بقلم عبدالله يحيى العلفي
ما يحدث اليوم في اليمن وغيرها من الدول العربية من اعتصامات شبابية تحت اسم (الربيع العربي) بعيد كل البعد عن خصائص ومعاني الربيع ، بل إساءة بالغة في حق أجمل فصول السنة وأكثرها حباً للارض والانسان. فالربيع يأتي معه مناخ هادئ ومعتدل تبتسم له الخلائق ، بينما الاعتصامات خلفت مناخاً مُغبراً يسوده الفوضى والخراب والتدمير .
في الربيع الشجرة تعبر عن حبها وترحيبها لمن حولها من الخلائق بأزهار ملونة وزكية . تملأ المكان جمالاً وابتسام وتبشر الجميع بحياة جديدة كثيرة العطاء والخير.
أما الشباب فلم يعبروا إلا عن بغضهم وكرههم وحقدهم للآخرين .. بدءوا بشعارات
عدوانية كـ (الشعب يريد إسقاط النظام) ، وأطلقوا أحكام النفي والإعدام على غيرهم ،
وزيفوا الحقائق ، وشوهوا كل من خالفهم الرأي بألفاظ بذيئة ، واتهامات كاذبة ، بل
وصل الأمر إلى التعدي على الأعراض..
الشجرة في الربيع تعبر عن رحمتها وسخائها لمن حولها بتحويل أزهارها الجميلة إلى ثمار طيبة وحبوب وفيرة وفاكهة لذيذة لتأكل منها الخلائق أطيب الغذاء و أفضل العلاج..
أما الشباب !! ... ماذا رأينا منهم حتى الآن ؟... لم نرى غير مزيداً
من الاعتصامات والإضرابات وقطع الطرقات. المصالح العامة معطلة من اجل مطالب شخصية
... والقمامة مكدسة في شوارع وحدائق المدن، والمجاري طفحت من قنواتها، تجري
القذارة سيولاً في الشوارع الرئيسية والفرعية ... قضاء مغلق ، وأمن مهزوم، وحدائق
قافرة إلا من المتارس والمسلحين... فأي ربيع عنه تهرجون ؟
نعم نحن بحاجة لربيع يغير حياتنا ، غير أننا أمة قد تصحرت ثقافتها منذ قرون ولن ينفع الربيع في تغييرها ، إلا بطوفان يمحو كل شيء فيها ، لتبدأ حياة جديدة بثقافة نقية ، لعله ينشأ جيلٌ بعدنا يحب الحياة، ويحترم الإنسانية جيلٌ صالحٌ يساهم في تعمير الأرض ويحافظ على استمرار الحياة فيها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق