بقلم عبدالله يحيى العلفي :
الجرعة اجراء ضروري لانقاذ خزينة الدولة من الإفلاس
الحتمي . فبعد ان نفذت حكومة الوفاق سلسلة من العمليات المتهورة التي ادت الى تحميل الخزينة
العامة أعباء مالية ثقيلة وباهضة لا تعود بمردود على الدولة كتوظيف اكثر من 120
الف في الامن والجيش والمؤسسات الحكومية المدنية ، وانشاء صناديق لتعويض ابناء
الشهداء الجنوبيين وابناء شهداء صعدة ،علاوة على الانفلات الامني وفشل
الحكومة في حماية الاقتصاد الوطني من الاعمال الارهابية والتخريبية والتي كبدت
الدولة خسائر اقتصادية فادحة خاصة الاعتداءات التخريبية التي طالت أنابيب النفط، والتي
ادت الى تراجع عائدات اليمن من قيمة الصادرات النفطية. وكان البنك المركزي قد كشف
بيانات توضح أن حصة الحكومة جراء تلك الإعتداءات، تراجعت إلى ثلاثة ملايين و150
ألف برميل خلال الفترة الربع الاول من العام الحالي، مقارنة مع ستة ملايين و480
ألف برميل في الفترة المقابلة من 2013، بانخفاض قدرة ثلاثة ملايين و330 ألف برميل.
على إثر ذلك، انخفضت عائدات اليمن من قيمة الصادرات خلال الربع الاول من 2014 إلى
348 مليون دوﻻر، قياساً بـنحو 731 مليون دوﻻر خلال الفترة المقابلة من العام
الماضي، وبتراجع قدره 383 مليون دوﻻر. كما ان الاعمال الارهابية احدثت شللا كبيرا
في القطاعات الاقتصادية الاخرى خاصة السياحة .. كما فشلت الحكومة في تحصيل الضرائب
من التجار بسبب الاوضاع الامنية الصعبة في معظم محافظات الجمهورية ... الخ .
كل ذلك عرض خزينة الدولة الى عجز مالي كبير وضعها
امام خيارات صعبة : اما ان تستنزف الاحتياطي العام لتغطية العجز الذي تواجهه
الدولة وبالتالي انهيار العملة الوطنية امام العملة الصعبة ، او رفع الدعم عن
المشتقات النفطية ووضع مصفوفة معالجات للسيطرة على الاوضاع مستقبلاً ، ولا شك ان
الخيار الثاني انجع من الخيار السابق. بشرط ان يتم تغيير حكومة الوفاق بحكومة
وطنية لا تخضع للمحاصصة الحزبية والسياسية.
ما شهدته العاصمة صنعاء اليوم من اعمال عنف واحراق
للإطارات في الشوارع هو عمل عدواني مجحف يجرح ويلوث ويشوه مدينة تتوق الى ان تكون
ذات يوم مدينة جميلة كباقي مدن العالم.
لا شك أن سياسة حكومة الوفاق
الفاشلة اجهضت الدولة وجعلتها على وشك الافلاس، ومع ذلك فإن وجود سيولة في خزينة
الدولة خير من افلاسها والمواطن الشريف عليه ان يتحمل من اجل انقاذ الوطن. بشرط أن يقوم هادي بإقالة حكومة
الوفاق الحالية وتعيين حكومة كفاءات وطنية .. ما لم فإن جرعته لن تنقذ اليمن بشيء
.
انقاذ اليمن لا يمكن ان
يتحقق من خلال حكومة تتقاسمها قوى سياسية غايتها الوحيدة القضاء على بعضها . اليمن
تحتاج حكومة وطنية قادرة على معالجة اختلالات الدولة واستثمار موارد البلاد
الطبيعية والبشرية والصناعية بحكمة ورشد وكفاءة بعيدا عن الاهواء الحزبية ، والسياسات
الكيدية ..
بشكل محدد انقاذ اليمن يتطلب حكومة قادرة على
القيام بما يلي
- تبني استراتيجية امنية تضمن تحقيق الامن
والاستقرار وحماية الاقتصاد الوطني.
- تبني استراتيجية اقتصادية تضمن معالجة
الاختلالات الراهنة التي تعاني منها القطاعات الاقتصادية المختلفة .
- تطبيق نظام اداري ومالي يمنع الفساد
ويحقق الاصلاحات المنشودة.
- الحفاظ ع سعر العملة وتامين
استقرارها.
- توفير الخدمات العامة للمواطن بمستوى
جيد خاصة الكهرباء والمياه والصحة والتعليم.
- رفع رواتب الموظفين ولو تدريجيا
- توسيع مشاريع الاشغال العامة للبنية
التحتية من اجل استيعاب اكبر عدد من الايدي العاملة.
- التمهيد لاقامة الانتخابات البرلمانية
والرئاسية في موعدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق