الأحد، 13 يوليو 2014

عنترة بن شداد في زمن الرشاش الحديث


بقلم : عبدالله يحيى العلفي

يمر الزمان بعد الزمان وعلماء الدين الاسلامي مشغولون بتأييد مذاهبهم الدينية أمام غيرهم ، ليس بفكر جديد انما بتكرار نفس الأدلة النصية التي استخدمها السابقون في مجادلة من يخالفوهم الرأي والمذهب ، وفي كل الازمان لا يقتنع احدهم بما يقول الاخر ، وكل منهم ينسب الى الاخر صفة المكابرة والمغالطة والخروج عن الدين ..
كم هو مؤسف أن تكون العلوم الدينية هي العلوم المهيمنة على منطق وتفكير الانسان المسلم في القرن الواحد والعشرين ، أن يكون رجال الدين هم من يطلق عليهم اسم (علماء الامة( والمؤسف اكثر ان هؤلاء (العلماء) مازالوا حتى يومنا هذا يفنون عمرهم الطويل في دراسة (علوم الدين) وفي الاخير لا تزيد محصلة دراستهم عن ما جاء به من سبقوهم من علماء القرن العاشر الميلادي في مختلف شئون الحياة الإنسانية. 
مثل هؤلاء يشبههم الدكتور علي الوردي في كتابه (مهزلة العقل البشري) بالذي يقضي عمره في ممارسة السيف والرمح وغيرهما من أسلحة الحرب القديمة ، ويعتقد انه سيفتح بها الدنيا . مع العلم انه يعيش في عصر اصبحت فيه هذه الاسلحة توضع في المتاحف ليتفرج عليها الناس.
(علماء الامة) في عصرنا هذا يشبهون ابطال الأساطير القديمة من طراز عنترة بن شداد، يجيدون فنون السيف ولكنهم يواجهون جندياً يحمل رشاشاً سريع الطلقات ... ربما لهم الحق ان يمدحوا سيوفهم وينسبوا لها قيم الفضيلة والشجاعة ، ويتحدثوا عن الرشاش بكل ابجديات النقد والذم ويعتبروه سلاح الجبناء .. في الاخير الحقيقة التي لا جدال فيها أن جندي الرشاش هو الذي ينتصر في المعركة.
أنا لا الوم رجال الدين كونهم يدافعون عن معتقداتهم فهذا واجبهم ، انما الومهم على اصرارهم بـأنهم سيفتحون الدنيا ويهزمون الامم المتقدمة بمنطق وعلوم القرون القديمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق