السبت، 18 يونيو 2011

الإقصَائيون الجُدُدْ !!







شوقي القاضي


* أتابع بعضاً من الكتابات والنقاشات الدائرة بين الشباب وبين بعض المثقفين أو الإعلاميين أو " المفسبكين " أو المُعَلِّقين على ما يُنشر في المواقع الإلكترونية ، خاصة فيما يتعلق بالنقد والتقييم لحركة الثورة ومساراتها ومواقف مكوناتها ، وفي ذلك ظاهرة صحية لتبادل الرؤى ، وتعدد وجهات النظر ، لتحسين الأداء ، ومعالجة الأخ...طاء ، فيما يخدم مسيرة الثورة لتحقيق الأهداف.
* ولكن الذي أستغربه ذاك المنطق التحريضي والإقصائي من البعض ، الذي يؤشر على نَفَس استبدادي لو أتيحت له الفرصة لأعاد سيرة " تشاوشيسكو " و" هتلر " و" فرعون " نفسه !! ولترحَّمنا بسببه على ديمقراطية " مبارك " و" بن علي "!!
فمن داعٍ لطرد " الجيش " من مكونات الثورة !! ، ومن منادٍ لإخراج " القبائل " من الساحات !! ، ومن متذمِّرٍ من وجود " الحوثيين " و" الحراكيين " ، ومن مُحَرّضٍ على " المشترك " !! ، ومن متخصصٍ بالافتراء على " الإصلاح " وشبابه !! ، إلى درجة أنه لا هَمَّ لهم ، ولا شغل لديهم ، ولا قضية عندهم إلا أن يُلصِقوا بـ" الإصلاح " كل شاردة وواردة ، وكل نقيصة ومذمَّة ، وهكذا .. وكأن الثورة " ميراث خاص "!! يقبلون فيها من يريدون ، ويطردون منها من يشاءون.
* هؤلاء " الإقصائيون الجدد " بحكم تربيتهم أو تجربتهم الاحتكارية السابقة إما على تراث " الحزب الطليعي " الذي لا صوت يعلو فوق صوته ، أو على موروث " الفرقة الناجية " التي يُفَصِّلها أصحابها على مقاسات جماعاتهم وشِلَلِهم .. هؤلاء لم يقتنعوا بعد بحتمية " التَّنَوُّع " ، ولم يتعلموا بعد ثقافة " التعايش " التي تعني الإيمان بالآخر ، والقبول بوجوده ، والاعتراف بأهمية مشاركته ، ومحاورته والسماع والإصغاء لمبرراته ومواقفه ، والاتفاق معه على آليات وإجراءات تفضي لمواطنة متساوية.
* يا قومنا .. الشعب كله " ثائر " ، ومن حق جميع مكوناته أن تكون فاعلة وحاضرة ولها دور إيجابي في هذه الثورة العظيمة ، وليس من مصلحة الثورة أن يُقصى أحدٌ منها ، إذا اتفقنا على مبادئ نصرتها ، وأدوات إدارتها ، وأجمل من ذلك أن نتقاسم همومها وأدوارها ومواقفها في منظومة متناغمة ، تحقق أهدافها ، وتُثري أحلامها ، على طريق بناء دولة اليمن الحديث ، الذي تتحقق فيه تطلعات مواطنيه ديمقراطياً ومدنياً وعدالة ورخاءً وتنمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق