس للسلام الاجتماعي وتوفير المناخات المناسبة لنجاح مؤتمر الحوار الوطني المناط به تحقيق المصالحة الوطنية يتطلب اتخاذ خطوات ايجابية من الجميع أولها الحكومة، وإقراراً منها بأن السلطات السابقة كانت المسؤول الأول وليس الوحيد عن حرب 1994م وحروب صعده وما ترتب عليها من أثار ونتائج؛ لذلك كله وتحقيقا للمصلحة الوطنية العليا فإن حكومة الوفاق الوطني نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف 1994م وحروب صعده أو شاركت فيها تعلن اعتذارها لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء صعده وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى - ممن كانوا ضحية تلك الحروب ولكافة ضحايا الصراعات السياسية السابقة – وتعتبر ما حدث والأسباب التي أدت إلى ذلك خطأ أخلاقياً تاريخياً لا يجوز تكراره، وتلتزم بالعمل على توفير ضمانات عدم تكراره من خلال اتخاذ الخطوات الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والسعي إلى إصدار القوانين الكفيلة بتحقيق كل ذلك.
إن الحكومة بمناسبة هذا الاعتذار لعلى قناعة بأن مخرجات الحوار الوطني تمثل أهم الضمانات لعدم العودة إلى ماضي الانتهاكات موضوع هذا الاعتذار وذلك من خلال الدستور الجديد والذي سيضمن مبادئ وأحكام ضامنة للمواطنة المتساوية واحترام وحماية وصيانة حقوق الإنسان وحرياته ولتوزيع السلطة والثروة والفصل والتوازن بين مختلف سلطات الدولة وتحديد شكل الدولة وتغيير منظومة الحكم إلى نظام حكم جديد.
إن حكومة الجمهورية اليمنية إذ تتقدم بهذا الاعتذار تدعوا كل الأطراف السياسية والمجتمعية والفعاليات الدينية والثقافية والفكرية إلى التعبير عن هوية جامعة لكل أبناء اليمن وإلى دعم مصالحة وطنية شاملة تعيد للمجتمع لحمته الوطنية وتنشر روح التسامح والقبول بالآخر، كما تدعو إلى التصدي لكل ما يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وتدعوا الجميع للتصرف بروح المسؤولية الوطنية والتسامح والإخاء.


ثانيا ردود الأفعال 

وفي ردود الافعال الأولى للبيان اعلن الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض رفضه للاعتذار
مؤكداً في بلاغ صحفي: إن الاعتذار يأتي في إطار ما يسمى بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تجاهلت تماماً أي إشارة لقضية شعب الجنوب وتطلعاته للحرية والاستقلال وجاءت فقط لمعالجة أزمة السلطة بين أطرافها اليمنية المتناحرة".

نص البلاغ
بسم الله الرحمن الرحيم
بلاغ صحفي صادر عن مكتب الرئيس علي سالم البيض بشأن ما يسمى اعتذار حكومة الاحتلال اليمني لشعب الجنوب
تتوالى المحاولات اليائسة لإجهاض هدف شعب الجنوب التحرري المتمثل بالتحرير والإستقلال وإستعادة دولته وتتعدد الأساليب والتي كان آخرها مايسمى بإقرار حكومة الاحتلال اليمني بمشروع الاعتذار للجنوب وصعده ,وحيث ان مايسمى بـ(مشروع اعتذار للمحافظات الجنوبية) قد جاء ليجسد شرعنه جديدة للإحتلال اليمني من خلال مضامينه التي تؤكد على مايسمى وحدة اليمن ويعمل لتأسيس عهد جديد للإحتلال اليمني فأننا نؤكد على مايلي :
اولاً: إن الاعتذار يأتي في إطار ما يسمى بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تجاهلت تماماً أي إشارة لقضية شعب الجنوب وتطلعاته للحرية والاستقلال وجاءت فقط لمعالجة أزمة السلطة بين أطرافها اليمنية المتناحرة . مما يدلل بالقطع بان الاعتذار يأتي فقط ضمن مخطط إنجاح مؤتمر الحوار اليمني وبنود المبادرة الخليجية المزمنة تحت سقف ما يسمى بالوحدة اليمنية .لذلك فأن رفض شعب الجنوب لمايسمى بالاعتذار يأتي رفضا لما يسمى للحوار اليمني واساسه التنظيمي المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية,,
ثانيا: ما يسمى اعتذار فاقد لمقومات واركان الاعتذار السياسي قانونا اهمها عدم قبوله من شعب الجنوب وصدوره من جهة غير معترف بها وايضا جاء في مفرداته محاولا لتجسيد شرعية جديدة وتأسيس عهد جديد لاحتلال الجنوب من خلال النص في مضمون مايسمى اعتذار على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن
ثالثا: ان الاحتلال في الجنوب قائم على فتوى دينية جهادية تكفيرية اباحت دماء واعراض واموال شعب الجنوب وهي الاساس الشرعي بالنسبة للاحتلال في بقائه في الجنوب من وجهة نظر الاحتلال, لذلك ان اي اعتذار في ظل فتوى تكفيرية قائمة بموجبها يتم سفك دماء الجنوبيين ونهب اموالهم وثرواتهم يعتبر باطل
رابعا: الاعتذار في نفس الوقت يعتبر اعتراف بالجريمة السياسية في احتلال الجنوب ولن يبلغ اثره القانوني الا باستعادة دولة الجنوب وانها الاحتلال كما ان الاعتذار الحقيقي يتم بعد خروج المحتل وإنتهاء سيطرته وسطوته العسكرية وتهيئة لخلق علاقات ودية ومن موقع الندية الحقيقية ليتم معالجة آثار جريمة الحرب والعدوان على ضوء العرف ومبادئ القانون الدولي المعمول بها في مثل هذه الحالات المشابهة
خامسا: ويعلم الجميع أن حرب 94م قد أضرت بالجنوب ضرراً بالغا كدولة وشعب وهوية وأصبح الجنوب محتلاً بسبب هذه الحرب الظالمة، ولذا فإن اعتذار حكومة الاحتلال عن الحرب التي وصفها بالخطأ الاخلاقي لا يكفي ان لم يعتذر عن نتائجها المتمثلة بالاحتلال الغاشم للجنوب وما ترتب عنه من فعل ضار بالجنوب أرضاً وشعباً وهوية .. ولا جدوى من هذا الاعتذار الذي يصر على بقاء الاحتلال وأضراره مالم يتم إزالة الاحتلال وتصفية آثاره وتعويض شعب الجنوب عن ما أحدثه لهذا الجيل والأجيال القادمة.
صادر عن مكتب الرئيس علي سالم البيض ـ بيروت 22اغسطس 2013

العطاس : اعتذار الحكومة للجنوب استهتارا بمشاعر شعب الجنوب قاطبة واستهتارا مقصودا للجنوبيين.
في حين علق الرئيس حيدر ابو بكر العطاس على الاعتذار  قائلا  لموقع عدن حرة عبر الهاتف : لم يكن امرا مفاجئا لى ان... يصدر هذا البيان " الاستهتارى والابتزازي عفوا - "الاعتذارى" - بعد طول مخاض كما قصدت به حكومة الوفاق تعريفا بطبيعة المخرجات المكرسة للظلم لما يسمى مؤتمر الحوار الوطنى وتمهيدا لها .
مؤكدا : أنه استهتارا مطلقاً بمشاعر شعب الجنوب قاطبة واستهتارا وايذاءا مقصودا لمشاعر الجنوبيين المشاركين فى الحوار.
مضيفا : رغم عدم رضى شعب الجنوب عن مشاركتهم ، وهو ايضا ردا على ما قدموه من عرض شجاع للقضية الجنوبية اكسبها تفهما اقليمية ودولية واسع النطاق – وان جاء ذلك من على منبر غير متكافئا ويفتقد للعدالة فى اسسه وإجراءاته- افقد اعداء الجنوب صوابهم واظهر المخفى لديهم فى قضية شعب الجنوب العادلة وكشفت حجم الاضطهاد والإقصاء والنهب والسلب والبغى والفساد الذى تعرض له شعب الجنوب الصابر والمؤمن بعدل الله سبحانه وتعالى وبنصره للحق وإزهاقه للباطل. .

واوضح ارئيس "العطاس" : انه ضحك ابله على الذقون و ابتزاز مكشوف للمجتمع الاقليمى والدولى لن يمر على من ينشد الامن والاستقرار والنماء للجنوب والشمال ومحيطهما.
الم تشن الحرب ، ايها السادة ، مع سبق الاصرار ،على دولة الجنوب التى دخلت الوحدة طواعية مع دولة الشمال ومن حقها ان تخرج منها طواعية كما دخلت عندما رأت ان الوحدة لم تلبى مصالح شعبها بل افقدته مكاسب عديدة فى الصحة والتعليم والأمن والمعيشة وغيرها . الم تشن الحرب تحت راية فتاوى التكفير لشعب الجنوب وإهدار دمه وماله وعرضه .. الم تحل مؤسسات دولة الجنوب المدنية الاقتصادية والثقافية والقضائية والأمنية والعسكرية والسطو على اموال وممتلكات شعب الجنوب العامة والخاصة بعد سفك دماء ابنائه ؟؟ ..الم يسرح كادر وموظفى دولة الجنوب قسر الم يحاكم فادته الم تهتك الاعراض اثناء وبعد هذه الحرب الظالمة من قبل متنفذى سلطة الحرب سلطة 7يوليو ؟؟ الم يصدر قرارا رسميا تم التراجع عنه باعتبار يوم 7/7/1994م يوم احتلال الجنوب : اليوم الوطنى احتفالا بالانتصار على شعب الجنوب ودولته ؟؟
مضيفا : ماذا تسموا ايها السادة هذه الأفعال الم تكونوا جميعا ايها السادة اعضاء حكومة الوفاق شهداء على هذه الحرب الظالمة وما تبعها من افعال وممارسات من مواقع مختلفة بل لعلى بعضكم كان مشاركا فعليا ؟؟ ماذا تسموها ؟؟ وماذا بقى بعد ذلك من الوحدة غير الاحتلال للجنوب ارضا ثروة وإنسانا؟.. هل تملى عليكم ضمائركم وإنسانيتكم تفسيرا اخر.. يناقض الواقع . ؟؟ .. ليمنحكم زورا وبهتانا حق ابقاء شعب الجنوب تحت هذا الاحتلال .البائس . لتكملوا ما فاتكم وليأخذ كل من لم يأخذ دورا فى نهب وسلب الجنوب والعبث بأمنه ومعيشته واستقراره
وفي ختام حديثة قال الرئيس حيدر ابو بكر العطاس : قطعا لا يمكن لعشب الجنوب الأبى ان يقبل ذلك ولا يمكن لكل من يحترم نفسه وشعبه ان يستمر معكم فى مسرحية هزلية الحوار التى انهت حكومة الوفاق الموقرة باعتذارها المسخ فصولها وأسدلت ستارها.
ننشد من الاشقاء والأصدقاء وقفة صدق مع الضمير والإنسانية .. وهم يتصفحوا بنود بيان اعتذار حكومة الوفاق .. وقفة مع آمال شعوبنا وتطلعاتها بالأمن والاستقرار والنماء وشرط تحقيقها .. العدل فهو قاعدتها ان غاب تهاوى البناء .. اعيدوا الحق الى نصابه تستقيم الموازين ويشمخ البناء ويكدح الانسان ويسعى لترسيخ امنه واستقراره ونمائه.

البيان الصادر عن الحكومة فضيحة وليس اعتذار : 
من جانبه وصف الدبلوماسي السابق وأحد قياديي الحراك الجنوبي ـ قاسم عسكرـ الاعتذار المقدم من قبل حكومة الوفاق بـ"الفضيحة" معتبرا ما ورد فيه "استمرارا للحرب والاحتلال على شعب الجنوب ومحاولة للالتفاف على قضيته لكونه ذيل بتوجيه صريح بالدعوة للحرب."
وقال عسكر وهو قيادي محسوب على فصيل نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض لـ"سكاي نيوز عربية " الاعتذار وجه نداء للقوات المسلحة والأمن أن يضربوا بيد من حديد لكل من لا يريد أن يفهم الاعتذار.

المطلوب محاكمة المسئولين وليس الاعتذار :
وفي مقال نشره ـ موقع عدن حرة ـ لأستاذ القانون الدولي والمنظر السياسي للحراك الجنوبي الدكتور محمد علي السقاف قال فيه ما يلي  :
قرأت قبل قليل الاعتذار الرسمي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة الموجه لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وأبناء محافظة صعدة
اولا-اعتذار سياسي غير كافي وخطير للأسباب التالية:
1.     خلق التباس وخلط متعمد بين حرب عام ١٩٩٤ ضد الجنوب وحروب صعدة ولم يكتفي بهذا المستوي في خلط الأوراق بين الحالتين حين أضاف اليهما اعتذاره لكافة ضحايا الصراعات السياسية السابقة .
2.     الغرض من ذلك الخلط واضح الهدف منه القول انه يعتذر دون تمييز بين مواطني الجنوب والمواطنين في صعدة وكلهم مواطنين يمنيين لذلك وجه اعتذاره (لأبناء) المحافظات الجنوبية والشرقية وابناء محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها في حين الاعتذار سيكون اكثر قبولا نسبيا لو وجهة للجنوب وأبنائه وليس لأبناء المحافظات الجنوبية ولتفادي ذلك جمع الاعتذار بين ابناء الجنوب وابناء صعدة .
3.     استغرب جدا قبول الحزب الاشتراكي الممثل في حكومة الوفاق الوطني لمفردات نص الاعتذار الرسمي الذي فيه ادانة صريحة للحزب الاشتراكي والمتمثلة في العبارات التالية: قول البيان (واقرارا بأن السلطات السابقة كانت المسؤول الاول وليس الوحيد عن حرب ١٩٩٤، وما ترتب عليها من اثار ونتائج، لذلك ،، فإن حكومة الوفاق الوطني نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوي السياسية التي اشعلت حرب ١٩٩٤). ما معني تلك العبارت المشار اليها غير إقرار الحزب الاشتراكي اليمني انه شريك في إشعال حرب ١٩٩٤ ضد الجنوب وليس المسؤول عنهما فقط المؤتمر والاصلاح، اقرار الاشتراكي هذه الصيغ المدينة له يستوجب تخلي الجنوبيين عن عضويتهم في الحزب الذي يقر مسؤوليته في اشعال حرب ١٩٩٤ ضد الجنوب وما يترتب عليها من اثار ونتائج.
4.     اعتبار الاعتذار أن ما حدث يعتبر مجرد خطأ اخلاقيا تاريخيا لا غير. إضافة الي ذلك لم تتم إدانة الفتاوي الدينية الخطيرة التي صدرت من قيادات إصلاحية ضد شعب الجنوب والتى ساهمت في الإعداد للحرب واستمرارها وزيادة ضحاياها.
 ثانيا- الابعاد السياسية والقانونية للاعتذار:
1-                       الاعتذار جاء من حكومة الوفاق ومن المفروض ان يتم ايضا من قبل حزبي الحرب ضد الجنوب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمنيي للاصلاح وبصفة فردية من الدكتور الديلمي والشيخ الزنداني برغم محاولة التنصل عن فتاوييهما التكفيرية ضد شعب الجنوب.
2-                       -يجب الاقتداء بتجربة ثورة ٣٠ يونيو المصرية وتداعياتها بطلب حل جماعة الإخوان وذراْعه السياسي المتمثل بحزب الحرية والعدالة بمعاملة حزب الإصلاح نفس المعاملة من يقحمون الدين الاسلامي السمح بالسياسة.
3-                        الاعتذار لم يتطرق للجانب الجنائي لحرب ١٩٩٤ وهي جنائية بامتياز ايضا وليست فقط خطأ اخلاقيا وتاريخيا فكيف يحاكم جنائيا قائمة ال١٦ علي أساس محاولة الانفصال كما سموها في حين اشعال حرب ١٩٩٤ سبق اعلان الانفصال وجاء كرد فعل على الحرب. فبدلا من النص علي تطبيق التشريعات الجنائية علي المسؤولين عن حرب ١٩٩٤ وحروب صعدة اعتبر الحل من خلال مخرجات الحوار الوطني كأهم الضمانات لعدم العودة الى ماضي الانتهاكات.
ثالثا: الخلاصة : الاعتذار غير كافي وغير مقبول المطلوب محاكمة المسئولين عن حرب ١٩٩٤ محليا قبل رفع القضية علي المستوي الدولي والاعتذار لم يشمل اعتذار الحزب التكفيري وقاداته وتوقيت صدوره الآن وليس بالأمس ربما له علاقة لتعثر ان لم يكن فشل حوار صنعاء وأحداث وتداعيات الثورة المصرية وخوف إخوان الإصلاح دائرة الدوائر عليهم قريبا.

قوى الثورة السلمية لتحرير الجنوب ترفض الاعتذار
أما قوى الثورة السلمية لتحرير الجنوب فقد أعلنت عن رفضها للاعتذار ، وقالت في بيان صحفي  لها :  نعم هذا الاعتذار  ليس موجها لأبناء شعب الجنوب وإنما "لأبناء صعده وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى من قبل الأطراف المشاركة في تلك الحروب" وهي بهذا الأمر تجعل من قضية الجنوب اشبه بأي قضية داخلية تخص منطقة مساحتها بضعة كيلومترات.
واتهم بيان شعب الجنوب - الاعتذار  بإغفال ابسط حقوق شعب الجنوب بانه كان شريكا للشمال في الوحدة , ولم يعترف بان الحرب شنت باسم الدفاع عن الوحدة وان هدفها لم يكن كذلك, وإنما احتلال الجنوب المستمر حتى اليوم.  
واشار البيان إلى انه تم اصدار هذا الاعتذار ليس بغرض الاعتراف بما وقع على شعب الجنوب وإنما بهدف تحقيق المصالحة الوطنية وتوفير المناخات المناسبة لنجاح مؤتمر الحوار الوطني المناط به تحقيق المصالحة الوطنية. ولاسيما بعد ان وصل ما يسمى بمؤتمر الحوار إلى مرحلة الفشل الذريع بعد انسحاب معظم العناصر الجنوبية من المؤتمر واصرارها ان تكون نتائج المؤتمر معبرة عن تطلعات شعب الجنوب في تقرير مصيره. فحكومة الوفاق الوطني أرادت من اصدار هذا الاعتذار في هذا الوقت ضمان عودة الاطراف الجنوبية الرافضة للاستمرار في حوار فاشل.
وأكد أن اقر الاعتذار بان النظام السابق هو المسئول الأول عن حرب عام 1994م ولم تحدد شخوص ذلك النظام . كما ان ذلك النظام ليس المسئول الوحيد عن تلك الحرب وإنما هناك اطراف اخرى مجهولة. وهي تقصد بذلك تحميل الجنوب جزء من مسئولية الحرب.
وقال البيان أن  حكومة الوفاق الوطني قدمت هذا الاعتذار نيابة عن السلطات السابقة وكل الاطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف عام 1994م وهي بذلك تساوي بين الجلاد والضحية وعلى الجميع تقديم الاعتذار.
وقال بيان شعب الجنوب في رده الأولي على بيان الاعتذار أنه بقدر ما حملت حكومة صنعاء النظام السابق , وهي تقصد نظام علي عبدالله صالح المسئولية عن الحروب ومنها شن حرب صيف عام 1994م على الجنوب, فإنها حرصت على عدم ذكر شركائه في تلك الحرب وفي مقدمتهم حزب التجمع اليمني للإصلاح اضافة الى أن معظم فقرات الاعتذار تربط بين قضية الجنوب وقضية صعدة . بل تساوي بين قضية الجنوب وقضايا الصراعات السياسية السابقة في الجمهورية العربية اليمنية , وكأن قضية الجنوب قضية صراع سياسي بسيط. مثله مثل بقية القضايا. واعتبر الاعتذار ان الحرب على الجنوب ليس احتلالا لوطن وشعب ودولة وإنما مجرد خطأ اخلاقي وتاريخي. وأنها جزء من انتهاكات الماضي التي هي اساس موضوع الاعتذار. وبهذا يكون الاعتذار قدم على مجموعة انتهاكات بسيطة.

الاعتذار يجب ان يكون ممن أشعل الحرب
ومن جانبه قال مراسل قناة سكاي نيوز البريطانية محمد القاضي أن حكومة الوفاق التي تضم وزراء لا علاقة لهم بالحروب السابقة اعتذرت اليوم لأبناء الجنوب وصعدة وحرف سفيان، لكن نص ما تم الاتفاق عليه في اللجنة التحضيرية للحوار والجلسة العامة لمؤتمر الحوار يقول ان الأطراف التي شاركت في هذه الحروب هي من عليها ان تعتذر. لهذا الاعتذار قيمة أخلاقية ، ولكي يكون له اثر في المستقبل ، يجب ان يكون الاعتذار صادر ممن أشعل هذه الحروب وشارك فيها بأي طريقة!!!!.

اعتذار ضحك على الذقون
ومن جانبه وصف الزميل زيد السلامي، عضو الحوار الوطني عن فريق الحقوق والحريات أن الإعتذار عن حرب 94 لأبناء الجنوب بالضحك على الذقون، وقال الاعتذار "من قبل حكومة الوفاق ضحك على الذقون وليس له آي اعتبار ، من المفترض ان يصدر الاعتذار عن من أعلن الحرب ضد الجنوب ممثلاً برئاسة الجمهورية آن ذاك، والآن رئاسة الجمهورية ممثل فيها كل أطراف الحرب سوى من خلال رئيس الجمهورية أو مستشاريه ، رئاسة الجمهورية هي المخولة والتي يفترض أن تقوم بالاعتذار ، أم أن حلفاء الحرب لا يزالون يعتبرونها حرب شرعية ومقدسة وكان لابد منها .....؟؟.

اعتذار مكتوب بعبارات لا تساوي الحبر الذي كتب بها
وبدوره أكد القيادي في تكتل الجنوبيين المستقلين عضو فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار لطفي شطارة،  أن الجنوبيين سيرفضون اعتذار الحكومة اليمنية عن حرب 1994 وذلك تنفيذا للنقاط العشرين التي وجهتها اللجنة الفنية للحوار للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قبل عام.
وقال شطارة في تصريحات خاصة لـ "قدس برس": "إن الاعتذار الذي يفهمه الجنوبيون ليس اعتذارا مكتوبا بعبارات لا تساوي الحبر الذي سيكتب به، بل أنهم يفهمون الاعتذار عن جريمة حرب إجتياح الجنوب من قبل شركاء تلك الجريمة التي يعاني منها الجنوب حتى اليوم بأنه يجب أن يشمل إجراءات عملية كثيرة من أهمها إعطاء الجنوبيين حق تقرير مصيرهم بعد إعلان الاعتذار بأن ما جرى في 1994 لم يكن من أجل تثبت الوحدة بل من أجل ابتلاع الجنوب". وأضاف: "إن الاعتذار يجب أن يشمل حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم ويجب أن يكون هذا أهم بند في الاعتذار المزمع أن تقدمه السلطة قريبا بعد أن أحال هادي مشروع تنفيذ النقاط العشرين إلى الحكومة التي يرأسها محمد سالم باسندوة".
وأكد شطارة أن الاعتذار يجب أن يتضمن جبر الضرر عما تعرض له الجنوبيون خلال وبعد تلك الحرب التي وصفها بـ " القذرة "، وأوضح أن أبناء الجنوب تعرضوا لأكبر سرقة في التاريخ عرفتها دولة، إذ نهب الشمال وحلفاء الحرب تلك الجنوب وثرواته وأراضيه وشردوا أهله من أعمالهم وسرحوا جيش بكاملة وأعاثوا في الجنوب فسادا حتى اليوم، كما قال.
وشدد القيادي في تكتل الجنوبيين المستقلين أن أي اعتذار لا يصاحبه مثل هذه الإجراءات وفي مقدمتها إعلان صريح بحق الجنوبيين في تقرير مصير ومستقبل بقائهم في الوحدة لن يكون مقبولا بعد أن عانى الجنوبيون خلال السنوات الـ 19 من حرب 94 وحتى اليوم كل أساليب القهر والذل والاستعلاء عليهم من قبل من أمر بشن تلك الحرب باسم الوحدة، وأنه آن الآوان لإغلاق هذا الملف من خلال الاعتراف بحق الجنوبيين وحدهم في تقرير مصيرهم وإلا سيصبح الاعتذار وكأنه لم يكن. وأضاف: "اذا لم يتضمن الاعتذار حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم فلاداعي لإعلانه"، على حد تعبيره.

الاعتذار جاء بصيغة غير مرضية
ويرى المحلل السياسي في صنعاء ـ  أحمد الزرقة ـ أن الاعتذار بصيغته الحالية محاولة لإسقاط واجب بعد اشتراطات خارجية .
وقال الزرقة في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" عبر الهاتف إن الاعتذار جاء بصيغة غير مرضية،
فهو صادر عن حكومة الوفاق التي تضم أطرافا متباينة وكان يفترض أن يسبق الاعتذار اعتراف حقيقي بالمشكلة من قبل القوى التي شاركت في الحرب على الجنوب أو صعدة لاسيما حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، أي حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزب التجمع اليمني للإصلاح الاسلامي "الإخوان المسلمين".
وأضاف :"بيان الاعتذار لم يحمل أطرافا معينة أو يحددها، كما أنه لم يذكر ماهي الإجراءات التي سيترتب عليها الاعتذار، والمتخذة مثل المصالحة الوطنية وتطبيق قانون العدالة الانتقالية وإعادة المسرّحين من أعمالهم والأراضي المنهوبة والتعويضات وغيرها."

الاعتذار خطوة ايجابية غير كافية
أما المتحدث باسم جماعة الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ـ علي البخيتي ـ اعتبر اعتذار الحكومة اليمنية خطوة إيجابية ، لكنها "غير كافية لكونها لم تصدر رسميا من قبل الجهات السياسية التي شاركت في تلك الحروب"، في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقا وحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي .
وقال البخيتي لـ"سكاي نيوز عربية " إن "اعتذار الحكومة لأبناء الجنوب وصعدة واعتبار تلك الحروب خطأ تاريخيا لا يجوز تكراره خطوة إيجابية واعتراف بمظلومية أبناء الجنوب وصعدة، إلا أننا نعتبر أن تلك الخطوة غير كافية لأنها لم تصدر مباشرة من الجهات السياسية التي ارتكبت تلك الجرائم، ومع ذلك إذا تلا الاعتذار تطبيق للنقاط العشرين وبشكل فوري فإن ذلك بداية لحل القضيتين."
وأكد أنه في حال لم تعمل الحكومة على تطبيق النقاط العشرين و"استمرت في المماطلة فالاعتذار مجرد كذبة جديدة لحكومة الوفاق تضاف لسجلها الحافل بالأكاذيب والوعود الفارغة." وفقا لتعبيره.

الاعتذار خطوة ايجابية واعتراف بأن ما حصل ظلم وخطيئة لا يمكن ان تغتفر:
وفي نفس السياق السابق أكد عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل ـ زيد السلامي ـ  أن الاعتذار "خطوة ممتازة نحو الأمام واعتراف بأن ما حصل ظلم وخطيئة لا يمكن أن تغتفر."
السلامي وهو ناشط جنوبي مشارك في مؤتمر الحوار عن شباب الثورة قال في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" كنت أتمنى أن يصدر هذا الاعتذار من المؤسسة التي أعلنت الحرب ممثلة برئاسة الجمهورية.
وأضاف "لدينا تحفظات على بعض المضامين التي وردت في بيان الحكومة حيث أن الاعتذار لم يعترف بأن الجنوب كان دولة ودخل في وحدة شراكة مع الشمال، وإنما ذكر أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وكان الأحرى ذكر الجنوب كيكان واحد فقط ."
وقال :" إذا لحق هذا الاعتذار تنفيذ النقاط العشرين المطروحة من قبل اللجنة الفنية والتحضيرية لمؤتمر الحوار، والنقاط الأحد عشر التي وضعت من قبل فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار سيمهد وسيحلحل بعض المشاكل خصوصا في الجنوب لاستقبال الحل السياسي المتمثل بشكل الدولة القادمة بل وسيعزز الثقة بين الجنوب والشمال كون الأزمة الحقيقة هي انعدام الثقة."

بيان الاعتذار تضمن اعلان حرب أخرى على الجنوب :
وقال رئيس الدائرة السياسية في المجلس الاعلى للحراك الجنوبي المقاطع للحوار على هيثم الغريب لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "اطلعنا على بيان اعتذار الحكومة اليمنية لكنه تضمن ايضا اعلان حرب اخرى على الجنوب بدليل ان فقراته الاخيرة تضمنت انهم سيتصدون بيد من حديد ضد من يخل بالوحدة اليمنية والاستقرار".
واضاف "بصراحة، الاعتذار لم يأت من الجماعات التي ارتكبت الجرائم في الجنوب وانما جاء بناء على ضغوطات خارجية".

اعتذار الحكومة لأبناء الجنوب خطوة متقدمة :
من جانبه قال نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني والقيادي في مؤتمر شعب الجنوب الذي انسحب الاسبوع الماضي من الحوار ياسين مكاوي لفرانس برس ان "اعتذار الحكومة لابناء الجنوب خطوة متقدمة وهو بمثابة تدشين لخطوات قادمة يجب ان تتم بشكل فوري".
الا انه اشار الى "تحفظات على بيان الاعتذار"، لاسيما "لكونه تضمن ذكر ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية ولم يذكر ابناء الجنوب فقط"، معتبرا ان "هذا بحد ذاته يعطي انطباعا سيئا لمغزى سيئ ونوايا سيئة".
واشار ايضا الى ان "الفقرة الاخيرة في بيان الاعتذار تضمنت تهديدا لمن يحاول الاخلال بالوحدة والسلم الاجتماعي، وكان يجب ان لا تذكر هذه الفقرة في بيان الاعتذار لأنه نحن شاركنا في مؤتمر الحوار ونتحدث ويؤكد الجميع بنفس الوقت بان ليس هناك اي سقف للحوار او مخرجاته".

واعتبر مكاوي الاعتذار بانه "اعتراف حقيقي بالجريمة التي ارتكبت بحق شعب الجنوب".

اعتذار الحكومة قرار ايجابي وخطوة مرحب بها
من جانب اخر رحب الأمين العام للحراك الجنوبي عبدالله الناخبي، عضو مؤتمر الحوار الوطني، بقرار حكومة الوفاق الوطني يوم أمس بالإعتذار للجنوب وصعدة. ووصفه بـ"القرار الإيجابي".
وأكد الناخبي في تصريح لـ"الثورة نت" أن الاعتذار الصادر عن الحكومة خطوة مرحب بها وتصب في الطريق الصحيح، والمطلوب أن تلحقها خطوات.
وقال الناخبي: " إن المطلوب اليوم هو تصحيح الاختلالات والأضرار التي لحقت بالجنوب وصعدة، وإعادة ممتلكات الدولة من مصانع ومزارع وغيرها، وإعادة المبعدين من الجيش والأمن والذين أبعدوا منذ العام 1994 وحتى اليوم".وأضاف: "يجب أن يعامل كل قتلى المحافظات الجنوبية وصعدة كشهداء، وأن تعامل أسرهم معاملة حسنة، وإعادة الشراكة في دولة الوحدة".

الاعتذار وحده لا يكفي :
وفي مقال نشره موقع صحيفة الثورة يعتقد الكاتب باسم الشعبي ان الاعتذار وحده لا يكفي إذ على الحكومة البدء بإجراءات حقيقية على الأرض لحل القضايا العالقة لا سيما في الجنوب حيث يحتاج الشعب الجنوبي من قضيتهم إجراءات سريعة وعاجلة تمهد لمخرجات الحوار الوطني الشامل وتهيئة الأرضية لإعادة بناء الدولة اليمنية الجديد وحتى لا تصبح حكومة الاعتذار الوطني فحسب فإن الفرصة ما تزال أمامها قائمة لتحسين أدائها والظهور بصورة إيجابية وهي تسير جنبا إلى جنب مع مداولات ومخرجات الحوار الوطني لأن الاعتذار وحده لا يكفي!
 قام موقع الحوار الوطني بنشر استطلاع رأي على شبكة الانترنت لعدد من أعضاء الحوار الوطني قال فيه انه حرص على أخذ آراء عدد من أبناء المحافظات الجنوبية المشاركين في مؤتمر الحوار ويمثلون مكونات مختلفة.

الاعتذار خطوة أولى
 في البداية كان الحديث للدكتور محمد السعدي نائب رئيس فريق عمل الحكم الرشيد بمؤتمر الحوار الوطني الذي قال: "يعتبر الاعتذار خطوة أولى في طريق المصالحة الوطنية وهناك بعض الملاحظات على الاعتذار التي ممكن أن نبديها بالنسبة للصيغة العامة لأن هذا الاعتذار ذكر الجنوب كمحافظات، حبذا لو كان ذكر الجنوب بصفة أخرى غير هذه الصفة" . واستدرك يقول: "لكن نحن في سبيل المصلحة العامة وفي سبيل أن نتقدم خطوات مهمة للأمام نعتبر أن هذا الاعتذار خطوة أولية وننتظر الخطوات القادمة لإصلاح الأوضاع في الجنوب وعن إغفال جبر الضرر في الاعتذار نحن نتفهم الأمور التقينا بالأخ رئيس الجمهورية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والتقينا باللجنة الوزارية وندرك أن هناك مشكلة مالية كبيرة تعاني منها الدولة من أجل قيام عملية الإصلاح اللازمة في الجنوب ونحن نقدر هذا ولكن نقول لابد من تغيير الأولويات لدى الدولة في المرحلة الحالية".
وأضاف السعدي: "صحيح قد يكون هذا سابقاً وممكن أن نتقبل الأمر لكن ونحن في المراحل النهائية من الحوار شعب الجنوب ينتظر ماهية الأمور التي نقول أن يلمسوها على الارض ، فمخرجات الحوار ستكون موجودة ضمن تقارير في ورق ولكن شعب الجنوب يريد على الأرض".. وأردف: إن لجان الاراضي ولجان المتضررين بعد 94 قدمت تقاريرها ولكن لم نر أي استجابة من الحكومة الى الآن وهذا بحد ذاته سينعكس على مخرجات الحوار ويضعف مصداقية الحوار والمصالحة الوطنية المرجوة في المستقبل .

الأطراف المسؤولة
القيادي البارز في الحزب الاشتراكي اليمني وعضو فريق بناء الدولة بمؤتمر الحوار حسن شكري اختصر تعليقه على الاعتذار بالقول: "كنت اتمنى أن الاطراف التي فجرت حرب 1994م والتي قادتها وواصلتها بعد تاريخ 94 هي التي تقوم بالاعتذار، أما قرار الحكومة الحالية فهو تحمل لمسئوليات لم ترتكبها حكومة الوفاق الوطني"

نفس الخطيئة
من جهته اعتبر مقرر فريق القضية الجنوبية شفيع العبد الاعتذار للجنوب بأنه خرج بصيغة هزيلة وهو خطيئة لا تقل عن خطيئة حرب 94، موضحا أن النقاط العشرين تحدثت عن الاعتذار للجنوب من شركاء الحرب وليس من حكومة مؤقتة أثبتت المرحلة فشلها في أداء مهامها المناطة بها فكيف لها أن تقدم على الاعتذار للجنوب نيابة عن الشركاء الحقيقيين للحرب" حسب قولة".

الكل شارك بالحرب 
الدكتورة دينا ياسين محمود عضو فريق بناء الدولة بمؤتمر الحوار الوطني كان لها رأي آخر ومغاير لما قاله شفيع العبد في هذا الموضوع حيث قالت: إن المواطنين من أبناء الجنوب هم الذين يستحقون الاعتذار لما عانوه من أثر الحرب التي حدثت والمشاكل سواء تلك التي عاشوها قبل أو بعد 94 .
وأضافت : "صيغة الاعتذار من وجهة نظري كانت متوازنة باعتبار أن الكل شارك في الحرب بما لديه من سلطة وكما جاء بالاعتذار كانت السلطات السبب الاول وليست الوحيد لأن هناك أسباباً أخرى ساهم فيها كثيرون ممن ليسوا في السلطة ولكن لهم حضور شعبي".
وأضافت إن "الاعتذار سيعمل على نسيان الماضي والمصالحة وجبر الضرر ليتناسى الناس فترة من حياة تذكرهم بالنزاعات البغيضة التي لن تصلح حال البلد والتي لن تؤدي أيضاً لارتقائه فوق كل الأمور".

اعتذار غيب الأبطال 
إلى ذلك وصف وكيل محافظة الضالع عضو فريق أسس بناء الجيش والأمن لحسون صالح مصلح الاعتذار بالخطوة المستعجلة، وقال: كان يجب أن يتم أولاً المصالحة الوطنية بما من شأنه جمع الكل وضمان حقوق الكل وبما يضمن أيضاً حقوق الجميع وجبر الضرر للكل وتعويض أسر الشهداء الذين قاتلوا من أجل الوحدة والذين قاتلوا في صعدة والذين قاتلوا في 94 والذين قاتلوا في مختلف الصراعات وكان لهم الفضل بعد الله سبحانه في الحفاظ على مكتسبات الثورتين سبتمبر وأكتوبر وكذا الحفاظ على مكتسبات الوحدة والأهم من ذلك الحفاظ على كيان الدولة من السقوط والانهيار اذا ما نظرنا الى حجم تلك التحديات التي كانت تقف خلف اشعال تلك الحروب.
وختم حديثه بالقول: لابد من التأكيد على ضرورة أن يساهم هذا الاعتذار بما يمثله من ضرورة ومطلب جميع الأطراف من خصوم السياسة بالمصالحة الوطنية وبالدفع الايجابي في مسار العدالة الانتقالية التي توحد ولا تفرق وتخلق الألفة وليس الفرقة وبما يكفل صيانة الحقوق والمواطنة المتساوية وعدم التفريط بدماء شهداء الوطن الذين ضحوا من أجل الوحدة والثورة، موضحا أن مؤتمر الحوار قد اعتبر جميع من استشهدوا أو قتلوا في تلك الصراعات السياسية الدفاع عن الوحدة وأمن واستقرار الوطن شهداء                            .

الاعتذار باسم الكل
 من جهته قال عضو فريق الحقوق والحريات علي الصراري أن الاعتذار كان مهما للغاية لأن ضحايا الحروب كانوا يحتاجون الى ما يطمئنهم وإلى أن هذه الحروب لن تتكرر مرة أخرى.
وأكد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني بأن الاعتذار كان باسم كافة المشاركين في هذه الحروب خاصة أن اليمن خلال العقود السابقة كان يدار بالحروب الداخلية وقد ترتب على هذا سقوط آلاف الضحايا وإهدار إمكانيات كبيرة في هذه الصراعات العبثية.
وأضاف الصراري: كان لابد من أن تتوقف هذه العجلة ولابد من أن يبحث اليمنيون عن طريقة اخرى لإدارة حياتهم بعيدا عن الحروب الداخلية، ولهذا نرى بأن الاعتذار ضروري لكيلا تدان هذه الحروب ويدان هذا الأسلوب في إدارة الدولة ويحصل الضحايا على اعتراف بمظلوميتهم، وبعد ذلك يمكن أن تتخذ الاجراءات التي تؤدي إلى جبر الضرر وإلى تعويضهم عن الانتهاكات التي تعرضوا لها.

بناء الثقة مجددا
في السياق نفسه قال نائب رئيس التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجد) وعضو فريق الحكم الرشيد الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي: إن هذا الاعتذار ظللنا ننتظره منذ فترة طويلة ولكن يأتي متأخرا أفضل من أن لا يأتي، وهذه خطوة أولى في اتجاه استكمال إنجاز النقاط العشرين والإحدى عشرة نقطة التي هي مدماك أساس لتهيئة بناء الثقة بين الشمال والجنوب مجددا.
وأضاف: أهلنا في الجنوب يشعرون بأنهم تُركوا ويشعرون بإحباط كبير لأن النقاط الـ20 والـ11 تم اقرارها منذ فترة طويلة لم يروا حتى الآن على الأرض إجراءات ملموسة تؤكد بأن تنفيذ هذه النقاط من أجل تهيئة مناخ لاستكمال الحوار، مشيرا إلى أن الحوار كان متعثرا وفيه نوع من التسويف ونوع من المماطلة في تنفيذ هذه الخطوات .  
وقال قباطي: صدور الاعتذار الرسمي من قبل حكومة الوفاق الوطني وبما احتواه من إقرار بأن هناك اخطاء ومظالم وضيم جرى على الجنوب يعتبر خطوة أولى ونتعشم أن بقية النقاط الـ20 والـ 11 قد أخذت طريقها نحو التنفيذ من أجل أن يساهم كل ذلك في إعادة بناء الثقة وتجسير الهوة التي كانت موجودة والشرخ الذي أدمى على مدى أكثر من 18 عاما في سبيل انجاح مؤتمر الحوار الوطني للخروج بالتسوية التاريخية التي انتظرها شعبنا على مدى مائة عام لبناء الدولة المدنية الحديثة، الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية والقائمة على النظام البرلماني.

وفيما يلي يتحدث عدد من المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني ممن يمثلون فريق صعدة في استطلاع نشره موقع الحوار الوطني الشامل

الاعتذار مطلب رئيسي
يقول حسين الحمران- رئيس مكون أنصار الله في فريق صعدة بالتأكيد الاعتذار شيء أساسي ومطلب رئيسي لأنصار الله وأهالي صعده بشكل عام وكلنا نطلب به منذ أن أقر في اللجنة الفنية أو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني وكنا نطالب به باستمرار وصدرت عدة بيانات من فريق قضية صعده تطالب بتنفيذ النقاط العشرين ومن إحدى نقاطه الاعتذار عما حدث.
وأضاف: إن الاعتذار له انعكاسات إيجابية ومطيب للنفوس والمشاركين من أبناء صعدة في الحوار الوطني وأبناء صعده عموما وما جاورها ممن أصابهم الضرر من الحروب الماضية, فبالتأكيد سينظرون نظرة إيجابية وستكون محفزة لنا جميعا لنخطو خطوات أكثر إيجابية وأكثر تفاعل مع مؤتمر الحوار الوطني

على الحوثي أن يعتذر أيضا:
من جانبه قال محمد شبيبه، عضو فريق قضية صعدة: الاعتذار فضيلة ومن اعتذر اعترف بخطئه، وهذا شيء طيب, وعلى الأطراف التي خاضت الحرب في صعدة وبسببها تهدمت صعدة وهجر ونزح أبناؤها، وعلى الدولة والحوثي أن يعتذروا, الدولة اليوم اعتذرت وعلى جماعة الحوثي أن تعتذر أيضا لينتهي هذا الملف لأن هذه المناطق تضررت سواء في صعدة أو ما جاورها.

اعتذار جاء متأخراً:
حسين حازب، مكون المؤتمر الشعبي العام فريق قضية صعدة، تحدث قائلا : الاعتذار من وجهة نظري اذا تم من خلال تسوية سياسية يضمن فيها المعتذرون لمن اعتذروا منهم تسوية تضمن الوحدة اليمنية والسلم والأمن الاجتماعي فذلك شيء جيد، ولكن من الواضح أن الاعتذار أتى متأخراً ويبدو انه لم يقدم الفائدة المرجوة.. الشيء الثاني هو أن الاعتذار خارج عن النص، حيث أن النص يقول جملة وتفصيلاً أن الاعتذار يكون من كافة أطراف النزاع بمعنى أن كل أطراف لا بد أن يعتذروا, ومن جانب آخر لم يتم الاعتذار للمتضررين من حرب 94، ولا للمتضريين من صواريخ سكود في صنعاء، الاعتذار تجاهل أشياء كثيرة وبالتالي لن يؤدي الفائدة المرجوة منه ولكنه أسّس لمشكلة جديدة .

خطوة نحو الحل:
بدورها قالت أخلاق الشامي، من مكون أنصار الله في فريق صعدة: إن الاعتذار خطوة إيجابية حتى وإن كان الهدف منه فقط رفع معنويات المواطنين الذين ظللموا في الحروب وإن كان اعترافاً بخطأ تلك الحروب فهو خطوة ايجابية . الاعتذار أيضاً هو الخطوة الأولى نحو الحلول وتحويله الى مشروع عملي متوقف على قبول الأطراف التي كانت سبباً في الحرب لأن الاعتذار جاء من الحكومة, فهل كل الاطراف التي تسببت في الحروب موافقة على هذا الاعتذار, وهل ستقف فعلا مع تصحيح الخطأ التاريخي الذي حدث من قبلها في الماضي هذا ما نتمناه.

يجب أن يصاحبه حفظ للحقوق
من جهتها تحدثت هناء العلوي، عضو فريق قضية صعدة قائلة : بالنسبة للاعتذار الذي جاء متأخرا كان من المفترض أن يقدم قبل البدء في الحوار خاصة أن الاعتذار كان في مقدمة النقاط العشرين والنقاط العشرون خلاصة أعمال اللجنة الفنية ومن المفترض أن تنفذ قبل البدء في الحوار, ومع أنه أتى متأخرا إلا أنه خطوة إيجابية إذا طبق على أرض الواقع فكيف يطلق الاعتذار من جهة والحروب تشن في مناطق صعدة ضد أنصار الله في جهة أخرى, لابد أن يصاحب الاعتذار سلام وحفظ للحقوق وماعدا ذلك فهو يكون إشكالية , كما أطالب رئاسة الجمهورية بتطبيق النقاط العشرين كاملة لكي تأتي مخرجات المؤتمر إيجابية وتجد طريقها إلى التنفيذ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق