الثلاثاء، 21 يونيو 2011

حضرموت الكبرى


سعيد بن زيلع

2011/06/21 


من حق أي إنسان أن يتطلع إلى مستقبل مجتمعه ، ومن حقه أيضاً أن يضع رؤيته كوسيلة لهذا المستقبل الذي ينشده ، وإننا بحضرموت نعايش ونشاهد ونسمع يومياً نقاشات وحوارات واقعية وآراء متباينة حول مستقبل اليمن وحضرموت ، يأملونها أبناء حضرموت لاسيما بعد سقوط النظام .
- يطالب أصحاب الراي الأول : بانفصال الجنوب وأن تبقى حضرموت جزء من دولة الجنوب المنشود .
 - أما أصحاب الرأي الثاني فيرون : أنه من العقل والحكمة أن تبقى حضرموت جزء من دولة الوحدة الحقيقية المستقبلية التي ستأخذ بالفدرالية وسيلة للحكم بعد سقوط النظام ويبقى الجميع تحت سقف الوحدة ويرون أيضاً أن التوحد فيه خير وقوة ودعانا إليه ديننا الإسلامي ، أما التفرقة فهي شتات وضعف ويسعى إليها أعداؤنا .
- يرد عليهم المطالبون بالانفصال : إننا وحدويون وقدمنا بلادنا ونظامنا فداءً للوحدة ولكننا اليوم سئمنا من هذه الوحدة لأننا ظلمنا كثيراً كجنوبيين ومن حقنا أن نطالب بدولتنا ونحكم أنفسنا بأنفسنا طالما إن قيادة الوحدة لم تلتزم باتفاقية الوحدة وكما جاء في الحديث الشريف (المسلمون على شروطهم) .
- يؤكد ثانية الوحدويون : ما المانع أن تبقى حضرموت ضمن دولة الوحدة ونعيش تحت الحكم الفدرالي وتحكم حضرموت نفسها بنفسها داخلياً وهذا ما أكدته الثورة اليوم وكما هو الحال في كثير من دول العالم وبعض الدول العربية وستنعم حضرموت إن شاء الله بخصوصيتها وهذه وسيلة طيبة لتحقيق ما نصبوا إليه جميعاً تحت راية الوحدة اليمنية الحقيقية المستقبلية المباركة حقاً .
- الانفصاليون يردون ثانية : أنتم طيبون جم وتسوقكم العواطف دائماً ولا تحلموا بالفدرالية يا مغفلين .
- الوحدويون يدافعون ثالثاُ : لما لا وبعض قيادات الجنوب المتواجدة بالخارج اعترفت وأكدت مؤخراً الفدرالية ووضعت خيوط آلياتها كحل عقلاني فرضته تجربه الوحدة وتدرك هذه القيادات تبعات الانفصال كونها تعي جيداً التكوينات والثقافات المجتمعية لشطري اليمن ، وكذا السياسات والخفايا والصراعات المختلفة ودوافعها التي عاصرتها في الجنوب في كل المراحل .. إذن فهي ادرى بشعاب مكة أكثر من غيرها وما علينا إلا أن نحكم العقول .
- الانفصاليون يصرون : والله هذا رايكم أما نحن فأصحاب قضية فلا وحدة بالقوة هذا ما نصت عليه مواثيق أو أنظمه الأمم المتحدة .
- وفي ظل هذه الحوارات والنقاشات ظهر بحضرموت رأي ثالث مفاده : إذا كان لا بد من دولة الجنوب مصيراً .. فمن الأفضل أن تقام دولة حضرموت الكبرى .
هل ستسارع القيادة السياسية المستقبلية بإعطاء أبناء الجنوب الفدرالية كفيصل لكل هذه الصراعات ؟ أم أن الوحدة ستبقى على ما كانت عليه وإن أي تغيير يعني تجزئة لليمن (تأكيداً ومباركة لفهم ذلك النظام) .
نتمنى من العقلاء والغيورين على الوحدة تصحيح مسار هذا الإنجاز العظيم حتى يكون عظيماً في النفوس قبل الإعلام .. وقبل أن تأتي الظروف لتفرض مالا طاقة لنا به مثلما
 فرضته على الآخرين!!!

السبت، 18 يونيو 2011

بيان علماء اليمن بشأن التطورات والأحداث الأخيرة في البلاد وانتقال السلطة دستوريا


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله القائل: (واعْتَصِموا بحَبْلِ اللهِ جميعاً ولا تَفَرَّقوا) [آل عمران:103] والقائل: (وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [الأنفال:46] والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه القائل: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات « بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ». " رواه مسلم    ،       وبعــــد :
فقد ناقش علماء اليمن ما يجري على الساحة اليمنية من قضايا ومشكلات، وقياما بواجبهم نحو دينهم وشعبهم فإنهم يبينون الأمور التالية :
أولا: المشكلة في اليمن وأسبابها :
فقد شهدت اليمن في الفترة الأخيرة تطورات وأحداثاً خطيرة كادت أن تعصف بالبلاد ـ لولا لطف الله تعالى ـ، سفكت فيها الدماء المحرمة مما أدى إلى استشهاد عدد من الشباب ، وجرح وإعاقة عدد آخرين  وخاصة في ساحات الاعتصام السلمية في معظم المحافظات اليمنية ، وقد استنكر ذلك جمع كبير من أبناء الشعب اليمني وقياداته وفي  مقدمتهم العلماء وشيوخ القبائل والقيادات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والفكرية وعدد من الوزراء والمحافظين وأعضاء مجلسي النواب والشورى ، كما يستنكر العلماء ماجرى بعدها من مواجهات دامية في كثير من المحافظات اليمنية كان القتل فيها جماعيا وبصورة لا يقرها شرع ولا دستور ولا قانون و كان منها المواجهات التي وصلت إلى العاصمة صنعاء وإلى دار الرئاسة وإلى بيت من بيوت الله تعالى ولم ينج منها كبار قيادات الدولة بما فيهم رئيس الدولة الذي تم نقله إلى الخارج لتلقي العلاج، والذي كان قد هدد في وقت سابق أكثر من مرة بوقوع حرب أهلية وتمزق للبلاد إلى دويلات.
كل هذا مع ما حصل من إلحاق الضرر بعموم أبناء الشعب اليمني من شلل للحياة العامة و تردٍّ للأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع أسعار السلع الضرورية وانعدام الغاز والمشتقات النفطية وتردي الخدمات الصحية والتعليمية وانفلات الأوضاع الأمنية وتقلص سيطرة الدولة عن عدد من المحافظات بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الفقر والبطالة رغم وفرة الموارد المتعددة للدولة ووجود الثروات الهائلة التي أودعها الله تعالى في هذه البلاد، وقد حذر كبار المستشارين السياسيين للرئيس من هذه الأوضاع المتردية وظهور ملامح الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي أصبح معلوماً على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
كل هذه الأوضاع كانت ناتجة عن السياسات الخاطئة في إدارة شؤون البلاد والاستبداد في اتخاذ القرارات بشأنها وتعطيل مؤسسات الدولة عن القيام بمهامها وواجباتها ومسؤولياتها،
ثانيا: عجز الرئيس عن القيام بمسؤولياته :
 لقد حملت هذه الأوضاع كثيراً من أبناء الشعب اليمني ـ وفي مقدمتهم العلماء والمعتصمون في الساحات وغيرهم من مختلف القيادات المدنية والعسكرية ـ  على التصريح بأن الرئيس قد عجز عن إدارة البلاد والقيام بمسؤلياته ، وأن عليه أن يتنحى ويسلم السلطة، وقد أيد هذا المطلب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجهات إقليمية ودولية .
لأجل هذا وغيره فإن الضرورة تدعو اليوم للسير في هذا الطريق درءاً للمفاسد وحقناً للدماء وإنقاذاً للبلاد من الدخول في فوضى عارمة وحفاظاً عليها من المخاطر.
ثالثا: الوضع الدستوري الجديد:
ونظراً للتداعيات الأخيرة وحالة الرئيس الصحية التي استدعت خروجه للعلاج خارج البلاد ، لا سيما وقد أعلنت مصادر أمريكية أن إصابات الرئيس فوق ما كان متوقعا ، كما وردت معلومات من جهات موثوقة أنه في حالة صحية تجعله عاجزاً عن القيام بمسؤولياته ، لذا نطالب الجهات المطلعة على حالته الصحية في الداخل والخارج تعريف الشعب اليمني بذلك وعدم إخفاء الحقائق عن شعب يحتاج إليها خصوصا وقد دخلت البلاد في وضع دستوري جديد تولى فيه نائب الرئيس مهام الرئيس كاملة وفقاً للمادة (116) من الدستور،  والذي أصبح بموجبها رئيساً للجمهورية بالنيابة .
رابعا: واجبات نائب الرئيس (رئيس الجمهورية بالنيابة) :
وفي ظل هذا الوضع الدستوري الجديد يقوم رئيس الجمهورية بالنيابة مع حكومة مؤقتة بإدارة شؤون البلاد وبما أوجب عليه الدستور من إجراء انتخابات رئاسية خلال ستين يوماً، وقد اتفق ذلك مع ما كان قد دعا إليه رئيس الجمهورية لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وقال إنه لن يكون هو فيها مرشحاً ولا أحد من أولاده، وبناءً عليه فإن قيام رئيس الجمهورية بالنيابة بهذه المهمة الدستورية هو واجب الوقت الذي يجمع كلمة  اليمنيين وقواهم ، ويجنبهم مزالق التشرذم والنزاع ، ويصونهم من مغبات الحرب الأهلية والاقتتال ؛ لأنه حل دستوري في دستور قائم لم يلغ ولم يعلق فهو ملزم للجميع ، وكل عاقل محب لوطنه حريص على جمع كلمة أبناء اليمن لا بد أن يقف مع هذا الحل الدستوري الملزم للجميع .
كما يجب على رئيس الجمهورية بالنيابة أن يبادر خلال الأيام القليلة القادمة وبالتوافق مع سائر القوى اليمنية بتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة البلاد والإعداد والإشراف على الانتخابات الرئاسية المذكورة سابقاً ، و ما تستلزمه من تشكيل لجنة عليا للانتخابات يرتضيها الجميع وما تحتاج إليه من وقت يتم التوافق عليه لتصحيح سجلات الناخبين ، وكذا التوافق على قانون للانتخابات يحقق للشعب انتخابات حرة ونزيهة وآمنة .
ويجب على الرئيس بالنيابة أن يقوم بتطبيق ما قرره الدستور من استقلالٍ للقضاء وفصلٍ للسلطات بعقد مؤتمر للقضاة يتم فيه انتخاب مجلس أعلى للقضاء يشرف على القضاء مالياً وإدارياً وقضائياً حتى يجد جميع الناس مرجعاً قضائياً مستقلاً يطمئنون إليه في فصل خصوماتهم وحل نزاعاتهم.
وعلى رئيس البلاد بالنيابة أن يقوم بحل أي مشكلة قد تحدث خلال هذه الفترة مع الحكومة المؤقتة وبالتشاور مع الجهات ذات الاختصاص.
خامسا: حق الشعب وواجبه في اختيار رئيسه الجديد :
 وعودة هذا الحق إلى الشعب في اختيار رئيسه هو ما أمر الله به في كتابه فقال سبحانه :{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، وقال صلى الله عليه وسلم : (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) . رواه مسلم ، وسيفضي القيام بهذا الأمر – بإذن الله تعالى – إلى انتخاب الشعب للرئيس الجديد الذي سيسلم له الجميع ؛ لتخرج اليمن من مأزقها ومحنتها ويصل أبناؤها إلى بر الأمان.
سادسا: نصائح وتوجيهات لجميع أبناء الشعب :
يؤكد علماء اليمن على أهمية الالتزام بما يلي/      
1ــ  حرمة الدماء المعصومة وعظيم جرم من يتجرأ على سفكها بغير حق ، قال تعالى: ({وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء: 93]، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " لزوال الدنيا جميعا أهون على الله من دم يسفك بغير حق " أخرجه البيهقي ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "  لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً " وقال ابن عمر رضي الله عنهما : ( إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله ) رواه البخاري.
2ــ الحفاظ على وحدة الشعب اليمني المسلم وتعميق روابط الأخوة والمحبة بين أبنائه فهم شعب يجمعهم رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة وعلى الجميع أن يعملوا على إزالة كل المظالم والضغائن والأحقاد التي قد تعلق بالنفوس نتيجة بعض المواقف والأحداث.
3ــ التحلي بالصبر والحلم ومكارم الأخلاق والبعد عن روح الانتقام اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإن المصابين والمظلومين لن يكونوا خيراً من النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأصحابه وكذلك المخالفون لهم لن يكونوا شراً من كفار قريش الذين رزق الله بعضهم الخير وحسن العاقبة.
4ــ العمل على توحيد الجهود ورص الصفوف والتوجه بروح فريق العمل الواحد مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة التي لا يجوز الإضرار بها أو التعدي عليها بأي حال من الأحوال استجابة لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].
5ــ تجميع كل الجهود والطاقات الخيرة والاستفادة منها بما يحقق الخير للأمة والمصلحة العليا للبلد وبناء مستقبل واعد على أسس متينة ومنهجية علمية صحيحة مسترشدين في ذلك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومستفيدين بما هدى الله إليه الإنسانية من علوم ومعارف حضارية مادية رشيدة.
6ــ التزام وسائل الإعلام المختلفة – المرئية والمسموعة والمقروءة - بالصدق و بالآداب الشرعية في خطابها الإعلامي والبعد عن كل ما يثير الأحقاد والضغائن وإشعال نار الفتنة ويفرق كلمة المسلمين عملاً بقول الله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } [الإسراء: 53]وقوله سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].
ويذكـِّرُ علماء اليمن جميع أبناء الشعب اليمني بأنه لا سعادة ولا أمن للبلاد والعباد ولا اجتماع للكلمة ولا مخرج من الفتن إلا بتحكيم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الحاكمية العليا لله وحده كما قال صلى الله عليه وسلم محذراً من عدم تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: " و ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز و جل و يتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " . صححه الألباني .، و التشريع حق خالص لله تعالى وحده وهو عبادة لا يشاركه فيها أحد كما قال تعالى : {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [يوسف: 40]، ومن يأبَ حكم الله تعالى أو يؤثر التحاكم إلى غيره يقع في الكفر كما قال تعالى : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} [المائدة: 44]ولا يتحقق الإيمان للعبد إلا بتحكيم شرع الله والتسليم له كما قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}النساء: 65
سابعا: الشعب والسلطة في الدستور القائم :
وأما حق الشعب في امتلاك السلطة والذي يراد به أن يقوم الشعب باختيار الحاكم و وجوب مشاورة الحاكم لشعبه و حق الشعب وواجبه في مراقبة حكامه ومقاضاتهم وعزلهم إن فرطوا أو خانوا الأمانة فهو مطلب شرعي كلف الله به الأمة فقال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]، وقد تضمن الدستور القائم هذه المعاني وأمثالها مما تحتاج إليه الأمة في رقيها وحضارتها وعدلها وتقدمها وأمنها واستقرارها وكرامة أفرادها وضمان إقامة الحق فيما بينها، ولا يشوب الدستور القائم إلا تلك التعديلات التي أدخلها الحاكم المستبد وفق أهوائه ورغباته، كما أن الدستور يتضمن من المرونة ما يجعله قابلاً لأي تعديل حذفاً أو إضافة بما يحقق المصلحة العامة للأمة وبما لا يتنافى مع ديننا الإسلامي الحنيف ، ويؤكد العلماء هنا على وجوب تثبيت المواد الدستورية المتعلقة بالدين الإسلامي أو التي تؤكد على الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وجعل هذه المواد جامدة ( ثابتة ) غير قابلة للتبديل أو التعديل أو الاستفتاء لأن الإسلام لا يجوز تبديله أو تعديله أو الاستفتاء عليه ، والشعب اليمني بحمد الله تعالى كله شعب مسلم لا يقبل شيئا من ذلك ، ويجب أن تذكر المبادئ التالية في كل وثيقة وطنية عامة تحدد هوية الأمة وثوابتها كالدستور وأهداف الثورة ، وهذه المبادئ هي :
1ـ الإسلام دين الدولة ، قال تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) [المائدة/3]) .
2ـ الكتاب والسنة والإجماع هي مصادر الدين الإسلامي التي يجب التمسك بها ، ولا يجوز الخروج عليها . قال تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم [الزخرف/43]) وقال تعالى ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )  [الحشر/7]، وقال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) [النساء/115] .
 3ـ الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات ، قال تعالى : (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِين ) [الجاثية/18، 19]
4ـ العلماء المجتهدون هم الذين يُرجع إليهم في بيان الدين وأحكامه قال تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون [النحل/43])قال تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا )  [النساء/83] .
5ـ اليمن دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة وهي وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي جزء منها والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية ، قال تعالى : (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ  [المؤمنون/52]). 
ثامنا: تحيات من علماء اليمن :
 هذا وإن علماء اليمن ليحيون أبناءهم وإخوانهم المعتصمين المرابطين في ساحات الاعتصام والثابتين أمام الاعتداءات الغاشمة والظالمة بصدور عارية والذين جعلهم الله سبباً في تغيير أحوال اليمن، سائلين الله تعالى أن يجعل هذا التغيير نحو مزيد من الإيمان والتقى وإقامة شرع الله تعالى وإقامة دولة الإسلام الحضارية الشوروية المعاصرة القائمة على العدل والعمل المؤسسي وحفظ الحقوق المشروعة والتي يجب أن تكون من أهم أهداف الثورة الشعبية السلمية.
  و يتقدم العلماء بالشكر لقيادات وأفراد القوات المسلحة والأمن الذين أعلنوا انضمامهم ودفاعهم عن الثورة السلمية وعن المعتصمين في ساحات الاعتصام وبذلوا جهودهم في سبيل استتباب الأمن وحماية الحقوق المشروعة لأبناء الشعب اليمني، ونطالب من تبقى من قيادات وأفراد القوات المسلحة والأمن بالالتحاق بإخوانهم الذين سجلوا أنصع صفحات البطولة في تاريخ اليمن المعاصر.
كما نتقدم بالشكر للقبائل اليمنية ومشايخها الذين انضموا للثورة السلمية ووقفوا صفاً واحداً في الدفاع عن الثورة والبلاد وسجلوا المواقف البطولية وعرَّفوا العالم بالدور المشرف لقبائل اليمن الأبية في الدفاع عن القيم والثوابت.
و يشكرون أيضا سائر القوى السياسية وغيرها من القوى الفاعلة التي وقفت مع شعبها ودافعت عن الثورة السلمية وتعاملت مع كثير من المواقف بتعقل وإيجابية.
تاسعا: دعوة علماء اليمن :
 يدعو علماء اليمن جميع أبناء الشعب اليمني حكاماً ومحكومين إلى ما يلي :
1.         الالتفاف حول القيادة الدستورية الجديدة المتمثلة في رئيس الجمهورية بالنيابة ليتمكن من إنجاز مهامه الدستورية وأن يحافظوا على الأمن والاستقرار وسيادة البلاد ووحدتها وأن يعملوا على إشاعة السلام والأخوة في ربوع اليمن وأن يتعاونوا على الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتصدي لأي محاولة تخريبية تثير الفتن وتضر بمصالح البلاد والعباد وتخل بالأمن وتقلق السكينة العامة
2.         التعجيل برفع القوات العسكرية والأمنية التي قامت بقصف المساكن وقتل المدنيين والاعتداء عليهم في العاصمة صنعاء وعدن وتعز وغيرها من المدن اليمنية ، ونقلها إلى أماكن أخرى مناسبة بعيدة عن المدن  .
3.         التركيز على مزيد من التوعية الدينية والفكرية لتحصين القوات المسلحة والأمن من أي تعبئة خاطئة حتى لا يُستباح ما حرم الله، وحتى يكون ولاؤها لله ولرسوله وللشعب اليمني وليس لفرد أو أسرة أو حزب، وحتى لا يسهل تضليلها بالأفكار الباطلة، وأن يضع فريق من العلماء والضباط وأهل الاختصاص من الخبراء السياسيين والقانونيين المنهج لذلك.
4.         إنشاء إدارة عامة للتوجيه الديني في القوات المسلحة والأمن قياما بالواجب الشرعي تجاه إخواننا وأبنائنا من قيادات وأفراد القوات المسلحة والأمن .
5.         دعوة جميع قبائل اليمن شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً إلى تكوين ائتلاف لقبائل اليمن وتشكيل مجلس أعلى لهذه القبائل يقوم بتوحيد جهودها، وإصلاح أوضاعها وحل مشاكل الثارات بينها وتحقيق التعاون على البر والتقوى فيما بينها ، ولتسهم في بناء يمن الإيمان والحكمة والدفاع عن دينها وبلادها .
6.         دعوة الدولة للقيام بواجبها في توفير السلع الضرورية والمشتقات النفطية والخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وغيرها لرفع المشقة والمعاناة عن أبناء الشعب اليمني .
7.         دعوة إخواننا التجار للقيام ببذل جهودهم في توفير السلع الضرورية للشعب وإرخاصها وعدم الاحتكار الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بقوله : (لا يحتكر إلا خاطئ ) رواه مسلم 
8.         دعوة الدولة للقيام بتحمل مسؤولياتها في البحث عن المفقودين من المعتصمين وإطلاق المسجونين والمختطفين ومعالجة الجرحى والمصابين حتى يتم شفاؤهم ، وتعويض جميع المتضررين تعويضا عادلا .
9.         إقامة ندوات موسعة وحوارات شاملة تفضي إلى عقد مؤتمر عام يشارك فيه جميع من ساهم في الثورة ، وخاصة العلماء والمعتصمين في ساحات التغيير والمفكرين وسائر القيادات السياسية والقبلية والعسكرية ورجال المال والأعمال للاتفاق على أهداف ومبادئ جامعة للثورة الشعبية السلمية يجتمع عليها أبناء الشعب اليمني وتحقق طموحاته وتطلعاته .
10.       يطالب العلماء ببقاء الاعتصامات السلمية في ساحاتها ووقوف بقية أبناء الشعب إلى جانبها حتى تتحقق جميع الأهداف والمطالب المشروعة للثورة.                                   
عاشرا: إعلان وتحذير  :
عندما سمع علماء اليمن عن تحركات عسكرية أجنبية تستهدف غزو بلادهم واحتلال أرضهم أقلقهم ذلك وحملهم على التذكير بما صدر عنهم من فتوى سابقة بأن الجهاد يصبح فرض عين على جميع أبناء اليمن القادرين إذا نزل العدو الغازي على أرضهم ويعلنون مرة أخرى رفضهم لأي تدخل عسكري في بلادهم ينتهك سيادتهم، ويدعو العلماء جميع أبناء الشعب اليمني حكاما ومحكومين و جيشا وشعبا لتوحيد صفوفهم وجمع كلمتهم ليتمكنوا من الحفاظ على سيادتهم واستقلال بلادهم ورد أي عدوان عليهم .
أحد عشر: شكر وتقدير :
  يتوجه علماء اليمن بالشكر والتقدير لعلماء البلاد العربية والإسلامية وسائر قيادات تلك البلاد ومفكريها وإخواننا من قيادات وأبناء دول الخليج العربي الذين اهتموا بقضايا إخوانهم في اليمن وندعوهم أن ينحازوا إلى قضايا الشعب اليمني ومطالبه العادلة وإلى المزيد من المساندة الدائمة لأبناء الشعب اليمني في هذه المرحلة الحرجة والظروف العصيبة التي تمر بها اليمن.
كما يدعو علماء اليمن جميع أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم المشايخ والوجهاء والخطباء والدعاة وطلاب العلم وأصحاب الفكر والرأي وكافة قيادات البلاد إلى تأييد هذا البيان والعمل على نشره وتطبيقه في أنحاء البلاد.
نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين أجمعين وأن يجمع كلمتهم على الحق والدين وأن يحقن دماء المسلمين في اليمن وفي سائر بلاد المسلمين وأن يشفي جرحانا ويتقبل شهداءنا ويغفر ذنوبنا ويتجاوز عن زلاتنا وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين كافة والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

صادرعن علماء اليمن 
يوم الأربعاء 6 رجب 1432هـ الموافق 8/6/2011م

الاخلاق السياسية التالفة!!

عبده محمد الجندي -
الاخلاق السياسية التالفة يستدل منها على سلوكيات مقززة ومقرفة نظراً لما تنطوي عليه من لجوء الى الاساليب النارية الدامية والقاتلة للحياة والحرية والحق والعدل، لانها تتخذ الاساليب السلمية ومايترتب عنها من الحقوق والحريات ستاراً لتمرير ما لديها من المخططات والمؤامرات الانقلابية القاتلة التي تبادل السلطة بالتفريط المطلق بكل ما في الدستور والقانون من الثوابت والمقدسات ذات الصلة بالتداول السلمي للسلطة.. وتؤكد بان الوصول الى السلطة غاية لذاته يبيح لهؤلاء السياسيين الانقلابيين -مدنيين كانوا أم عسكريين- الاستخدام الانتهازي الوقح لكل الاساليب والوسائل القبيحة والدنيئة لأن مصالحهم الذاتية الأنانية هي الهدف الوحيد للاستيلاء على السلطة بالقوة حتى ولو اقتضت الحاجة الانتهازية الوقحة أن يستخدموا الشعوب «صاحبة القول الفصل في منح الثقة» وحجب الثقة وقوداً تلتهم مالديهم من المغامرات والمؤامرات الكارثية الدامية والقاتلة للخصوم والمنافسين.
هذا النوع من السياسيين الانقلابيين لايقبلون بمبدأ السلطة للشعب والشعب هو المصدر الوحيد للسيادة والمالك الوحيد للسلطة يمنحها لمن اقتنع بما لديهم من المبادئ والبرامج الانتخابية المؤمنة حقاً بحكم الشعب نفسه بنفسه.. ولا يمنحها قط لمن لا قيم لهم ولامبادئ ولا مثل اخلاقية من الذين لايتورعون عن قتل النفس التي حرمها الله للاستيلاء على السلطة.
كيف لا.. وقد شهدت اليمن خلال الاشهر والاسابيع القليلة الماضية سلسلة من المؤامرات الانقلابية الدامية والمدمرة لكل المنجزات والمكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية والعسكرية.. الخ، بداية من الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات التي تحولت الى احداث شغب وسلب ونهب وقتل ومروراً بما حدث في الحصبة وفي زنجبار وفي تعز من استخدام مجنون للقوة وماتخللها من اقتحام للمؤسسات والمقرات والمنشآت العامة والخاصة ونهب لمحتوياتهما وما رافق ذلك من قطع للطرقات وقطع للمشتقات النفطية والغازية وقطع للكهرباء وتعطيل للمصالح العامة والخاصة ونهاية بماحدث من محاولة اغتيال ارهابية لرئيس الجمهورية وكبار رجال الدولة والاعتداء عليهم في بيت من بيوت الله المقدسة اثناء ادائهم لفريضة الصلاة في يوم جمعة مقدسة.. يوم جمعة رجب من هذا الشهر الحرام الذي تضع فيه الصراعات والثارات والحروب أوزارها مهما كانت الدوافع الانتقامية ولأي سبب من الاسباب.
نعم لقد ضرب الانقلابيون بكل هذه المقدسات والمحرمات عرض الحائط وأكدوا على نوع دنيء من الفلتان القيمي والاخلاقي والسياسي لايمكن تبريره بكل ماحققته البشرية وفكرت فيه وأمنت به واكتسبته من النواميس والشرائع السماوية ومن العادات والتقاليد والنظم والقوانين الوضعية نظراً لما ينطوي عليه من استخدام مفرط للقوة للاستيلاء على السلطة.. وأكدوا من خلال تلك الاساليب والوسائل اللاخلاقية ان السلطة دينهم وديدنهم وانهم يتعاملون معها كتعامل الهمجي والبدائي المتخلف مع الفريسة ومع الغنيمة بعيداً عن التقيد بأي موانع دستورية وقانونية وأخلاقية مستمدة من الشرع والعقل والمثل والمبادئ الوطنية والقومية والانسانية.. كيف يمكن لهذا النوع من السياسيين المصابين بمرض الفلتان القيمي والاخلاقي ان يسوقوا أنفسهم بعد اليوم للهيئة الشعبية اليمنية الناخبة وقد كشفوا عما في نفوسهم من النتانة والعفونة اللامعقولة واللامقبولة في مجتمع يمني عربي مسلم يعتبر نفسه منبع العروبة والأصالة الاسلامية لان من يسيء استخدام ما لديه من سلطة المعارضة سوف لايتورع عن استخدام ما لديه من سلطة الحكم.
قد يقولون أنهم يحاولون الاستفادة من عاصفة ديمقراطية اجتاحت بعض الشعوب العربية ذات الأنظمة الجمهورية الشمولية بدافع الانتقال من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية ونقول بالأحرى ان الجمهورية اليمنية قد حققت هذا التحول الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة وحقوق الانسان منذ اللحظة الأولى لاعلان قيام الوحدة اليمنية في ال22 من مايو 0991م حيث كانت وحدة قائمة على الديمقراطية اطلقت فيها كافة الحقوق والحريات.. واستبدلت فيها الدساتير والقوانين الشمولية والشطرية بدور وحدوي وديمقراطي تعرض لسلسلة من التعديلات والاستفتاءات الشعبية الحرة والنزيهة.. وشهدت الجمهورية اليمنية ثلاث محطات انتخابية برلمانية مفتوحة على الرقابة الدولية، ومحطتين انتخابيتين رئاسية ومحلية مفتوحتين على الرقابة الدولية..
اقول ذلك واقصد به ان الديمقراطية التي استمدت منظومتها الدستورية والقانونية النافذة قد جعلت الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات السلمية وغير السلمية تصطدم بمؤسسات دستورية محروسة بملايين الناخبين المؤيدين للشرعية الدستورية ولفخامة الأخ رئيس الجمهورية على نحو افراغ هذه الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات الفوضوية من أهدافها ونواياها الانقلابية بما في ذلك اللجوء الى الانقلابات والخيارات العسكرية ومانتج عنها من الانشقاقات المدنية والعسكرية المدعومة من الخارج رغم ما أحدثته هذه التصرفات اللااخلاقية واللاديمقراطية من ازمات معقدة ومركبة تداخل فيها ماهو سياسي بماهو اقتصادي وماهو اقتصادي بماهو اجتماعي، وماهو اجتماعي بماهو ثقافي.. وماهو أمني بما هو عسكري.. الى غير ذلك من المتاعب التي عمت كل القطاعات وكل الانتماءات السياسية والحزبية الحاكمة والمعارضة والمستقلة على نحو دفع المجتمع الدولي الى مراجعة مواقفه وربط الحلول بالانتقال السلمي للسلطة حسب الدستور والقانون.
أخلص من ذلك الى القول بأن مااتفق عليه من نقاط تعاون بين الاحزاب والتنظيمات السياسية في اللقاء الاخير مع نائب رئيس الجمهورية بحضور ممثلين عن المؤتمر الشعبي العام وعن أحزاب اللقاء المشترك الذي اتفق عليه على:
1- تثبيت وقف اطلاق النار.
2- خروج المسلحين من المدن.
3- فتح الطرقات المغلقة.
4- استئناف ضخ النفط والغاز والكهرباء.
5- التهدئة الاعلامية التي شكلت لها لجنة خاصة.
لاشك بأن هذا الاتفاق يندرج في نطاق الرغبة المشتركة كمدخل صائب للعودة الى طاولة الحوار السياسي باعتباره الوسيلة الوحيدة لتحقيق أي اصلاحات سياسية وأي تعديلات دستورية بدافع الحرص على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ويفتح المجال للمشاركة بحكومة وفاق وطني تقود البلاد الى هذه الاصلاحات التي سيتم الاتفاق عليها بعد عودة فخامة الأخ رئيس الجمهورية باعتباره الرمز الوحيد للشرعية الدستورية والرئيس الشرعي المنتخب من الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في التداول السلمي للسلطة بعد ان أكدت التجربة والممارسات ان الديمقراطية هي الوسيلة الوحيدة للحيلولة دون دخول البلاد في صراعات وحروب طاحنة يتضرر منها الجميع ولايستفيد منها احد على الاطلاق.

المؤتمر نت

عراك بالاسلحة بين المستقلين والأخوان المسلمين بساحة تعز بعد خلافهم حول خطيب جمعة أمس

الإقصَائيون الجُدُدْ !!







شوقي القاضي


* أتابع بعضاً من الكتابات والنقاشات الدائرة بين الشباب وبين بعض المثقفين أو الإعلاميين أو " المفسبكين " أو المُعَلِّقين على ما يُنشر في المواقع الإلكترونية ، خاصة فيما يتعلق بالنقد والتقييم لحركة الثورة ومساراتها ومواقف مكوناتها ، وفي ذلك ظاهرة صحية لتبادل الرؤى ، وتعدد وجهات النظر ، لتحسين الأداء ، ومعالجة الأخ...طاء ، فيما يخدم مسيرة الثورة لتحقيق الأهداف.
* ولكن الذي أستغربه ذاك المنطق التحريضي والإقصائي من البعض ، الذي يؤشر على نَفَس استبدادي لو أتيحت له الفرصة لأعاد سيرة " تشاوشيسكو " و" هتلر " و" فرعون " نفسه !! ولترحَّمنا بسببه على ديمقراطية " مبارك " و" بن علي "!!
فمن داعٍ لطرد " الجيش " من مكونات الثورة !! ، ومن منادٍ لإخراج " القبائل " من الساحات !! ، ومن متذمِّرٍ من وجود " الحوثيين " و" الحراكيين " ، ومن مُحَرّضٍ على " المشترك " !! ، ومن متخصصٍ بالافتراء على " الإصلاح " وشبابه !! ، إلى درجة أنه لا هَمَّ لهم ، ولا شغل لديهم ، ولا قضية عندهم إلا أن يُلصِقوا بـ" الإصلاح " كل شاردة وواردة ، وكل نقيصة ومذمَّة ، وهكذا .. وكأن الثورة " ميراث خاص "!! يقبلون فيها من يريدون ، ويطردون منها من يشاءون.
* هؤلاء " الإقصائيون الجدد " بحكم تربيتهم أو تجربتهم الاحتكارية السابقة إما على تراث " الحزب الطليعي " الذي لا صوت يعلو فوق صوته ، أو على موروث " الفرقة الناجية " التي يُفَصِّلها أصحابها على مقاسات جماعاتهم وشِلَلِهم .. هؤلاء لم يقتنعوا بعد بحتمية " التَّنَوُّع " ، ولم يتعلموا بعد ثقافة " التعايش " التي تعني الإيمان بالآخر ، والقبول بوجوده ، والاعتراف بأهمية مشاركته ، ومحاورته والسماع والإصغاء لمبرراته ومواقفه ، والاتفاق معه على آليات وإجراءات تفضي لمواطنة متساوية.
* يا قومنا .. الشعب كله " ثائر " ، ومن حق جميع مكوناته أن تكون فاعلة وحاضرة ولها دور إيجابي في هذه الثورة العظيمة ، وليس من مصلحة الثورة أن يُقصى أحدٌ منها ، إذا اتفقنا على مبادئ نصرتها ، وأدوات إدارتها ، وأجمل من ذلك أن نتقاسم همومها وأدوارها ومواقفها في منظومة متناغمة ، تحقق أهدافها ، وتُثري أحلامها ، على طريق بناء دولة اليمن الحديث ، الذي تتحقق فيه تطلعات مواطنيه ديمقراطياً ومدنياً وعدالة ورخاءً وتنمية.

الجمعة، 17 يونيو 2011

نص بيان البلاغ الصحفي حول اللقاء الذي خرج به شباب الثورة مع النائب رئيس الجمهورية عبده ربه منصور هادي :

 بناء على المؤتمر الصحفي للمنسقية العليا للثورة اليمنية " شباب " المنعقد بتاريخ 13/6/2011م والذي دعت فيه المنسقية الفريق عبده ربه منصور هادي لتحديد موقفه من الثورة والمجلس الانتقالي خلال 24 ساعة من تاريخه .
فقد تم تحديد موعد اللقاء به قبل انتهاء المدة المحددة ،وفي اللقاء تم تقديم مطالب الثورة الشبابية الشعبية السلمية والمتمثلة في تحديد موقفه من الثورة وموافقته على أن يكون احد أعضاء المجلس الانتقالي ،وقد أبدى الفريق / هادي تفهمه لمطالبنا وانه يسعى إلى ما أسماه التغيير العميق وبداية رسم صفحة جديدة لليمن بعد ترتيب الأوضاع الأمنية والاقتصادية خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين كحد أقصى .
وأننا في المنسقية العليا للثورة اليمنية " شباب " نؤكد على الآتي:
1-التمسك بالشرعية الثورية كأساس لعملية التغيير الشامل للبلد .
2-تأكيدنا على ما ذكرناه في بلاغنا الصحفي السابق والذي ذكرنا فيه إننا ماضون في المشاورات مع جميع مكونات الثورة لتشكيل المجلس داعين جميع المستويات في المرحلة الراهنة حتى الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي الذي يلبي تطلعات الشعب ويحقق أهداف الثورة .
  المجد والخلود للشهداء ... الشفاء للجرحى .... النصر للثورة
صادر عن :
     ( المنسقية العليا للثورة اليمنية " شباب")

الخميس، 16 يونيو 2011

المبادرة الخليجية على نارين !


راجح الخوري

راجح الخوري 2011/06/16 الساعة 17:02:54

تدخل المبادرة الخليجية لحل المشكلة اليمنية المتفاقمة مرحلة جديدة اكثر اصرارا ومثابرة على بذل المساعي المتواصلة لاطفاء الحريق الذي لا يهدد اليمن وحده، بل المنطقة وحتى الاستقرار العالمي.
كان واضحا ان اجتماع وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي عقد في جدة، قرر من دون أي ضجيج او اعلانات، المضي في تزخيم هذه المبادرة التي كانت قد علقت ولم تتوقف، بعدما امتنع الرئيس علي عبد الله صالح عن توقيعها ما لم تأت المعارضة اليه في القصر الجمهوري، ثم اصيب في الانفجار وهو يتلقى العلاج في السعودية كما هو معروف.
وعندما يتحدث وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في افتتاح المجلس الوزاري الخليجي، عن الظروف الاقليمية والدولية الدقيقة التي تتطلب المزيد من التشاور والتنسيق، فإن ذلك يعني ان الهم اليمني يرتفع الآن في ظل الحديث عن تزايد تحركات عناصر "القاعدة" في زنجبار عاصمة محافظة ابين اليمنية، ليضاف الى التهديدات الايرانية والى المخاوف العميقة من انتقال الفوضى النارية الصومالية الى جنوب اليمن، وهو ما يشكل قنبلة موقوتة تقلق دول الخليج وتضع ممرات النفط في البحر الاحمر في مرمى النيران الارهابية بما يهدد عجلة الصناعة في الدول الغربية واليابان.
على هذا الأساس، فإن التحرك السياسي الموحد المبني على رؤية مشتركة لدول مجلس التعاون، يضع اليمن كأولوية ملحة ويقرر المضي في مساعي التسوية. فإذا كان الرئيس علي صالح يرقد في الرياض للعلاج، فإن على المبادرة الخليجية ان تنشط في صنعاء للمعالجة. وهذا يعني عمليا ان السعودية التي تملك كلمة مسموعة ومحترمة عند كل القبائل والافرقاء المتنازعين، ستبذل مزيدا من الجهود لايجاد مخرج للازمة، وخصوصا الآن بعد التهدئة النسبية نتيجة التفاهم بين نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتجمّع المعارضة.
وعندما يعلن الشيخ صادق الاحمر كبير مشايخ قبيلة حاشد "ان اليمنيين يقفون عند كلمة خادم الحرمين الشريفين ويراهنون على حكمته في ايجاد حل ينهي النزاع في اليمن " فإن ذلك يؤكد مرة ان اليمن يبقى "شأنا سعوديا" !
بالتأكيد ليس خافيا على الرياض ان المبادرة الخليجية باتت الآن على نارين، الاولى تتمثل في الثورة ضد حكم علي صالح وهي التي تهدد بحرب اهلية وقبلية في بلد ينهكه الفقر وتدميه النزاعات. اما الثانية فتتمثل في نجاح تنظيم "القاعدة" في السيطرة على زنجبار عاصمة ابين ومحيطها، وهو امر في غاية الخطورة لانه يوفر قاعدة جبلية وعرة تشكل منطلقا للانقضاض على دول الخليج وعلى ممرات النفط وحتى على العواصم الغربية.
لكل هذا صارت المبادرة الخليجية فعلا على نارين... ويجب ان تنجح !
نقلا عن (النهار) اللبنانية

مواقف صادقة | التغيير نت

مواقف صادقة | التغيير نت

السياسة::صراع الديكة ونفش الريش في اليمن

السياسة::صراع الديكة ونفش الريش في اليمن

تجاوزت أسعاره إلى أكثر من الضعف والرقابة غائبة..البنزين متوفر في السوق السوداء

تجاوزت أسعاره إلى أكثر من الضعف والرقابة غائبة..البنزين متوفر في السوق السوداء

اتحاد الغرف التجارية: استمرار الفراغ السياسي يأزم الوضع الأقتصادي ويوقف العمل في المنشأت الخدمية

اتحاد الغرف التجارية: استمرار الفراغ السياسي يأزم الوضع الأقتصادي ويوقف العمل في المنشأت الخدمية

الأربعاء، 15 يونيو 2011

الأمين العام للحراك الجنوبي يوجه رسالة للرئيس السابق علي سالم البيض



نص الرسالة:

الأخ الرئيس/ علي سالم البيض.. المحترم
تحية النضال السلمي وبعد:
في هذه اللحظات التاريخية المجيدة التي انتفض فيها شعبنا اليمني شمالاً وجنوباً منذ "فبراير" 2011م وحتى كتابة هذه السطور لأكثر من أربعة أشهر متتالية، معلناً ثورة سلمية لإسقاط النظام وجميع رموزه الفاسدة، وقد حققت الثورة نجاحاً ايجابياً بفكفة النظام الديكتاتوري العسكري الذي أوصل خلافته إلى قصر الرئاسة وأصاب رموز الدولة وكل رؤساء المؤسسات التشريعية والتنفيذية والشوروية وجعل الإنتصار للثورة قريباً إنشاء الله..
وحين خرجت ملايين من أبناء الجنوب من عدن وحضرموت وأبين ولحج وشبوة والمهرة تهتف بإسقاط النظام وترفع علم الوحدة شعرنا بمسؤوليتنا في الحراك الجنوبي، أن علينا مراجعة خطابنا السياسي والإعلامي في الحراك وذلك نزولاً وتواضعاً لشعبنا في الجنوب وإجلالاً لتضحيات الأخوة في الشمال وثورتهم الصادقة المعترفة بقضيتنا الجنوبية وهم يخوضون نضالاً متواصلاً واعياً ضد من ظلم الشعب اليمني شمالاً وجنوباً وغدر بالوحدة وأهداف ثورة 26 سبتمبر 62، و14 أكتوبر 63 م.

وأنت ـ أي الرئيس علي سالم البيض ـ في خطاباتك كنت تدعو الشعب في الشمال أن ينتفض ضد النظام وإسقاطه.
واليوم وقد استجاب الشعب شمالاً وجنوباً ويخوض نضالاً عنيداً لإسقاط النظام، فإنه ليس من العقل والمنطق أن نقول إن ذلك لا يعنينا، فقد اعتبرنا أنفسنا في الحراك الجنوبي جزءاً لا يتجزأ من الثورة السلمية، خاصة وأنه يساندها الملايين من أبناء الجنوب وهذه الحقيقة التي يجب أن نعرفها.
لقد عرفك أبناء اليمن جميعاً مناضلاً صلباً وشجاعاً تتخذ القرارات التاريخية وأبناء اليوم يكنون لك حباً صادقاً ويعرفون أنك تنازلت عن الرئاسة عام 90م من أجل الوحدة، تنازلت لعلي عبدالله صالح أن يكون رئيساً إلا أن ما حدث كان غدراً بك وبالشعب اليمني كله وليس بك لوحدك، فإننا ندعوك اليوم كمناضل من أجل الوحدة بأن تتنازل مرة أخرى وأن تتراجع من أجل الشعب.
اليوم تتنازل للشعب كله وليس لشخص، بل للشعب المكافح، تتنازل عن قرارك باستعادة دولة الجنوب وأن يكون هذا القرار إجلالاً للثورة والشعب اليمني كله وهو قادر على رد الإعتبار لك وللجنوب ويدعوك أن تعمل كما عمل محمد البرادعي للثورة المصرية، حيث عاد من الخارج لنصرة الثورة وندعوك للعودة لنصرة الثورة اليمنية السلمية وبعد إسقاط النظام بإمكانك التقدم للترشيح للانتخابات كرئيس لليمن، بدلاً من رئيس للجنوب، والشعب اليمني كله سيقدر نضالك ويمنحك ثقة الفوز بالرئاسة وهذه دعوة صادقة ومخلصة قد تختلف عن رؤى من يحفظون رقم هاتفك ويعطونك معلومات وقراءة غير صحيحة للواقع في الجنوب، فإن الجنوب اليوم ليس كما كان عليه قبل "4" أشهر.
وتقبل تحياتي وتقديري..

أخوك/ عبدالله حسن الناخبي
الأمين العام لمجلس الحراك السلمي الأعلى

مذكرات شاب في الستين !!



عبد الجبار سعد الأربعاء
15 يونيو 2011 م



ارتفعت أصواتنا واهتزت العروش وشيئا فشيئا رأينا حركتنا تستقطب إليها رؤوس المفسدين على غير انتظار.. كل النظام الفاسد أصبح في الساحة واختلط الحابل بالنابل فلم نعد ندري من نحن وماذا نريد.التحق بنا الكثير من الشيوخ وصاروا مثلنا شبابا يلبسون القمصان الشبابية ويعلقون صور جيفارا ويرقصون على أنغام الراب.. ما الذي يحدث بيننا يارفاق شِبْنا من هول ما نرى فبعضنا غادر الساحة وبعضنا انتظر..الذين انتظروا بدأوا يجمعون معلوماتهم عن القادمين ويكتبون مذكراتهم وبدأت لحاهم تكبر وتسود ثم تبيض فجأة ويصيرون شيوخا خلال شهور فقط.. قالوا لنا ازحفوا نحو الرئاسة ونحو المنشآت ونحو غرف النوم.. ترددنا كثيرا قلنا للقادة كونوا معنا وكونوا في المقدمة ونحن زاحفون إن شاء الله.. لم نر أحدا منهم يزحف بل اكتفوا بالمناداة..ترك بعضنا الآخر الساحة بعد أن رأى لحيته وشعر رأسه يشيب وبقي الآخرون ينتظرون الذين بقوا نظروا في ما حولهم كتب أحدهم مذكراته عن هذه النقلة من الشباب إلى الشيخوخة فقال..جاءنا أكبر شيخ في البلاد ومنحنا براءة اختراع عن حركتنا هذه كنا سلميين وجاء بفرقة مسلحة وخرج من ساحتنا ليلتحق بساحة أخرى نقلت لنا عنه الفضائيات وهو يخطب فيها بين عشرات الألوف المدججين بالسلاح قلت في نفسي إن كان ما يقوله شيخنا حقا عن حركتنا ونجاعتها كطريق للتغيير فلماذا لا يتخلى عن هذا الجيش المسلح ويلتحق بنا في الساحات بدون حرس ولا سلاح وإن كانت هذه الكتائب المسلحة هي عمدته في التغيير فلماذا يمنحنا براءة الاختراع ويشجعنا على البقاء في الساحات ويذهب إليهم ؟شاخ بعضهم بعد ذلك وترك الساحة وبقي آخرون من الشباب لم تبيض لحاهم..الذين بقوا.. كتب أحدهم في صفحة أخرى جاء أحد الحاخامات وقد أصبح مرعوبا منا حين رآنا ننظر إليه بعيون المتوجس المتسائل عن سر لقاءاتهم بالسفراء الأجانب والوسطاء بينهم وبين النظام قال لنا أننا أصبحنا نرعبه أكثر من النظام وقال لنا أن لكم مهمة واحدة هي إسقاط علي عبد الله صالح وارجعوا إلى تسكعكم ونحن سنتولى البقية .. كل من في الخيمة بصق عن يمينه أو عن يساره وهو لا يرى أن الأرض أكثر لياقة بالبصق من وجوه القوم الذين يظنون أن الخلق رعاع مسخرون لهم شاخ الكثير من الشباب بعد ذلك وتركوا الساحات وبقي آخرون لم يشيبوا بعد..الذين بقوا بدأوا ينظرون بعيون أكثر حدة لما يدور من حولهم وكتب أحدهم في صفحة أخرى اليوم فجّر المشائخ بنو الأحمر حربهم ضد الدولة ووقف السلميون كلهم معهم وإن لم يفعلوا شيئا حقيقة!!..حين رأى الشباب هول المعركة وحجم النيران بين الفريقين ورأوا بني الأحمر يحتلون المنشآت باسم الثورة السلمية ويفرغونها مما فيها ويقتلون الناس كيفما اتفق شابت رؤوسهم وتركوا الساحات وبقي آخرون يمسكون بمذكراتهم ويراقبون المشهد.انتظر من بقي من الشباب فرأوا السفاحين يعدونهم بأن ينتظروا شيئا مهما وبشرى سارة لم يدروا ما هي سمعوا الكثير من رؤوس الشر المشترك يقولون إن لم تفلح كل الأساليب فلدينا وسائلنا الخاصة التي لم يفصحوا عنها لإحداث نتيجة حاسمة .. ثم جاءهم النبأ المزلزل أن ثورتهم السلمية استهدفت قصر الرئاسة وإلى مسجد الرئيس الخاص وفي وقت صلاة الجمعة وفي أول جمعة من رجب التي يتذكر فيها اليمانيون أول جمعة تقام في بلادهم بعد دخولهم الإسلام استهدفوا الرئيس وأركان النظام بالصواريخ الذكية التي لا تملكها إلا أمريكا أو روسيا الاتحادية ثم سمعوا أن الرئيس قتل وكل أفراد نظامه قتلوا ثم ارتحل ثم ارتحلوا ثم لم يمت ثم لم يموتوا ثم أقعد ثم.. ثم.. ثم.. حتى شابت رؤوسهم وتركوا الساحة وبقي البقية الباقية من الشباب يتأملون الموقف ويمسكون بمذكراتهم ماذا يكتبون..نطق لسان حالهم أجمعين فقال .. سنحتاج لهذا الرئيس كي يخلصنا من هؤلاء القتلة المأجورين ويضع لنا طريق الخروج مما نحن فيه فلن يفعلها غيره ولن يقدر عليهم سواه.. ثم شاخوا أجمعين فصار الشباب الثوار شيوخا أبرارا بعد ماصار الأشرار ثوارا ولم يبق في الساحات سواهم ينتظرون المجهول ويطلبون المحال

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

الإخوان وفزاعة الإسلام


د.يحيى القزاز


عندما سؤلت فى حوارى مع صحيفة الدستور بتاريخ 11 يوينة 2011 عن طبيعة الدولة التى أفضلها، قلت بالنص "شانى شأن جميع المصريين أفضلها دولة حديثة قوامها الدين بغير مزايدة والأخلاق بغير تصنع". أردت أن أبدأ بهذه العبارة كى أجنب حملة المباخر ومتعهدى الإسلام السياسى نزق الوقوع فى تكفير مخالفيهم الرأى السياسى. تيار الإسلام السياسى يعمل جاهدا على شق المجتمع إلى فصيلين: مسلم بزعامته وكافر ينتمى إليه الليبراليون والقوميون والعلمانيون ألخ. ماهذا البؤس ياسادة نحن مسلمون والحمد لله، وعلاقتنا بالله قوية إلا إذا كان البعض يعتقد أنه متعهد للإسلام، ولكى يثبت المرء حسن إسلامه عليه بأن يأخذ العهد أو يجدد النية مع الله عن طريق هذا المتعهد. تهافت كثير على الإدلاء بدلوهم وإثبات وجودهم وتاكيد انتسابهم لجماعة الإسلام السياسى ومهاجمة مخالفيهم الرأى السياسى. كانوا قبل ذلك صامتين، ومن يتهمونهم بالكفر الآن كانوا من أوائل المدافعين عن حق المشتغلين بالدين فى السياسة، حتى الأصوات والاقلام المحترمة التى كنا ومازلنا نحترمها لأننا نعتبر مايحدث الآن هو سحابة صيف سرعان ما تنقشع ويكتشف الجميع أن الثورة لم تنته ولم تنجز مهامها بعد، وأن مانراه هو الطلقة أو الخطوة الأولى، ولاداعى لغرور القوة واستثمار لحظة ضعف وتخبط عند المجلس العسكرى الحاكم الذى اعتمد فى وجوده على متعهدى الإسلام السياسى. يظنون أن الكعكة نضجت وعليهم بأخذ نصيبهم مبكرا، لا كعكة ناضجة بل غرم يتحمل كل مؤمن وطنى نصيبه فيه، ومازالت الثورة مستمرة.
تعودنا فى الماضى على تصدير الإسلام كفزاعة من قبل أعداء الإسلام فى العالم المدعو بالمتقدم وحكام العرب الخونة للحفاظ على كراسيهم، ونلاحظ هذه الأيام تصدير الإسلام كفزاعة للأسف من أصحاب تيار الإسلام السياسى نفسه، يصيحون ويندبون ويتهمون مخالفيهم الرأى بمحاولات اجتثاثهم.. كلام غريب وغير مسبوق ولايمكن الاجتثاث لمكون رئيسى ولايجوز تزوير الحقائق ممن يدعون معرفة الله. وعلينا التفرقة بين الإسلام كدين ممنوع الإقتراب منه والإساءة إليه وجماعات تستخدم الدين للتسويق لمشروعاتها السياسية. وعلينا أيضا أن نطالب بمنع المتاجرة بالإسلام، فغالبية المصريين مسلمون، ولا أظن أن هناك نوع من العقل ولا الحكمة عندما يقف مدعى إسلام وقانون ويفرق بين ابناء الشعب المصرى ويطالب بنظام عنصرى فى الزواج، ويحتقر بناتنا من ذوات الحظ العاثر الذى شاء قدرهن أن يقفن على الأرصفة يبعن المناديل ويكتسبن قوتهن بشرف بعيدا عن الوقوف فى طابور الصدقات السياسية، ولو يعرف مدعى الإسلام لماذا جاء الإسلام ماقال هذا؟ لكن مصالح جماعته الضيقة أعمته عن رؤية الإسلام الحنيف وماجاء به من المساواة والإنصاف. ومن المغالطات أن يتهم هذا المدعى من يختلف معه بأنه يختلف مع جماعته الإسلامية وبالتبعية يختلف مع الله، ما هذا العته والسخف واستهبال، وعندما يعترض الناس على مثل هذا الكلام يخرج المدافعون من الجماعة يصيحون بأنهم مضطهدون ويحاربون من العلمانيين (فى إشارة إلى الكفار)، وكعادتهم مبررين بأن المدعى "حنفية الكلام" لايعبر عن رأى الجماعة ويعبر عن رأيه فقط مع العلم أنه عبر ومثل الجماعة رسميا فى البرلمان السابق، سلوك معروف منذ القدم عندما يقترف عضو الجماعة خطأ فهو ليس مسلما ولاينتمى لا للإسلام ولا للجماعة.
أقبل أى شيء فى الخلاف والاختلاف السياسى، أما موضوع احتكار الإسلام لفئة وتكفير أخرى فهذا لايجوز وغير مقبول، والمسلمون الحقيقيون لو تركوا الأمر يسير بهذه الصورة فثمة فتن كثيرة ستقع فى الانتخابات البرلمانية القادمة فى المجتمعات القبلية إلا إذا تدخل متعهدو الإسلام ومنحوهم صكوكا إسلامية. يقبل الفرد التشكيك فى هويته السياسية لكنه يرفض التشكيك فى دينه، ولو نظرنا للمسلمين والمسيحيين فغالبيتهم يريدون دولة دينية سمحة وليست كهنوتية، ولن يقبل المسيحيون بدولة لادينية تتخلى الكنيسة فيهاعن رسالتها.
المشكلة الحقيقية أن تيار الإسلام السياسى عمل لسنوات طويلة تحت الضغوط وفى الغرف المظلمة المغلقة فحافظ على تنظيمه ووحدة تماسكه، أكسبته ضربات الأنظمة الحاكمة تعاطفا شعبيا ساعده على التمدد والانتشار، وعندما أتيحت له فرصة الخروج من شرنقة الظلمة والعمل فى العلن وتحت الضوء، ظهرت خلافات  الجماعة، وابتعد عنها كثير من شبابها وفضلوا مصلحة الوطن الواسعة على مصلحة الجماعة الضيقة، وخرجوا مع أشقائهم المصريين فى الجمعة التى اسماها مروجو الفتنة مدعو الإسلام بجمعة الوقيعة، جمعة الوقيعة.. هل يوجد أسوأ من هذا وصف؟ وهل يسيئ الظن مسلم حقيقى بمخالفيه فى الرأى يتهمهم بإحداث فتنة مجتمعية ويشى بهم إلى النظام الحاكم لمحاكمتهم عسكريا؟ أليست هذه هى الفتنة -يا مدعى الإسلام- التى حرمها الله لأنها أكبر من القتل؟! أخبرونى هل من مسلم وطنى حقيقى حريص على استقرار الدولة يصف شعبها عندما يخرج دفاعا عن ثورته واحتراما لدماء شهدائه يصفهم بأنهم يريدون الوقيعة؟ أى إسلام هذا يا أولى الألباب؟ لابد من الفرق بين الإسلام ومتاجرى الإسلام لأجل مصالح سياسية ضيقة. وبالمناسبة كل الأحزاب الجديدة المنبثقة والقديمة تعترف بإسلامية الدولة طبقا للمادة الثانية من الدستور المعطل والتى ستستمر فى الدستور الجديد، ولا داعى لاستغلال أى فصيل للدين دون آخر، ومن يفعل يكون فساد وفتنة فى الارض لن يغفرهما الله، المسلم الحقيقى من سلم الناس من لسانه ويده، ونحن نرى ألسنتهم تفرق ولا تساوى بين المسلمين وتوقع بينهم.
القضية باختصار عفوا لا أريد ما استخدام ماستخدموه كتاب الجماعة من أوصاف مثل التدليس على المواطن، القضية فيه إغفال الإخوان لذكر الحقيقة وتضليل الشعب بادعاءات كاذبة مستخدمين مالهم من رصيد لديه منذ اضطهادهم فى عقود الظلام، وادعائهم بأن الأقلية العلمانية تضطهدهم وترفض الخيار الديمقراطى الذى أقره 78% من الشعب فى الاستفتاء. الأقلية الحاصلة على 22% تقر بنتيجة الاستفتاء ولم تلتف عليه، بل الالتفاف كان من المجلس العسكرى على ما استفتى الناسَ عليه، عرض المجلس العسكرى تعديل  9 مواد دستورية للاستفتاء وبعد نتيجة الاستفتاء نقض المجلس العسكرى ما استفتى عليه الناس، وأصدر الإعلان الدستورى الثانى المكون من 62 مادة، ومادام المجلس العسكرى خلف وعده ولم يلتزم والتف حول ما استفتى الشعب عليه  فلماذا لاينقد الإخوان إلتفاف المجلس العسكرى على الاستفتاء؟ سؤال واضح ياسادة هل النتيجة المطلوب الالتزام بها كانت استفتاء على تعديل 9 مواد دستورية أم 62 مادة دستورية؟ لماذا لا يواجه الإخوان المجلس العسكرى بالحقيقة المرة ويتهمونه بالتزوير ونقض العهد أم هى العادة التى تعودوها أن يمالئوا السلطة فى عنفوانها وينتقدونها بعد رحيلها؟!. أرجو تصحيح الموقف، من يطالب بتأجيل الانتخابات يطالبها من أجل إقرار الأمن أولا وقبل كل شيئ حتى لا تتحول الانتخابات البرلمانية إلى مجزرة دموية، ومن يرفض يرفض الالتفاف على ما ساتفتى الشعب عليه وليس على نتيجة الاستفتاء، ولايمكن احترام نتيجة تخالف محتواها. أرجو من الإخوان التوقف عن اتهام الآخرين بمهاجمتهم واضطهادهم، والادعاء بأنهم ضحايا، ذاك وضع عفى عليه الزمن، وعند استقامة مواقفهم يمكن لهم أن يروا الأمور على حقيقتها. هل يرى قيادات الإخوان فى الللبنات المتحررة من جماعتهم من أمثال د. الزعفرانى ود. ابوالفتوح ود. سيد عبدالستار وغيرهم من الشباب سوء تصرف أم صابئين أم مسلمين عصاة؟ المشكلة أن قيادات الجماعة تعودت إلى إصدار الأوامر وعلى الأعضاء الالتزام بالطاعة، وهى غير معتادة على العمل فى الضوء، والحل الحرص على إتاحة الفرصة كاملة للجماعة للعمل فى وضوح النهار وعدم التضييق عليها، ومواجهتها بتفنيد مزاعمها والادعاءات الكاذبة كى يعرف الشعب حقيقة الموضوع.
جماعة الإخوان تعودت على العمل مرغمة فى الظلام فى غرف مغلقة وتحت ضغوط شديدة من عدو تقليدى لها حكم الدولة عقودا طويلة، وبعد ثورة 25يناير أتيحت لها فرصة الخروج والعمل فى العلانية، صاحبها ظهور تشرخات فى جسدها إثر تعرضها لأشعة الشمس، وتحرر البعض من بنيتها نتيجة غياب الضغوط والعدو التقليدى، فكان لزاما على الجماعة من استحضار الضغوط وخلق عدو جديد بديل للنظام السابق يتمثل فى الليبراليين والقوميين والعلمانيين ألخ.. يصفونهم بالكفر مقابل إيمانهم، إنها محاولة بائسة لشق المجتمع المصرى تقوم بها جماعة الإسلام السياسى لاستنفار روح القبيلة واستنهاض الفزاعة الإسلامية من مرقدها لكسب تعاطف زائف يفيد جماعة ويضر بوطن، ويصادر على حق النقد السياسى بسيف الدين.
الاثنين 14 يوينة 2011

الاثنين، 13 يونيو 2011

الدرس الذى لا تتعلمه «الجماعة»

عادل السنهوري
مرشد الإخوان المسلمين قرر زيادة الطين بلة وصب مزيد من زيت التصريحات المستفزة لإشعال نار الخلافات وزيادة مساحة الغضب من الإخوان فى الفترة الأخيرة.

المرشد الدكتور محمد بديع يعيش حاليا كما باقى الجماعة حالة استقواء غير مبررة بعد ثورة يناير الإخوان المسلمين، وكأن الجماعة لا تتعلم من دروس الماضى وصدامها المتكرر سواء مع المجتمع أو السلطة، بسبب البدائية السياسية التى تلازمها دائما مع كل مرحلة سياسية انتقالية فى مصر.

المرشد أعاد إنتاج نفس تصريحات القيادى الإخوانى صبحى صالح والذى تباهى فيها بأن الإخوان السبب فى نجاح ثورة يناير، وقال المرشد إنه لولا وجود الإخوان فى موقعة الجمل ومجابهة الجبابرة لما نجحت الثورة! وزاد على ذلك أن ثورة يناير كانت انتقاما إلهيا من نظام حسنى مبارك نتيجة اعتقال الإخوان مثلما «كانت هزيمة مصر فى 56 و67 انتقاما من عبدالناصر»..!.

هذه هى الجماعة بتصريحاتها الفجة غير الواعية والمغرورة التى تدفع بها فى كل مرة فى صدام مباشر تشكو بعدها من قسوة التعامل معها رغم أخطائها المتعددة، حدث ذلك مع حكومات ما قبل ثورة يوليو وبعدها مع حكومة الثورة عندما توهمت بأنها هى التى دعمت وصنعت الثورة! فكان الصدام السياسى المباشر، فثورة يوليو لم تأت بجديد فى تعاملها مع جماعة الإخوان، إنما هم الذين يعيدون ذات المنطق فى التعامل مع المراحل الانتقالية فى مصر. وربما يتكرر نفس السيناريو مرة أخرى.

فهل تعيد الجماعة سيرة الماضى فى التعامل مع ثورة يناير والمرحلة الانتقالية الصعبة التى تعيشها مصر؟ وما رأى الذين يراهنون على التحالف مع الإخوان ومداعبتهم لكسب ودهم؟
المكاسب العديدة التى تحققت لجماعة الإخوان المسلمين مع ثورة 25 يناير، قد تذهب إدراج الرياح فى مرحلة لاحقة مع استقرار الدولة واستمرار الجماعة فى التصريحات واستعراض العضلات، الجماعة ترتضى دائما ببطولة المراحل الانتقالية ولكن عند استقرار نظام الدولة تخسر كل شىء.

*نقلا عن "اليوم السابع" المصرية

بيان صحفي عن اللقاء المشترك



ألتقى الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام في منزله بصنعاء ظهر اليوم الاثنين 31 يونيو 2011, بقادة اللقاء المشترك.
وساد اللقاء تناول الآراء بشفافية ووضوح وبروح عالية من المسئولية الوطنية حول الأوضاع الراهنة في البلاد وسبل ووسائل الخروج من الأزمة المتفاقمة التي تهدد أمن وإستقرار البلاد, والوحدة الوطنية, وطبيعة الطرق الكفيلة بإحتواء تداعياتها وتهدئة الأوضاع أمنياً وإعلامياً كخطوة على طريق السير في العملية السياسية التي تحقق تطلعات الشعب اليمني بكافة قواه السياسية والإجتماعية والمدنية والشبابية.
حضر اللقاء من جانب اللقاء المشترك كلاً من: أبوبكر باذيب وسلطان العتواني ومحمد سعيد السعدي وحسن زيد ومجمد عبدالملك المتوكل وعبدالله عوبل, ومن جانب المؤتمر الشعبي: سلطان البركاني واحمد عبيد بن دغر.
صادر عن اللقاء المشترك
13 يونيو 2011

السبت، 11 يونيو 2011

مصادر رئاسية فرنسية: نخشى «صوملة» اليمن

2011/06/11
باب اليمن بالعاصمة صنعاء
باب اليمن بالعاصمة صنعاء

باريس: ميشال أبو نجم :

أعربت مصادر رئاسية فرنسية عن مخاوفها من تحول اليمن إلى «صومال جديد» في حال استمر الوضع في التدهور ولم تنجح الوساطة الخليجية في وضع حد لحالة النزاع القائمة حاليا بين السلطة والمعارضة، التي تعتبر باريس أنها «وصلت إلى حالة الحرب الأهلية».
وقالت هذه المصادر، في لقاء مغلق مع عدد من الاختصاصيين والصحافيين، إن «صوملة اليمن ستشكل تحولا خطيرا في المنطقة وستوفر قاعدة جديدة لإرهاب (القاعدة) وستهدد المسالك البحرية الاستراتيجية، فضلا عن أنها ستشكل عنصر اختلال للاستقرار على مداخل السعودية ولأكبر منابع واحتياط النفط في العالم». وترى فرنسا أن «كل عوامل الصوملة متوافرة» في اليمن الذي يشكل «الوضع الأصعب» من بين كل الدول العربية التي تعيش ما يوصف بـ«الربيع العربي» بما فيها ليبيا وسوريا.
وتتخوف فرنسا من «تفتت» اليمن بسبب «استقواء» المطالب الانفصالية جنوبا وشمالا، معطوفة على تفكك بنى الدولة وتراجع دورها المركزي وعودة العامل القبلي بقوة إلى الساحة.
وتعتبر المصادر الفرنسية أن التطورات الأخيرة التي جرت في اليمن وخروج الرئيس علي عبد الله صالح الذي كانت باريس تقيم علاقات قوية وتعاون عسكري وسياسي واقتصادي متينة - يجب أن يستخدم من أجل «تحويله إلى عامل لإيجاد مخرج للطريق المسدود» الذي وصلت إليه البلاد. وعلى الرغم من أن المصادر الفرنسية تتحاشى «الخوض» في ما تقصده بهذا القول، فإنه من الواضح أنها تدعو للاستفادة من وجود الرئيس اليمني في السعودية لتسريع تطبيق مضمون المبادرة الخليجية التي تنص في أحد بنودها على تخلي الرئيس اليمني عن السلطة.
وتعتبر باريس، في إطار نظرتها للتحولات الأساسية التي يعرفها العالم العربي أن الوصول إلى الديمقراطية لا يمر بالضرورة عبر الثورات كما حصل في تونس ومصر أو عن طريق الحرب كما في حالة ليبيا واليمن، بل إن هناك «مسارا آخر» يتمثل بشكل خاص بما يعرفه المغرب الذي اختار الإصلاحات الدستورية والحوار مع القوى الحية وترك باب التظاهر مفتوحا لمن أراد ضمن إطار القانون. وأكدت المصادر الفرنسية أن ملك المغرب محمد السادس «يريد الذهاب بعيدا في الإصلاحات»، كما أن المغرب يمكن أن يتحول »نموذجا» للآخرين في المنطقة مشيدة في الوقت عينه بما يشهده الأردن من عملية إصلاحية.
" الشرق الأوسط " 

اللواء علي محسن : نصحت الرئيس بالتنحي قبل مذبحة«جمعة الكرامة»

2011/06/11 الساعة 17:59:53
اللواء الركن علي محسن الأحمر
اللواء الركن علي محسن الأحمر

 صنعاء - فيصل مكرم :
لأكثر من 33 سنة وتحديداً لحظة توليه الحكم في 17 تموز (يوليو) 1978 في ما كان يعرف بـ «الجمهورية العربية اليمنية» انشغل الرئيس علي عبدالله صالح بـ «مراقصة» الثعابين، وترتيب منظومة تحالفات قبلية وعسكرية واجتماعية نخبوية لإرساء حكمه، وإبعاد الطامعين والطامحين والخصوم السياسيين والعسكريين عن محيط كرسي الحكم، ومنعهم من الاقتراب إلى خط الخطر الأحمر. كانت أجندة الرئيس مليئة بالأسماء، والجماعات، وكلها تبعث على القلق، لأنها، إن تمكنت واستقوت، فإن لسعاتها «تصبح مميتة» كلسعات الثعابين التي يرهبها الرئيس أو هكذا عرف عنه لا يطيق النظر إليها، وكان عليه أن يخترع الوسائل الناجعة لمنعها من الاقتراب منه ولم يخطر في باله أن يبحث عن الترياق الذي يرد سمومها، ولعل الرئيس صالح آثر ملاعبة «الثعابين» عن بعد، ربما عملاً بمثل فرنسي يقول «لا تشرب السم اتكالاً على ما لديك من الترياق».
لم يكن الرئيس يدرك أن من شغل نفسه بإبعادهم عن عرش سلطته المطلقة، كانوا يخططون ويرسمون لمشروع إسقاطه من فوق عرشه خلال كل تلك السنين الطويلة، إلى أن جاءت الفرصة التي ينقض عليه معارضوه ويسمعونه بصوت واحد ما لم يكن يتوقع سماعه في سنوات خلت «ارحل، الشعب يريد إسقاط النظام».
كان الرئيس يستند في تثبيت حكمه على ولاء المؤسسة العسكرية وأقاربه وأبناء منطقة «سنحان» التي ينتمي إليها، وقرية بيت الأحمر مسقط رأسه، وكبار قادة الجيش، ناهيك عن قبيلة حاشد، التي ينتمي إليها الرئيس مع عدد من قادة المؤسستين العسكرية والأمنية، ومعظم هؤلاء القادة لم تثر حولهم الشكوك في ولائهم وإخلاصهم غير أن «ثورة الشباب السلمية» التي بدأت بالتوافق مع موجة التغيير التي تجتاح الجمهوريات العربية أخيراً كشفت أن أوراق اللعبة السياسية لم تعد بيد صالح وحده يلعب بها متى اضطر لذلك، ويلاعب بها خصومه ومعارضيه في كل الأوقات وفي كل الظروف.
راهن الرئيس على ولاء المؤسسة العسكرية المطلق فإذا به يستيقظ صباح يوم 21 آذار (مارس) الماضي على بيان انضمام أهم وأبرز قادتها، وأقربهم إليه رفقة وموطناً اللواء ركن علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، إلى صفوف الثائرين على حكمه، معلناً تأييده مطالبَ الشباب السلمية في التغيير والإصلاحات الشاملة، ومندداً بـ «المذبحة» ومؤكداً حماية المعتصمين والمحتجين في نطاق نفوذ قواته، وقوات والجيش وحداته التي أعلن قادتها تأييد المطالب الشبابية ليس بالتغيير وحسب وإنما بإسقاط النظام ورحيل الرئيس.
كان اللواء علي محسن هو الوسيط الذي أوكل إليه الرئيس الاتصال بأطراف المعارضة، كان الرئيس يراهن على علاقة اللواء علي محسن بحزب التجمع اليمني للإصلاح وقيادة حركة «الإخوان المسلمين» كما أن الرئيس اختاره ليكون الوسيط بينه وبين أبناء الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر وفي مقدمهم الشيخ حميد لرأب الصدع الذي أحدثته تراكمات من الخلافات ربما تمتد إلى ما قبل وفاة والدهم.
قبل يومين من مذبحة «جمعة الكرامة» دخل اللواء علي محسن على الرئيس في مكتبه وكان إلى جانبه مستشاره السياسي الدكتور عبدالكريم الإرياني وآخرون ودار نقاش بين الرجلين اتسم بالصراحة التي أصابت الحاضرين بشيء من الذهول، قال علي محسن للرئيس إن المعارضة متصلبة في موقفها، رد الرئيس إنهم يريدون مني أن أقيل ابني وأقاربي من مواقعهم العسكرية والأمنية، رد علي محسن إنهم يريدون رحيلك أنت أيضاً، ذهل الرئيس والتفت إلى الحاضرين وسأل هل سمعتم؟
المخطط واضح إنهم يريدون انقلاباً على النظام والشرعية مارأيكم؟ بادر علي محسن مبدياً رأيه من دون تردد، قال إذا أردت رأيي لو كنت مكانك لأعلنت استقالتي ورحلت آمناً مطمئناً وسلمت للشعب بلداً موحداً ومستقراً، وأضاف علي محسن مختتماً رأيه سيحترم الجميع خيارك وسيذكرك التاريخ في أنصع صفحاته زعيماً وطنياً موحداً آثر تلبية مطالب شعبه على كل الاعتبارات ثم غادر تاركاً خلفه ذهولاً عبرت عنه ملامح وجه الرئيس وصمت الحاضرين وكأن على رؤوسهم الطير.
ربما إن هذا اللقاء شكل نقطة تحول مهمة في تأريخ العلاقة بين الرجلين.
وهنا نص الحوار:
> عُرف عنكم أنكم كنتم حتى 21 آذار الماضي السند الأول للرئيس علي عبدالله صالح في المؤسسة العسكرية، التي ثبتت نظام حكمه خلال 33 سنة، وإلى جانبه في كل الأحداث والتحولات التي شهدها اليمن خلال هذه الفترة، ما الذي حدث في اليمن منذ مطلع (شباط) فبراير الماضي وحتى اليوم؟
- أنا كنت ولا أزال وسأظل أؤدي واجبي في خدمة اليمن من خلال المؤسسة العسكرية التي أنتمي إليها منذ أكثر من نصف قرن كواحد من أبنائها المخلصين في انتمائهم الوطني، وكان لي شرف المساهمة في النهوض بهذه المؤسسة الوطنية الجبارة وتطوير كل قطاعاتها وتحديثها، بما يجعلها قادرة على أداء واجبها الوطني والدستوري في الدفاع عن سيادة الوطن واستقراره، وتكريس قيم الانتماء إلى المؤسسة العسكرية كمؤسسة وطنية لا تخضع لأهواء شخص أو فئة، ولا يستغلها حاكم في فرض إرادته وتحقيق مصالحه الخاصة على حساب إرادة الشعب اليمني. إن المؤسسة العسكرية ملك الوطن وأهم مكاسب الشعب، وفي طليعة منجزاته، وبالتالي فهي تنحاز إلى إرادة الشعب وتطلعاته في بناء الدولة الحديثة، وسيبقى ولاؤها المطلق لليمن ولا يمكن أن يتحول ولاؤها للحاكم أو لفئة بعينها، وبالتالي كانت ولا تزال وستبقى المؤسسة العسكرية اليمنية خالصة الولاء للشعب والوطن.
أما ما ورد في سؤالكم أنني كنت السند الأول للرئيس فذلك أمر لا أخفيه ولا أنكره، خصوصاً أن المؤسسة العسكرية كانت تساند الرئيس عندما كان الرئيس صالح منحازاً إلى الشعب ومدافعاً عن إرادته ومكاسبه، ولم يكن رجال اليمن الشرفاء وقادة الجيش المخلصون وأنا، نتردد يوماً في إسداء النصح للرئيس، وكان ينصاع ويخضع لآراء ما يسمى بـ «المطبخ السياسي» الذي يضم كوكبة من رجالات اليمن وبالتالي كان هناك دولة، وعندما تركهم وتفرقوا من حوله ظهر سوء إدارته للدولة كما نرى اليوم.
ولا أخفيكم أنني، ومعي كل القادة والشخصيات العسكرية والمدنية، دعمنا وصول علي عبدالله صالح إلى سدة الحكم قبل نحو 33 سنة، في حينه رأينا فيه الشخص الذي سيلتزم وعوده لبناء الدولة اليمنية بصدق، وأن بعد مقتل الرئيس أحمد الغشمي عام 1978 كان هناك خطر يُهدد بتفجير الأوضاع شمال اليمن، وكان الطامعون والطامحون بكرسي الرئاسة كُثراً، وكان البلد على حافة الانزلاق إلى مستنقع الصراعات والحروب الأهلية، في ذلك الوقت كان لا بد أن تتدخل المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها علي عبدالله صالح. استدعيناه من محافظة تعز، حيث كان قائداً للجيش هناك، وعرضنا عليه فكرة تولي الرئاسة فوافق وجاء إلى صنعاء وأتممنا كل الترتيبات الدستورية التي أوصلته إلى سدة الحكم من دون إراقة قطرة دم واحدة، وللعلم أنا شخصياً من مكنه من السلطة ثلاث مرات متتالية لكنه لم يتعظ.
> اليوم ما الذي يجرى في اليمن منذ مطلع (شباط) الماضي، هل انقلبتم على الرئيس صالح، القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه كرئيس للجمهورية؟
- ثورة الشباب سلمية، ومطالبهم مشروعة في إحداث تغيير وإخراج البلاد من مخاطر انهيار الدولة اليمنية وإنهاء تفشي الفساد، وتغييب القانون، والتصدي لمشروع تثبيت الحكم لشخص علي عبدالله صالح وتوريثه لأولاده. الثورة تريد إعادة البلاد إلى مربع الاستقرار والوحدة، والديموقراطية، كلها مطالب مشروعة، خصوصاً أن اليمن أصبح في السنوات الأخيرة محاصراً بأزماته الداخلية، التي تراكمت نتيجة عدم اكتراث الرئيس بمعالجتها في إطار مؤسسات الدولة، وتعمد تجاهل مطالب الشعب المشروعة في أنحاء البلاد، خصوصاً في المحافظات الجنوبية التي زادت فيها معاناة المواطنين من الفساد ونهب الأراضي، ورفض التجاوب مع المطالب الحقوقية ورد المظالم التي لحقت بهم منذ انتهاء حرب صيف 1994 حتى اليوم، ناهيك عن الانفلات الأمني، والزج بالجيش في ست حروب في محافظة صعدة، إلى غير ذلك من ظواهر انهيار الدولة اليمنية. من هنا كان لا بد من أن تقف القوات المسلحة مع ثورة الشباب السلمية، وتؤيد مطالبهم المشروعة، وتعمل على حمايتهم من الاعتداءات المتكررة من قبل قوات الأمن و «بلطجية» الحزب الحاكم، التي بلغت ذروتها في ما يُعرف بمذبحة جمعة الكرامة ضد المحتجين المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء، التي خلفت أكثر من 50 قتيلاً ومئات الجرحى بالرصاص الحي والمباشر، بعدها جاء إعلاننا موقفاً واضحاً وصريحاً بأننا نقف إلى جانب ثورة الشباب ومطالبهم السلمية، وأكدنا إدانة الجرائم التي يرتكبها النظام بحق المحتجين السلميين، وأعلنا صراحة أننا في القوات المسلحة سنوفر لهم الحماية في نطاق وجودنا.
> لكن الرئيس صالح اعتبر إعلان تأييدكم مطالبَ المحتجين وحمايتكم المعتصمين في ساحة التغيير تمرداً على المؤسسة العسكرية وعلى نظام الحكم، بل ومحاولة انقلابية على الشرعية الدستورية.
- ليس ذلك فقط، بل يتهمنا بمحاولة الاستيلاء على السلطة، وهو لا يزال يكيل لنا الاتهامات الباطلة، لا لشيء إنما لأننا في القوات المسلحة أعلنا رفضنا أيَّ أوامر بالاعتداء على أبناء الشعب، لأننا قلنا له الشعب يطالبك بالرحيل فارحل آمناً مطمئناً، ولا داعي لسفك الدماء وإدخال اليمن في فوضى وحرب أهلية... نعم، أنا قلت له ذلك قبل أيام من مذبحة «جمعة الكرامة» وأمام عدد من مستشاريه، الشعب اليمني الذي خرج بالملايين إلى الساحات والشوارع في كل المدن والمحافظات يطالبك بالرحيل، هو شعبك الذي تشدقت 33 سنة باحترام إرادته، وحين يطالب الشعب بإسقاط النظام فهو لا يطالب بسقوط الدولة، إنما بسقوط النظام المتمثل في رئيس الجمهورية وحاشيته الذين باتوا منبوذين لكثرة فسادهم وإفسادهم، ولما يرتكبونه من أخطاء وحماقات بحق بلدهم وشعبهم لحماية مصالحهم والاستيلاء على مقدرات الوطن وإمكاناته ومصادرة مكاسبه ومنجزاته لحساب الرئيس وأولاده وبعض مواليه. لم تعد تنطلي على اليمنيين الأكاذيب، ولا الشعارات البراقة، ولم يعد الشعب يحتمل مزيداً من الفساد ومزيداً من الفوضى، ومزيداً من انهيار الدولة اليمنية، لم يعد الشعب اليمني يقبل بحاكم يضع مصالحه وأهواءه ورغبات أولاده فوق كل اعتبار، ويتبع كل طرائق الفساد والإفساد لكي يبقى حكمه إلى الأبد، لكي يرثه أبناؤه من بعده.
قلنا له مراراً وتكراراً، إن الشعب اليمني يرفض التوريث، وإن اليمن ليس قصراً مهيباً يملكه علي عبدالله صالح أو حديقة يتنزه فيها وحيداً متى شاء، ويقطف ثمارها متى شاء، ويحرق أشجارها متى شاء، نعم قلنا له اليمن بلد جمهوري، وديموقراطي، ولن يقبل شعبه بتأبيد الحاكم، ولا بتوريث الحكم، لم يكن هذا الكلام مرضياً له، وهو يعتبر من يقوله خصماً وعدواً أو طامعاً بالسلطة يناصبه العداء ويضمر له الشر.
تفجير القصر
> كيف تنظرون إلى التفجير الذي استهدف الرئيس وأركان الدولة في مسجد دار الرئاسة وفي هذه الظروف التي يمر بها اليمن اليوم؟
- نحن في قيادة القوات المسلحة والأمن أصدرنا بياناً بعد الحادث أكدنا فيه موقفنا الرافض العنف بكل أشكاله وصوره، وبأننا في قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية نجدد تمسكنا بسلمية الثورة وندين بشدة ونستنكر كل المحاولات الجنونية التي يحاول البعض من خلالها جر الوطن للاقتتال والحرب الأهلية، وإخراج الثورة عن مسارها السلمي، وحذرنا بكل وضوح من عواقب مثل هذه الأفعال، وبالطبع فإن هذا الحادث مدان من الجميع، وموقفنا مما حدث في مسجد دار الرئاسة يندرج في إطار موقفنا المبدئي الرافض العنفَ والقمع والاستبداد والنأي بالثورة السلمية عن كل المحاولات التي تسعى السلطة لجرّها إلى مربع العنف والحرب الأهلية. وأود تأكيد أن ثورة الشباب السلمية اختارت طريق النضال السلمي لتحقيق أهدافها، والقيادات العسكرية في القوات المسلحة والأمن المناصرة الثورة السلمية انحازت إلى جانب الشعب ومطالبه المشروعة ولم تنقلب على النظام الحاكم كما يدعي.
> ألم يحدث الهجوم على مسجد الرئاسة تحولاً مهماً على مسار الأزمة الراهنة وتداعياتها، خصوصاً أن الرئيس وعدداً من كبار قيادات الدولة استهدفهم التفجير وأصيب الرئيس وأولئك القادة إصابات مباشرة وخطيرة؟
- أعتقد أن ما حدث في المسجد شكل من أشكال العنف الدموي الذي ينبغي إدانته، ونحن عندما ندين العنف والقمع الذي يمارسه النظام بحق المحتجين السلميين والمعتصمين في الساحات وميادين الحرية والتغيير لمجرد أنهم يعبرون عن مطالبهم المشروعة، ندين كذلك تفجير مسجد الرئاسة وأي حوادث أو أعمال عنف تحت أي مبرر كان ويأتي هذا من حرصنا على عدم إراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد، والتصدي لكل المحاولات، التي يُخطط لها النظام للانزلاق بالبلد إلى دوامة العنف والحرب الأهلية، ومن دون شك كان للحادث تأثير محدود في مسار الأزمة غير أنه لن يغير من القيم السلمية التي يرسيها شباب الثورة وحتى تحقيق كل تطلعاتهم.
> لكن الرئيس يستند إلى الشرعية الدستورية، ولا يزال يتمتع بشعبية مؤيدة وأنصار يحتشدون أسبوعياً في مهرجانات تأييد للشرعية التي يمثلها في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهو يتزعم الحزب الحاكم الذي يستحوذ على غالبية مقاعد «البرلمان» في انتخابات تنافس فيها مع أحزاب المعارضة، وهو يقول إنه صمام أمان البلاد ورحيله عن الحكم لن يكون بالتظاهرات والاحتجاجات التي يقف وراءها خصومه ومعارضوه، خصوصاً أحزاب المعارضة، التي يعتقد أنها تريد تحقيق أهدافها بالوصول إلى السلطة عبر حشد أنصارها في الساحات بعدما فشلت في صناديق الانتخابات.
- أولاً أود أن أذكركم بأن أحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» تخوض أزمة سياسية استمرت لسنوات مع الرئيس وحزب المؤتمر، وخاض الطرفان جولات وجولات من الحوار والتفاوض حول القضايا الخلافية وكلها باءت بالفشل بسبب تعنت الرئيس وسيطرته على إرادة حزبه وقراره، هذه الأحزاب عانت الكثير من الإقصاء، وتعرضت لحملات تشويه إعلامية وسياسية منظمة، وفي السنوات الأخيرة اقتصرت مطالبها على التوافق مع الحزب الحاكم في إصلاح النظام الانتخابي، وإعادة النظر في التشريعات القانونية والدستورية، بحيث تضمن نزاهة الانتخابات وتكافؤ الفرص، وتداول السلطة سلمياً. ولم يكن سقف مطالبها رحيل الرئيس أو الانقلاب على الشرعية الدستورية كما يدعي، كانت مطالبهم معقولة وممكنة التحقيق، وكانت تحظى بتشجيع الأشقاء والأصدقاء الحريصين على استقرار اليمن وعدم انزلاقه إلى مصاف الدول الفاشلة. نعم، أحزاب المعارضة تهاجم الفاسدين وتنتقد أخطاء الحاكم وتطالب بالتغيير، وتناضل من أجل تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية وأمنية وتعليمية في البلاد، وهي تطالب بشراكة في الثروة والسلطة، وهذا حقها باعتبارها الشريك في العملية السياسية، لكن لم تكن يوماً تملك القدرة على تثوير الشعب، وبالتالي الثورة الشبابية والشعبية خلقتها إرادة الشعب اليمني، وهو مصدر السلطات وهو صاحب الشرعية كما يؤكد الدستور، وهو من يحق له انتزاع هذه الشرعية ممن وهبها له بإرادته. بأي شرعية يتحدى الرئيس شعبه، وبأي شرعية يضرب شعبه بسلاح الجيش، ويقتل الأمن ويجرح ويعتقل من يطالب باستعادة الشرعية إليه، لأنه مالكها.
الرئيس، للأسف، يعتقد أن من يؤيدونه ويمضون في طريق الفاسدين، والفاشلين، التي يرسمها أنهم هم الشرعية، الأحزاب السياسية في المعارضة وجدت في ثورة الشباب السلمية وسيلة سلمية مشروعة لتحقيق التغيير المنشود في اليمن، وجدت فيها ونحن معها سبيلاً للخلاص من الاستبداد، والتخلف، والفساد، والفوضى، وجسراً متيناً للعبور نحو دولة يمنية مدنية حديثة، مستقرة ومزدهرة، هذه الثورة تؤكد من خلال الشباب اليمني الطاهر بأن علي صالح ليس صمام أمان اليمن إنما العكس تماماً، لقد أصبح مكشوفاً وبات معلوماً لدى الشعب اليمني، وعند الأشقاء والأصدقاء في العالم، أنه يتجه باليمن إلى الفوضى، والحروب، والصراعات التي تعيده إلى عصور التخلف والظلام، والفقر، والجهل، والمرض، في حين يتطلع هذا الشعب إلى المستقبل، إلى مواكبة العصر، إلى تحقيق التنمية والعدالة والمواطنة المتساوية.
أنا شخصياً أشعر بالحزن والأسف في آن واحد لما وصل إليه تفكير الرئيس وقناعاته التي تكشفها أفعاله ومواقفه بوضوح وجلاء وتتمثل في «إما أنا وإما الطوفان» وهذا تفكير خاطئ، ونكران فاضح لحق شعبه، الذي منحه الزعامة لأكثر من ثلاثة عقود، في العيش الكريم والوطن الآمن، والتنمية العادلة، وحقه المشروع في التغيير، لأنه هو مصدر السلطة وصاحب الثروة.
>هل تعتقد أن الرئيس يغرّد خارج سرب شعبه، وأن تفكيره محصور في ترسيخ الزعامة الأبدية له ولأولاده، وأنه لا يعي متغيرات العصر، ولا يكترث لهموم شعبه ومستقبل بلده؟
- أنا لا أعتقد، أنا متأكد من ذلك تماماً بحكم علاقتي وتجربتي معه، الرجل لم يقرأ التاريخ جيداً، هو يعتقد أن من يملك المال، ومن يستطيع تبديل وتغيير منظومة تحالفاته، ومن يسخر لنفسه ولاء القبيلة، وطاعة الجيش وسطوة الأمن، ومقدرات الدولة، هو من يحكم اليمن وهو من يملك الشرعية.
ولأن علي عبدالله صالح لم يتعظ من السير السابقة، والمتغيرات المعاصرة، ولا يؤمن بتقلبات الأحداث، يصر على رأيه ولا يقبل برأي غيره، حتى وإن انفضّ الجميع من حوله، وهنا مربط الفرس، الرجل دأب على المراوغة والكذب، وبالتالي فقد ثقة الآخرين وأثار على نفسه غضب شعبه وكأنه يعتقد نفسه مخلداً لا يموت، وكأن الزمن توقف بكبسة زر من أصابعه عند اللحظة التي أصبح فيها رئيساً لليمن.
> لكن الرئيس صالح لا يزال يملك رصيداً من المنجزات التي تحققت لليمن في عهده، ومن الجحود إنكارها لمجرد أنه يرفض الاستسلام لخصومه ومعارضيه؟
- أنا شخصياً، لا أنكر بأن للرجل منجزات تحققت في عهده، لكن لا يجب علينا أن نجيّر مكاسب الشعب اليمني لشخص الرئيس، الوحدة اليمنية تحققت بفضل إرادة الشعب اليمني في جنوبه وشماله، وهي تحققت باتفاق بين قيادة الشطرين نص على أن يكون نظام الدولة الموحدة نظاماً ديموقراطياً يقوم على التعددية الحزبية، وعلى انتخابات حرة وديموقراطية تضمن تداولاً سلمياً للسلطة، ومن دونها يصبح فاقداً للشرعية. الوحدة اليمنية تحققت بفضل الشعب اليمني ولولاه لما استطاع ألف علي عبدالله صالح تحقيقها وتجييرها لنفسه.
ولو كان حريصاً على الوحدة لما رأينا جحافل المحتجين تجتاح المدن والمحافظات الجنوبية والشرقية في السنوات الأخيرة تطالب بالعدالة والمساواة والشراكة في السلطة والثروة والتنمية، ولما رأينا جماعات، تطلق على نفسها «الحراك الجنوبي»، تطالب بالانفصال وترفع شعارات تقوض أركان الدولة اليمنية الموحدة كرد فعل على تجاهل مطالبها الحقوقية، وتعمد إهمالها حتى باتت الوحدة مهددة وبات اليمن يواجه خطر التشظي والانقسام، ليس إلى دولتين، إنما إلى أكثر من ذلك.
ولو كان الرجل يؤمن فعلاً بالديموقراطية سبيلاً للاستقرار وضماناً للسلم الاجتماعي، عبر التداول السلمي للسلطة، فبماذا تصف ما يحدث من أزمات خانقة ومستدامة بين منظومة حكمه وأحزاب وقوى المعارضة، وكيف يمكن اعتبار مشروع التعديلات الدستورية الأخير، الذي طرحه مجلس النواب، وتسبب في تفاقم الأزمة الراهنة، ذلك المشروع الذي ينص على تأبيد الحكم وتوريثه صراحة؟ أليس انقلاباً على الديموقراطية؟
أنا أؤكد لك أن اليمن سيكون أفضل حالاً وأكثر أمناً واستقراراً وتوحداً من دون علي صالح، وسيكون بلداً خالياً من كل المخاوف التي تُقلق الأشقاء والأصدقاء بعد رحيله، وأنا لا أكشف لك سراً حين أقول إني بذلت جهوداً مضنية في التوسط بين الرئيس وأحزاب المعارضة قبل اندلاع ثورة الشباب السلمية، ولم أفلح لأنه كان ينقلب ويتقلب في آخر لحظة.
قبل اندلاع ثورة الاعتصامات والاحتجاجات وأثناء تداعيات الأزمة الراهنة طلب مني ومن آخرين معي التوسط لإقناع «أحزاب المشترك» بالعودة إلى الحوار والتوصل إلى توافق لحل كل المشاكل العالقة، غير أن قيادات المعارضة فقدت الثقة بأقواله ووعوده والتزاماته، وقبل أيام من مذبحة جمعة الكرامة ذهبت لمقابلته في دار الرئاسة وبحضور عدد من مساعديه، وفي مقدمهم الأخ الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس، أبلغته بأن قادة أحزاب المعارضة لديها مخاوف نتيجة عدم الثقة بوعوده، وهم يشترطون إقالة أبنائه وأبناء أخيه من المناصب التنفيذية في المؤسستين العسكرية والأمنية كبادرة حسن نية، وقبل أن أكمل ثار غضباً، واعتبر ذلك تجاوزاً للمحرمات، ثم طلب رأيي، فقلت له، لو كنت مكانك لبادرت بإعلان التنحي عن السلطة في مراسم وداع رسمية وأعلن للشعب اليمني بأنني قررت الرحيل مختاراً لا مجبراً وأترك له بلداً موحداً وآمناً ومستقراً، ربما لم يكن يتوقع هذا الرأي مني، غير أنني عبّرت له عن قناعتي بكل صدق وأمانة، حينها سكت وانتابته موجة غضب ثم افترقنا.
> ما هي رؤيتكم كقيادات عسكرية مؤيدة لثورة التغيير لإخراج اليمن من الأزمة الراهنة عبر انتقال سلمي وآمن للسلطة، ثم ألا تزال المبادرة الخليجية خياراً مطروحاً بعد تراجع الرئيس عن التوقيع عليها ثلاث مرات؟
- بكل أسف الرئيس ليس في وارد التخلي عن السلطة سلمياً، وهو واقع تحت تأثير أولاده وإخوانه وأبناء إخوانه وحاشيته، منذ بداية الأزمة الراهنة انقلب أكثر من مرة على اتفاق مع المعارضة يضمن انتقالاً سلمياً للسلطة، أعلن أكثر من مرة قبوله بشروط المعارضة، وبما اقترحته لجنة العلماء، ثم تراجع بين ليلة وضحاها. نحن في القيادة العسكرية المؤيدة ثورةَ الشباب لا نطلب السلطة كما يعتقد ويقول، أنا شخصياً أعلنت وأكدت أن حل مشاكل اليمن هو بانتقال إلى دولة مدنية حديثة، بأن ينتهي حكم العسكر، هذا موقفي، وبالتأكيد موقف كل القيادات العسكرية، نحن نؤمن بأن القوات المسلحة يجب أن تقف على الحياد وأن تؤدي مهامها وفقاً للدستور بعيداً من ميدان السياسة، ولا أكشف لك سراً بأن الرئيس كان وافق على التنحي والرحيل بحضور السفير الأميركي في صنعاء في منزل نائب الرئيس الأخ عبد ربه منصور هادي، وكنت حاضراً، بعد أيام قليلة على إعلان تأييد الثورة ومطالب الشباب السلمية، يومها وفي وجود قيادات في الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة قال لي إنه لن يرحل من دوني، فأجبته من دون تردد أنا موافق ونرحل سوياً، كان ذلك الاتفاق، ثم في مساء الخميس وفي صباح اليوم التالي تراجع، ووضع شروطاً جديدة لإفشال الاتفاق. إن المبادرة الخليجية، التي تبنّتها دول مجلس التعاون لحل الأزمة جاءت من منطلق حرص الأشقاء على أمن واستقرار ووحدة اليمن، ومن حرصها على تحقيق خروج مشرف وآمن للرئيس من السلطة، وبحيث لا تتم مصادرة طرف على حساب طرف آخر، وهو من دعا إلى تدخل دول الخليج وطلب وساطتهم، وهو من وعد الأميركيين والأوروبيين عبر سفرائهم بالتعاطي الإيجابي مع المبادرة الخليجية، ثم رفض التوقيع عليها ثلاث مرات، وفي آخر مرة هو من دعا الوسيط الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون إلى العودة وزيارة صنعاء لكي يوقع على اتفاق المبادرة بعد إجراء التعديلات التي طلبها، وعلى رغم أن أحزاب المعارضة استجابت لجهود الأشقاء الخليجيين، والأصدقاء في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلا أنه في المرة الأخيرة رفض التوقيع بعدما حرض مئات المسلحين من «البلاطجة» لمحاصرة السفارة الإماراتية لكي يبرر للوسيط أن رفضه التوقيع كان نزولاً عند رغبة الشعب، على رغم أن الحزب الحاكم وقع الاتفاق، بعد المعارضة، يومها شعرت وكل أبناء اليمن بحرج من هذه التصرفات التي لا تليق بنا كيمنيين ولا بأخلاقنا ولا بالأعراف والتقاليد المتبعة مع الوسطاء.
وهنا أود أن أعبر عن تقديري للجهود التي يبذلها أشقاؤنا في الخليج، والأصدقاء من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة اليمنية، وأشكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على صبره وتحمله متاعب التفاوض مع كل الأطراف، وخصوصاً مع الطرف الأساسي المتمثل في شخص الرئيس.
قلق شباب الثورة
> تأييدك الثورة السلمية يثير مخاوف الشباب من عسكرة الثورة واحتمال توجهها إلى حكم عسكري جديد وليس إلى دولة مدنية كما يحلم شباب الثورة ما هو ردكم؟
- منذ اللحظة الأولى لإعلان تأييدنا ثورة الشباب السلمية أعلنت التزامي دعمهم في تحقيق هدفهم الأساسي وهو إقامة دولة ذات حكم مدني يعود العسكر فيها إلى ثكناته وتصبح مهمة الجيش فيها بالفعل حماية الشرعية بعيداً من التنافس السياسي، ومن خلال صحيفة «الحياة» أعيد تأكيدي على هذا الأمر. أنا شخصياً لا طموح لدي للحكم خصوصاً أنني بلغت السبعين من العمر كما أنني أثق بأن جميع القادة العسكريين الذين أعلنوا تأييدهم ثورة الشباب لا طموحات سياسية لديهم بل إنهم مثلنا جميعاً يحلمون بإقامة الحكم المدني الذي يؤسس دولة النظام والقانون والعدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان. لقد تعبنا من الأنظمة العسكرية التي أثبتت فشلها في تحقيق هذه الأهداف النبيلة، نحن قمنا وسنظل نقوم بواجبنا في حماية ثورة الشباب السلمية ومساندتها حتى اقتلاع هذا النظام المستبد وتحقيق طموحات الشباب وتطلعات الشعب.
> أنت متهم بقربك من حركة «الإخوان المسلمين» وحزب الإصلاح، وهو ما يثير مخاوف الشركاء السياسيين في الداخل خصوصاً لدى أطراف «اللقاء المشترك» وحتى مخاوف في المحيط الإقليمي والدولي من سيطرة الإسلاميين على الحكم في اليمن بعد رحيل صالح، كيف تردون على هذه المخاوف والحسابات؟ وما هي طبيعة العلاقة بينك وبين الإصلاح؟ وما هو في تصورك لشكل النظام المقبل؟
- بحكم طبيعتي كرجل عسكري لم يكن لدي أي انتماء حزبي، إلا قبل الوحدة فقط عندما كنت عضواً في المؤتمر الشعبي العام، أما بالنسبة لعلاقتي بالإخوان قبل «الوحدة والإصلاح» بعد الوحدة علاقة قائمة على الاحترام والتقدير مع هذا الحزب، وكذلك الحزب الاشتراكي اليمني والحزب الناصري، والأحزاب كافة تربطني بها علاقة جيدة قائمة على التقدير والود والاحترام، وبحكم علاقتي بالأحزاب السياسية وأحزاب «اللقاء المشترك» وقياداته ظللت طوال الفترة الماضية أحاول إعادة التفاهم بينها وبين صالح من دون فائدة.
أنا هنا أؤكد أننا جميعاً في الجيش وأحزاب «المشترك» ومنظمات المجتمع المدني نقف كلنا مع الشباب في ثورتهم السلمية حتى تحقيق كامل أهدافها باقتلاع هذا النظام المستبد وإقامة نظام جديد يقوم على حكم مدني يديره شباب الثورة لأنني أدرك يقيناً أن الأوان قد آن لجيلنا أن يتقاعد فقد خلق هذا الشباب لزمان غير زماننا.
> أحزاب المعارضة وجهت قبل أيام رسالة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أكدت فيها أن المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في اليمن انتهت برفض صالح التوقيع عليها للمرة الثالثة، وكانت دول الخليج علقت المبادرة، غير أنها أبدت استعدادها لاستئناف جهودها بين أطراف الأزمة اليمنية، في رأيكم ما هو المخرج الآمن لليمن من هذه الأزمة؟
- للأسف علي صالح أصبح مكشوفاً للداخل والخارج بأنه مراوغ، ومغامر ولا يهمه غير البقاء على كرسي الحكم حتى لو تدمر البلد، نحن كقيادات عسكرية مؤيدة للثورة الشبابية والشعبية السلمية نراهن على هذه الثورة وعلى إرادة الشعب في إجبار علي صالح على الرحيل وتفويت الفرصة على مخططاته، ومغامراته الكارثية، وفي اعتقادي أن استمرار هذه الثورة على نهجها السلمي كفيل بإجباره على الخضوع عند إرادة الشعب الذي يتطلع إلى مستقبل يسود فيه الاستقرار والازدهار، كما أننا نعقد آمالاً عريضة على الأشقاء والأصدقاء لمواصلة الضغوط عليه وإجباره على التسليم بخيار الرحيل الفوري.
«القاعدة»
> هناك قلق لدى دول الجوار الخليجي، خصوصاً في السعودية، من أن يؤدي تنحي الرئيس صالح إلى انزلاق اليمن للفوضى، والحرب الأهلية، وبالتالي يُشكل تهديداً لأمنها ومصالحها؟
- هذه المخاوف يثيرها علي صالح، وأشقاؤنا في الخليج وغيرهم، والسعودية تحديداً يعرفون تماماً أن بقاءه في الحكم هو ما يثير القلق، إنه يحاول دائماً الاستفادة من إنتاج الأزمات في الداخل لابتزاز الخارج، وهو يدعي بأنه صمام أمان لليمن ولدول الجوار، وهذا كذب، وهنا أود تأكيد أن اليمن بعد رحيل صالح سيكون أكثر أمناً واستقراراً، ومصدر أمن واستقرار المنطقة كلها.
> لكن هناك ملفات عالقة ومهمة بالنسبة للجوار الخليجي، والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، تتمثل في ملف تنظيم «القاعدة» الذي يمسك بزمامه الرئيس صالح، وكذلك «قضية الجنوب»، هناك مخاوف على الوحدة اليمنية بعد رحيله، إضافة إلى ملف التمرد الحوثي في صعدة المتاخمة للحدود السعودية.
- دعني أوضح لك بأن علي صالح يعمل منذ زمن بعيد على ترتيب ملفات لقضايا تهم الخارج لكي يستعملها فزاعة، وهو يحاول أن يكسب من خلالها ثقة الخارج ودعمه، ومنها ملف تنظيم «القاعدة» في اليمن.

الحقيقة أن تنظيم «القاعدة» خدم مآرب علي صالح وأهدافه واستغل التنظيم هذا التكتيك جيداً لكي يوسع من نطاق وجوده في بعض المحافظات، وينفذ عمليات «إرهابية» فيه ليعلن عن وجوده، وعلى رغم أن معظم تلك العمليات استهدف جنوداً في الجيش، وعناصر في الأمن، ومباني ومراكز حكومية، استفاد عناصر «القاعدة» من ضعف الدولة وترددها في قمعهم والحد من نشاطهم ومن مآرب علي صالح لجعلهم فزاعة للأطراف الخارجية، وسيُدرك الجميع بعد رحيل صالح أن أسطورة «القاعدة» في اليمن لم تكن بهذا الحجم، وعندما ينتقل اليمن إلى الدولة المدنية الحديثة، ويسود القانون، وتتحقق العدالة والمواطنة المتساوية، ويصبح القضاء نزيهاً، والاقتصاد الوطني ثابتاً ومتطوراً وناجحاً، فلن يصبح لـ «للقاعدة» وجود في اليمن، خصوصاً أن الشعب اليمني يرفض الإرهاب بكل أشكاله وصوره وينبذ التطرف ويؤثر الوسطية والاعتدال، ولا يقبل على نفسه أن يكون مصدر قلق للآخرين، أشقاء وأصدقاء.
> الرئيس وجه اتهامات مباشرة لكم وللوحدات العسكرية التي أيدت ثورة الشباب بأن هذه القيادات والوحدات توجد فيها عناصر «إرهابية» تابعة لـ «القاعدة»، وتحتضن عناصر متطرفة ما هو ردكم؟
- إنه يكذب، ثم يكذب، ثم يكذب، ولن يصدقه أحد، لقد قال إن هناك عناصر «إرهابية» بين صفوف الشباب المعتصمين في ساحات التغيير، وهو يستخدم مثل هذه الاتهامات ليثير قلقاً هنا، ومخاوف هناك، والكل يعرف أن بعض العناصر «الإرهابية» موجود ضمن حراساته الخاصة، لقد ظهر معه وإلى جانبه في أكثر من مناسبة، وللعلم إن الجماعات الإرهابية التي يخوف بها الداخل والخارج يُشرف عليها نجلا أخيه قائد حرسه الخاص طارق محمد صالح، ووكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد صالح، أما القوات المسلحة والأمن فهي مؤسسة وطنية تبعث على الفخر عند كل يمني، وعلي صالح بهذه الاتهامات يسيء لنفسه، حين يعتقد أنه يسيء إليها.
> هل تعتقد بأن لدى قوى المعارضة، وحركة الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس صالح رؤية بعينها تضمن بقاء اليمن موحداً نظراً لارتفاع سقف مطالب الجنوبيين في السنوات الأخيرة إلى المطالبة بالانفصال، وحق تقرير المصير، واستعادة دولة الجنوب؟
- اليمن بعد رحيل صالح، وانتصار الثورة السلمية سيكون أكثر توحداً، والدولة اليمنية المدنية الحديثة كفيلة بتحقيق مطالب اليمنيين في الشمال والجنوب، ولا خيار في ذلك سوى فتح صفحة جديدة تلبي مصالح اليمنيين وطموحاتهم وتتعاطى بوضوح وإيجابية مع قضاياهم، خصوصاً في المحافظات الجنوبية والشرقية التي عانت من الظلم، وأصاب أبناءها اليأس والقنوط من فساد النظام وأكاذيبه وألاعيبه، ومغامراته، أعتقد أنه سيكون هناك حوار مع كل القوى الوطنية من أبناء هذه المحافظات في الداخل، والخارج، لا يستثني أحداً، ولا يقصي أحداً.
أنا لا أقول كلاماً للاستهلاك، إنما أستند إلى حقائق وبراهين واقعية لعل أهمها ما حدث ويحدث في المحافظات الجنوبية والشرقية بعد اندلاع ثورة التغيير الشبابية السلمية، لقد اختفت الشعارات المطالبة بالانفصال، وبدلاً عنها ارتفعت أعلام الجمهورية اليمنية وشعارات مطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح، توحدت مشاعر اليمنيين وطموحاتهم وهمومهم في ساحات التغيير وميادين الاعتصامات شمالاً وجنوباً.
> لكن الرئيس أعلن مراراً أن رحيله يعني تفكك اليمن إلى دويلات، وقال أن تنظيم «القاعدة» لن يسقط إنما ستسقط محافظات بيده وسمى أبين، وشبوة، ومأرب، وحضرموت، والجوف، وهي محافظات تُعد ملاذاً آمناً لعناصر «القاعدة»، هل يمكن أن يتم ذلك؟
- بعد خطاب علي صالح، الذي تحدث عن سقوط محافظات بيد «القاعدة» انظر ما الذي حدث، لقد سلم النظام محافظة أبين للعناصر «الإرهابية» المسلحة، كانوا يهاجمون وينسحبون في الماضي، هذه المرة يهاجمون مديرية جعار، والقوات العسكرية والأمنية هي التي تنسحب من معسكراتها ونقاطها ومواقعها، ثم يدخلون زنجبار من دون مقاومة، واستولوا على أسلحة الأمن المركزي، وثكنات الجيش، وبسطوا نفوذهم وسيطرتهم على عاصمة المحافظة، القوات العسكرية والأمنية انسحبت بأوامر عليا، إن علي صالح يتحدث عن أمور يخطط لها فعلاً، وأنا أخشى أن يسلم النظام المحافظات التي ذكرها الى العناصر «الإرهابية»، والجماعات المسلحة الأخرى، وقطاع طرق، ان اليمن سيبقى موحداً والشعب اليمني وثورته السلمية سيسقطون مخططات التخريب، وسيتصدون لمغامرات علي صالح في إدخال اليمن في حرب أهلية، وفوضى عارمة، لن تكون هناك حرب أهلية في اليمن على رغم أنه أشعل فتيلها بالعدوان الإجرامي على منزل الشيخ صادق الأحمر، وقتل الأبرياء من المواطنين، ودمر المنازل والمنشآت الخاصة، والعامة، لكي يشعل حرباً أهلية، ان الجميع مدرك لخطورة مغامراته، ولن يتمكن من استدراج اليمنيين ولا قبائل اليمن، ولا جيش اليمن وقواته المسلحة إلى حرب أهلية مهما حاول ومهما بلغت أساليبه الاستفزازاية.
نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية