الاثنين، 12 مارس 2012

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة : نظرة مختلفة للزواج المبكر


بقلم عبدالله يحيى العلفي

الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بفتاة عمرها 9 سنوات ، وحديث زواجه من عائشة  في سن التاسعة من عمرها حديث موضوع ، ولا مجال لمناقشة ذلك هنا .

إنما أدعو اخواتي النساء اللاتي يمارسن ضغطاً على الحكومة والسلطة التشريعة لإقرار قانون يحديد سن الزواج بما لا يقل عن 18 سنة ، ألا يفتتن بقوانين المجتمعات الغربية لأنها قد تكون ناجحة شكلاً لكنها غالباً ما تكون فاشلة مضموناً، خاصة القوانين المتعلقة بتحديد سن الزواج.

أي نعم أن المجتمعات الغربية تحرم الزواج قبل بلوغ  18 سنة ، بل أن قوانينها تعاقب الرجل الذي يمارس الجنس مع فتاة دون الـ 18 سنة ، إلا أن الواقع الذي تكشفه الدراسات العلمية تؤكد أن معظم الفتيات يفقدن عذريتهن في سنوات مبكرة .. وتشير إحدى الدراسات الحديثة أن 37% من الفتيات البريطانيات أنجبن أطفالاً قبل بلوغ السن القانوني لممارسة الجنس.
ومع ذلك الفتاة في المجتمعات الغربية إذا أخطأت وخالفت القوانين بإقامة علاقة جنسية عابرة مع رجل لا تتعرض لأي عقوبة اجتماعية حتى لو كانت اصغر من 18 سنة لأن العلاقات الجنسية قبل الزواج مسالة طبيعة وشائعة ، وبالتالي فإن فقدان الفتاة لبكارتها قبل الزواج لا يترتب عليه أي مشكلة .  بينما الفتاة في المجتمعات العربية ، بكارتها بالنسبة لها مسألة حياة أو موت، وعلاقتها مع أي رجل قبل الزوج يعرضها لأقسى العقوبات الاجتماعية، إلا إذا تم عقد قرانهما وإشهار زواجهما بسرعة قبل أن تصبح علاقتهما فضيحة.

نعلم جيداً أن بلوغ الإنسان الحلم يصاحبه زيادة في رغباته الجنسية سواء كان ذكراً أو أنثى . وفي ظروف معينة قد تمر الفتاة في سنوات مبكرة من بلوغها الحلم بعلاقة غرامية مع شاب تعرفه ، هذه العلاقة قد تفضي إلى ممارسة جنسية بينهما خاصة تحت تأثير العوامل المحفزة لذلك مثل الانترنت والمسلسلات الأجنبية المدبلجة والأفلام الإباحية .. الخ .  وقد شهدت مجتمعاتنا العربية خلال السنوات الأخيرة تفشي ما يسمى ظاهرة الزواج العرفي في صفوف طالبات الثانوية العامة معظمهن وفق دراسة مصرية حديثة في الفئة العمرية (15 ـ 18) سنة .. ولاشك أن حالات الزواج العرفي تتطلب معالجة سريعة قبل أن تصبح فضيحة تصيب الفتاة وأسرتها، وأغلب هذه المعالجات تتم بإشهار الزواج ، أو بتزويج الفتاة بشاب آخر يسترها.
 
ما أريد قوله أن القوانين التي تسنها المجتمعات الغربية لتنظيم حياتها الاجتماعية ، غالباً لا تتناسب والعادات والتقاليد الخاصة بمجتمعاتنا العربية. من هذا المنطلق أدعو الناشطات والناشطين المهتمين بقضايا الزواج المبكر إلى إعادة النظر في تعريف مصطلح الزواج المبكر لينطبق على زواج الفتاة أو الفتى قبل بلوغ الحلم بغض النظر عن السن .. أما إذا بلغ الفتى أو الفتاة الحلم فمن حقهما الزواج إذا تطلب الأمر لذلك شرط أن لا يكون فيه إكراه على أي منهما.


عبدالله يحيى العلفي
8/3/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق