الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية - وفقه الله تعالىالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:انطلاقاً من واجب النصح الذي أوجبه الله على طلبة العلم والدعاة، وعملاً بقوله تعالى {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً}، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم"، وقد سبق لي أن سعدت بزيارة اليمن والشفاعة لديكم لبعض طلبة العلم، وكان لكريم استجابتكم الأثر الطيب في نفوسنا، وحرصاً على سلامة اليمن ووحدته وأمنه، وحقناً لدماء أبنائه، وصوناً لمقدراته ومكتسباته، وقطعاً لدابر الفتنة، وحفاظاً على ما قدمتموه لليمن من مواقف إيجابية كالوحدة بين شطري اليمن وتوقيع معاهدة الحدود التاريخية مع السعودية وغيرها من الإنجازات التي أسهمتم بها لشعبكم اليمني العظيم، وحفاظاً على حياتكم وسلامتكم أيضاً، فإنني أدعوكم دعوة مشفق حريص ناصح إلى تقديم استقالة فورية وعاجلة وشجاعة، تليق بشجاعتكم ومروءتكم، تحقنون بها الدماء، وتجمعون بها شَمْل اليمن، وتنهون بها الصدامات والاضطرابات، وعلى هذا أسألكم بالله العظيم ملك الملوك الجبار القهار أن تختموا فترتكم الرئاسية بخاتمة حسنة بالتنازل الفوري عن الرئاسة للشعب اليمني العظيم؛ فقد تنازل الحسن بن علي - رضي الله عنهما - عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - حقناً لدماء الأمة وجمعاً لشملها، وأما ما سمعناه من مقولة: إن اليمن بعدكم سوف يدخل في حرب أهلية وفوضى وفتن فالأمر بيد الله، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ثم للحكمة اليمنية الراشدة المشهود لها من سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، ثم إن الله - عز وجل - لم يعلق حياة الناس وأمنهم وسعادتهم بشخص من عباده كائناً مَنْ كان، وأنتم تعلمون أن الشعب اليمني دبَّر أمره في أحلك الظروف حتى انتصر على الأحابيش والإنجليز والأتراك، وقد سبق لعلماء اليمن أن نصحوا الإمام يحيى حميد الدين فلم يقبل نصحهم، وزعم أن اليمن بعده سوف يضيع؛ فذهب مقتولاً، وبقي اليمن، وتولى ابنه أحمد حميد الدين فكتب له سبعون من علماء اليمن ينصحونه بالتنازل وترك السلطة فسجنهم وقُتل هو، وبقي اليمن، وكذلك من بعدهم من الرؤساء كالسلال والأرياني والحمدي والغشمي، ذهبوا جميعاً، وبقي اليمن شامخاً منتصراً مرفوع الهامة. وأما قضية أن معكم الأكثرية فهذا ليس وقت أكثرية ولا أقلية؛ لأنه وقع قتل وفتنة ومصادمات، فلو تضرر عشر الشعب في حياته وماله وعِرْضه وأمنه بسبب وجود حاكم لوجب على هذا الحاكم أن يسعى لدفع الفتنة، ولو أدى الأمر لاستقالته، وعلى هذا فرجاؤنا في مقامكم الكريم الاستجابة لنداء عقلاء وأحرار العالم شرقييه وغربييه ونداء الإخوان والجيران بقرار تاريخي تدخلون به سِجل الرؤساء الذين قدموا لشعوبهم الكثير وضحوا بالسلطة حقناً للدماء، وقد قضيتم في السلطة أكثر من 30 سنة، وفيها مغانم ومغارم كافية، فالله الله بأمتكم وشعبكم وتاريخكم. وفي المقابل فإنني أدعو الشعب اليمني الحُرّ العصامي إلى أن يقابل هذه الاستقالة الفورية العاجلة - إن حصلت - بالتثمين والتقدير والعفو والصفح وحفظ مكانة الرئيس الذي ناضل كثيراً من أجل وطنه وشعبه.
حفظ الله اليمن من كل مكروه، وجمع شمله على البر والتقوى. وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبة وسلم تسليماً كثيراً.أخوكم الدكتور/ عائض بن عبدالله القرني.
الأحد، 22 مايو 2011
نص رسالة عائض القرني كما نشرها موقع "سبق" السعودي:
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
حفضك الله يا شبخ وجزاك الله الف خير وارجو من الله ان لا يحرمنا من امثالك
ردحذفوالله عن العقل وكلام في محلة ورائع جداً
والسلام عليكم