الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

كأس المرارات يدور

بقلم فكري قاسم 

الحوثي يتقدم ، الحوثي يهجم .. الحوثي وصل صنعاء ، الحوثي قدهو في الحديدة ، الحوثي وصل ذمار .. الحوثي قدهو في إب .. الحوثي مهرول الى تعز .. هذه الأخبار تفرح قلة من الناس ، وتؤذي قلة من الناس .. وايا كانت مساحة الفرح فيها إلا انها تظل بالنسبة الى عامة الناس محظة مثيرة للمخاوف ، على ان الفرح الذي يثير الخوف هو في الأساس فرحا بلا فضيلة .

حتى اننا نفرح الان لو أن الخصم الفلاني مات او تكسر أو اصبح مجرد كيان بلا اثر ، وهذا طبيعي ، الخصومات والأحقاد تفعل اكثر من ذلك ، لكن اللي ماهوش طبيعي ويمكن اعتباره قلة حياء للطرف هو عندما نشاهد شخوصا فرحين لأن بلادهم تتكسر.
اتفهم موقف "صالح" الذي تعرض الى مايفوق السفاهة في خطاب خصومه المتلونين اثناء ثورة 11 فبراير ولم يخوضوا ضده المعركة بشرف ، فضلا عن أنهم كانوا جزء رئيس من نظامه الذي انقلبوا عليه ولم يحترموا ايامها مواجع كسير أحسن إليهم . ولكنني في الوقت ذاته لا استطيع ان أحترم فرح "الزعيم " بإنهيار دولة - قبل ان يكون له فيها خصوم أوجعوه – له فيها ملامح وتاريخ وأثر.
أتفهم جيدا صدمة حزب الإصلاح ومأساتهم المفاجئة وهم يشاهدون مجنزرة الحوثي تسير بلا فرامل وتدك مراكز نفوذهم الديني والفبلي والعسكري في مناطق شمال الشمال حتى اصبحوا على مقربة من مصير الحزب الإشتراكي اليمني بعيد حرب صيف 1994. تلك كانت مأساة سببت شرخا غائرا في المجتمع ، على أن أي فرح بتكسير الإصلاح كحزب لن يفعل شيء اكثر من انه سيجعل كأس المرارات يدور .
الإصلاحيون موجوعون الان ، ومن قلة الرجولة الفرح من اجل التشفي بهم حتى إن كانوا خصوم يفتقرون الى أخلاق العناية، ولكنني لا ايضا لا أستطيع ان أحترم فرح الإصلاح في صنعاء ببيان "إصلاح عدن" الذي صدر قبيل أمس و يشجع أي خطوة بإتجاه تقرير المصير .
ليست المشكلة في تأييد حق تقرير المصير ، المشكلة في كون الإصلاح ذاته كان وهو في قلب الثورة والسلطة والقرار يقول دائما "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا " ، وأستغرب كيف لكسير أن يفرح بتكسير حلم شعب لمجرد أنه اراد ان يرد لخصمه الملطام.
صُناع الفرح المحترم في اليمن قلة على اية حال ، والفرح المحترم ذاته عندنا قليل .
-----------------
الموضوع من صفحة فكري قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق