عين اليمن | الجزيرة
هي فرع “تنظيم القاعدة بجزيرة العرب”
باليمن، وهي جماعة سلفية جهادية تناهض الوجود الأميركي باليمن والجزيرة العربية،
وتهدف إلى إقامة إمارة إسلامية، ويتزعمها ناصر الوحيشي وكنيته أبو بصير.
وتسلم الوحيشي قيادة التنظيم بعد أبو علي
الحارثي – رجل القاعدة الأول باليمن- الذي قُتل في غارة جوية بطائرة دون طيار في
نوفمبر/تشرين الثاني 2002، وبصاروخ هيلفاير استهدف سيارته بصحراء محافظة مأرب.
وكانت واشنطن تتهم الحارثي بالمشاركة في
التخطيط والتنفيذ لعملية تفجير المدمرة الأميركية يو إس إس كول في ميناء عدن عام
2000، التي قتل فيها 17 من “المارينز” الأميركيين، وأصيب 39 آخرين.
سكرتير بن لادن
وشغل الوحيشي منصب السكرتير الخاص لزعيم
تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وغادر أفغانستان عام 2001، بعد الحرب
الأميركية على طالبان والقاعدة، وتم اعتقاله في إيران ثم جرى تسليمه إلى السلطات
اليمنية التي أودعته دون محاكمة سجن المخابرات في صنعاء.
وجرى تعيين الوحيشي أميرا لتنظيم القاعدة
في اليمن عام 2004، بينما كان يقبع داخل السجن، قبل أن يفرّ مع 26 من سجناء
القاعدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2006.
وخلال ثلاثة أعوام من فراره من السجن،
أعاد الوحيشي إحياء تنظيم القاعدة في اليمن، ثم حقق نجاحا بتوحيد فرعي القاعدة
باليمن والسعودية تحت قيادته في يناير/كانون الثاني عام 2009، تحت اسم “قاعدة
الجهاد في جزيرة العرب”، واختار السعودي سعيد الشهري نائبا له، بينما تولى اليمني
قاسم الريمي موقع المسؤول العسكري للتنظيم.
وجاء اندماج فرعي القاعدة باليمن
والسعودية بعد الضربات القاصمة التي تعرض لها من السلطات السعودية بدءا من عام
2004، وشكلت اليمن محضنا للسعوديين الفارين، وموقعا للتدريب والتخطيط والتسلح، ومنطلقا
لتنفيذ العمليات المسلحة ضد المصالح السعودية واليمنية والأميركية.
عمليات نوعية
ونفذ التنظيم عمليات نوعية أبرزها الهجوم
الذي استهدف السفارة الأميركية في 17 سبتمبر/أيلول 2008، والثانية كانت محاولة
الاغتيال الفاشلة التي استهدفت وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في 27
أغسطس/آب 2009.
وبعد توحد فرعي اليمن والسعودية، أعلنت
أميركا أن القاعدة في جزيرة العرب تشكل تهديدا كبيرا، أكبر من فروع القاعدة في
أفغانستان والعراق، وتم نسب هجومين إلى القاعدة في جزيرة العرب شكلا تهديدا خطيرا
لأميركا والعالم.
ففي 25 ديسمبر/كانون الأول 2009، أعلنت
واشنطن فشل محاولة عمر فاروق عبد المطلب -نيجيري الأصل- في تفجير قنبلة في طائرة
ركاب كانت تقترب من ديترويت.
وبعد تسعة أشهر من عملية النيجيري،
وتحديدا في أكتوبر/تشرين الأول 2010، كشفت أميركا عن إرسال طرد يحتوي على متفجرات
داخل طابعة من صنعاء إلى منظمتين يهوديتين في شيكاغو، وتم اعتراضه، واتهمت القاعدة
باليمن بأنها وراء عملية الإرسال.
واعتبرت السلطات الأميركية أن الإمام
اليمني أنور العولقي -أميركي المولد- هو العقل المدبر لهذه العمليات، وقتل في هجوم
بطائرة أميركية دون طيار في سبتمبر/أيلول 2011 بمحافظة شبوة مع نجله عبد الرحمن،
ومواطن أميركي من أصل باكستاني يدعى سمير خان، قيل إنه مسؤول مجلة القاعدة
“انسباير” الناطقة بالإنجليزية.
إمارة إسلامية
سيطر تنظيم “أنصار الشريعة” على كامل
محافظة أبين ومنطقة عزّان بمحافظة شبوة الجنوبية عام 2011 خلال الثورة الشعبية ضد
نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي اتهم بتسهيل إسقاط هذه المدن بيد
القاعدة وتسليمه أسلحة قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي الثقيلة والمتوسطة،
وأقام التنظيم بها إمارة إسلامية، مارس فيها الحكم والعمل الإداري للسلطات المحلية
خلال أكثر من عام حتى طردته قوات الجيش اليمني منها بعد حملة “السيوف الذهبية”
التي شنتها عليه منتصف عام 2012، بمساندة من طائرات الدرونز الأميركية.
انتقلت عناصر وقيادات التنظيم إلى محافظة
حضرموت التي باتت منذ عام 2012 حصنا ومنطلقا لعملياتها ضد مواقع الجيش اليمني، التي
استهدفت بعمليات نوعية مقر المنطقة العسكرية الشرقية في مدينة المكلا، وأخرى ضد
قوات الأمن المركزي في مدينة سيئون، خلفت عشرات القتلى والجرحى.
كما نفذ التنظيم عملية ضد قوات الجيش
والأمن في مايو/أيار 2012 خلال التحضير لعرض عسكري بميدان السبعين في صنعاء، بمناسبة
ذكرى الوحدة اليمنية أوقع 92 قتيلا ومئات الجرحى، كما هاجمت عناصر القاعدة في
الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2013 مقرّ وزارة الدفاع ومستشفى العرضي بعملية أخرى
قتل بها العشرات من العسكريين والأطباء والمدنيين.
وفي الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2014،
نفذت الولايات المتحدة إنزالا عسكريا بطائرات الأباتشي وبمساندة طائرات الدرونز
-هو الأول من نوعه الذي أعلن عنه- بمحافظة شبوة اليمنية لإنقاذ الصحفي الأميركي
لوك سومرز، الذي هددت القاعدة بقتله، والذي تعرض للاختطاف في سبتمبر/أيلول 2013 في
صنعاء، وقتل سومرز خلال الهجوم الأميركي مع معلم جنوب أفريقي كان محتجزا معه.
نفوذ شعبي
يتمتع تنظيم القاعدة بنفوذ قوي داخل
المناطق القبلية وفي الأوساط الشعبية، ويزداد في أعقاب القصف الأميركي على هذه
المناطق التي يذهب ضحيتها غالبا مدنيون أبرياء.
وتعتمد فكرة حركة “أنصار الشريعة” على
جذب القبائل وعموم المواطنين في البلاد، إلى فكر القاعدة أو التيار السلفي-الجهادي
عبر “تحويل تحكيم الشريعة من عمل نخبوي إلى عمل شعبوي”.
واستقطب التنظيم عددا من القيادات
القبلية، وأشهرهم طارق الذهب، من مشايخ قبيلة “قيفة”، والذي نصّب “أميرا” على
مدينة رداع -مركز مدينة محافظة البيضاء- قبل أن ينسحب منها بعد وساطة قبلية.
وفي أعقاب سيطرة جماعة الحوثيين على
العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، ودخولها مدينة رداع بمحافظة البيضاء، بدأت
مواجهة مباشرة بين الحوثيين وعناصر القاعدة ومسلحي القبائل الرافضين لوجود
الحوثيين، وتعززت مكانة القاعدة بين القبائل والأوساط الشعبية باعتبارها المدافعة
عن “أهل السنة” من مليشيا الحوثيين الشيعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق