السبت، 23 يوليو 2011

رداً على خطاب قاسٍ نشره صديق في الفيس بوك

بقلم عبدالله يحيى العلفي


أتمنى يا صديقي ...... وأنت من أعز الأصدقاء أن نرتقي ( أنا وانت ) بخطابنا الثقافي والفكري والسياسي إلى المستوى الذي يحقق التصالح والتسامح الوطني . إلى السلام العادل والتعايش المتكافئ في الحقوق الواجبات ، لنبني ونتقدم ونزدهر بهذا الوطن الغالي .
كفانا شماتة وتحقير ، كفانا أحقاد وكراهية، كفانا جلداً للذات. ماذا جنينا غير تكريس التمزق وتنمية العداوات بين أبناء اليمن الواحد ماذا جنينا غير المزيد من التدهور والانحطاط والتخلف ... لقد أقسمنا بالله أن نحمل الأمانة على عاتقنا في الحفاظ على الوطن ليبقى قوياً شامخاً ، كبيراً موحداً ،آمناً سالماً ، حراً مستقلاً ، وأقسمنا أن نفديه أرواحنا وأموالنا ... فهل قدمنا ما يجب إن كنا بارين ؟ أفتحسب ان خطابك هذا فيه نفع أو مغنم !! لا والله بل عدوان سافر ينهش عظام الوطن بلا رحمة.
أعذرني يا صديقي إن قلت بصراحة أن أسلوب جدالك مع (أبناء وطنك) ليس إلا سلوك عدواني يتنافى وأخلاق المخلصين لأوطانهم ( الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) حتى لو كنت على حق وهم على باطل . فإن كان لابد من التأثير على الآخرين فإن "الكلمة الطيبة تكسر العود اليابس " والله سبحانه وتعالى قد أمرنا بحسن الجدال في قوله عز وجل " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " النحل 125 ، والصادق الأمين عليه الصلاة والسلام علمنا أن أقوال المؤمنين ينبغي أن تكون خيراً للناس كما جاء في الحديث الشريف "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ".
صديقي العزيز أعلم علم اليقين أنك تحب وطنك لكننا اليوم قبل غدٍ مدعوون لخطاب بناء يفضي إلى قبول الآخر والاعتراف بالحقوق دونما تمييز، خطاب يعزز التصالح والتسامح، وإن كان ثمة اختلاف في الرأي فإن الإختلاف ينبغي ألا يفسد في الود قضية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق