بقلم عبدالله يحيى العلفي
هي نظرية ساخرة متداولة لها ابعاد ودروس اجتماعية عظيمة
يقال ان مجموعة من العلماء أجروا
تجربة على خمسة قرود . جمعوها في قفص كبير، وفي وسط القفص وضعوا سلم وفي أعلى السلم بعض الموز.
وكلما
صعد أحد القرود على السلم لأخذ الموز يقوم العلماء برش باقي القرود بالماء البارد، وهكذا
حتى اصبحت القرود تقوم بضرب أي واحد منها يحاول الطلوع لأخذ الموز ضربا مبرحاً كي
لا يرشها العلماء بالماء البارد
استمرت
القرود الخمسة حريصة على عدم صعود السلم لأخذ الموز. وبعد فترة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود
السلم بالرغم من كل الإغراءات خوفاً من القرود الباقية.
بعدها
قام العلماء بتبديل أحد القرود الخمسة بقرد جديد
حاول
القرد الجديد أن يصعد السلم ليأخذ الموز , لكن بقية القرود سارعوا بضربه ضرباً مبرحا
وأجبروه على النزول قبل ان يصل الى الموز ، وكلما حاول الصعود لأخذ الموز تعرض
للضرب المبرح حتى فهم أن من يحاول الطلوع لأخذ الموز سيضرب ضربا مبرحا ، فالتزم
بعدم الطلوع دون ان يعرف لماذا تفعل القرود ذلك.
بعد فترة قام العلماء
أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد ثاني، و حل به ما حل
بالقرد الجديد الذي سبقه حتى أن القرد السابق شارك زملائه بضرب القرد الجديد كلما
حاول صعود السلم.
وهكذا
استمر العلماء بعملية التبديل حتى بدلوا جميع القرود الخمسة القديمة (التي بدأوا
معها التجربة) بقرود جديدة لم تتعرض للرش بالماء البارد اطلاقا , ومع ذلك ظلت
القرود الجديدة تمنع بعضها من الوصول الى الموز وتضرب أي قرد تسول له نفسه الصعود
على السلم ضرباً مبرحا رغم انها لا تعرف اطلاقاً لماذا يجب ضرب القرد الذي يصعد
على السلم؟
لو
فرضنا أننا سألنا القرود الجديدة: لماذا تضربون القرد الذي يصعد على السلم؟
لأجابت القرود: لا ندري ولكن هذا ما وجدنا به الأولين.
لأجابت القرود: لا ندري ولكن هذا ما وجدنا به الأولين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحقيقة
ان المجتمعات التي مازالت تمارس العادات والتقاليد القديمة بصرامة مقدسة لا تختلف
عن تلك القرود اطلاقاً ..
لو
سألنا أنفسنا مثلاً : لماذا يجب على نساءنا لبس العباية السوداء عندما تكون في الأماكن
العامة او تمشي في الشارع ، بالرغم ان هذه العباية بهذا اللون تسبب للمرأة معاناة
كبيرة خاصة في المناطق الحارة؟
لن
تجدوا غير جواب واحد لهذا السؤال وهو نفس اجابة القرود سابقاً (هذا ما وجدنا به
الأولين).
كذلك
في حياتنا العملية ، هناك مدراء يمارسون ضغوط على موظفيهم تقتل الملكات الابداعية في
الموظف وتحوله الى آلة لا تفكر ولا تبدع ولا تتطور مما ينعكس سلباً على مخرجات
العمل ، فقط لأن هذا الاسلوب في التعامل مع الموظفين هو ما وجدنا به الأولين..
إذن
نحن أمة جامدة لأننا نخشى من التجديد والتغيير في سلوكنا ومعتقداتنا وعلاقاتنا
الاجتماعية وأعمالنا ، واسلوب تربيتنا لأبنائنا .. لأننا نفكر بمنطق من سبقونا
بعشرات القرون ، ونعتقد ان مخالفة من سبقونا بدعة يجب منعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق