الأربعاء، 6 أغسطس 2014

حياة بلا معنى


بقلم عبدالله يحيى العلفي 

ــ "كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ" [274] رواه البخاري على أنه حديث شريف قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.
ولأن صحيح البخاري يعد الكتاب المقدس الثاني بعد القرآن الكريم عند أهل السنة حذاري ان تقترب من هذا الحديث بالنقد أو التشكيك لأنك بذلك تسخر من الدين الاسلامي العظيم وتتعدى حدودك بالتشكيك في نصوص مقدسة. ولماذا اساسا تكلف نفسك عناء التفكير في صحة نصوص الدين وقد اجمع اهل السنة على صحتها منذ اكثر من 1400 عام؟ هل ترى نفسك أكثر علما وحرصا من علماء الامة الذين افنوا عمرهم في سبيل الدين؟
ــ اتقوا الله هذه ثقافة مشوهة عمياء تعيق التفكير والبحث العلمي والتدبر في اسرار الدنيا والكون . واتباعها سبب ضعف هذه الامة وانغماسها في مستنقع الجهل والتخلف والهوان والتبعية لغيرها من الامم .
"كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ" حديث يترجم ما نحن عليه اليوم ، أمة غريبة لا شأن لها فيما يحدث حولها من تقدم علمي وتكنولوجي وحضاري وانساني .. عابرة سبيل تستحق الشفقة والرعاية والحماية وكرم الضيافة
ــ كيف تقول هذا ؟ أكيد انت لا تقرأ التاريخ ! كانت الامة الاسلامية في عصورها الذهبية تصدر للعالم اجمع اعظم العلوم الطبيعية والاجتماعية في الطب والفلك والرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس ...
ــ لا شك أن التأريخ أنجب نخبة متألقة من الكواكب المتلألئة في فضاءات الحضارة العربية التي أشرقت بشموسها المعرفية الساطعة على الحضارة الغربية, ولا ريب إنكم تتفاخرون بتلك النخب وبانجازاتها العلمية الرائدة . لكن هل تعلمون أن هذه الكوكبة من العلماء الأعلام صدرت ضدهم سلسلة من الأحكام التكفيرية بقرارات ونصوص متطابقة بالشكل والمضمون مع قرارات محاكم التفتيش المسيحي , التي كفرت علماء الغرب في العصور الوسطى وبالغت في مطاردتهم وتعذيبهم والتنكيل بهم ..
ربما لا تعلمون ان الأحكام الدينية المتطرفة ، ضللت الناس، وحرضتهم على قتل الطبري، وصلب الحلاج، وحبس المعري، وسفك دم أبن حيان، ونفي ابن المنمر، وحرق كتب ابن رشد والأصفهاني ، ونفي ابن خلدون وتعذيبه ، وتكفير الفارابي والرازي وابن سيناء والكندي ، وربما لا تعلمون إنهم قطعوا أوصال ابن المقفع، ثم شويت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه بأبشع أنواع التعذيب، وان الجعد بن درهم مات مذبوحا، وعلقوا رأس (أحمد بن نصر) وداروا به في الأزقة، وخنقوا (لسان الدين بن الخطيب) وحرقوا جثته، وكفروا (ابن الفارض) وطاردوه في كل مكان. .
اغلب الظن إنكم لا تعلمون بما قاله ابن القيم في (إغاثة اللهفان 2/374) ، عن ابن سيناء الطبيب والعالم والفقيه والفيلسوف "انه إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر"
وما قالوه عن أبي بكر الرازي, الطبيب والعالم والفيلسوف. قال عنه ابن القيم في (إغاثة اللهفان 2/179): "إن الرازي من المجوس", و"انه ضال مضلل"
وقال ابن العماد في (شذرات الذهب 2/353) عن الفارابي: "اتفق العلماء على كفر الفارابي وزندقته" , وقالوا عن محمد بن موسى الخوارزمي: "انه وإن كان علمه صحيحا إلا إن العلوم الشرعية مستغنية عنه وعن غيره.."
ربما لا تعلمون ان رجال الدين الاسلامي حاربوا الفلسفة والمنطق والعلوم الطبيعية واغلقوا مدارسها لتعيش الامة في مستنقع ملوث بثقافة الجهل والتخلف ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق