الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

شينخوَ الأعـمى

بقلم الكاتب المبدع فكري قاسم 
17 نوفمبر 2014

قبل عام زار اليمن رجل أعمال صيني أعمى يدعى "شينخواي شينج" وفي طريقه من مطار صنعاء الى وسط العاصمة ظل الرجل يستمع الى أصوات مواطير الكهرباء وشعر بأنه يتمشى في بلد أصوات المصانع فيها شغالة أكثر من الصين.


نزل "شينخو" في فندق تاج سبأ في التحرير . وخلف الفندق يوجد محل يبيع شعير لديه ماطور يحنحن طيلة الليل ،سأل شنخوا موظف الإستقبال متى ينام صاحب هذا المصنع المجاور؟ رد الموظف بضجر:هذا واحد لوك شغال 24 ساعة . وازدادت قناعة شينخوا الأعمى بأن هذه بلاد مناسبة للشغل .
في اليوم الثاني هاتف "شينخو"عائلته في الصين وقال لهم بأن أصوات الألات في اليمن السعيد لاتتوقف وأخبرهم عن رغبته في نقل نشاطه التجاري الى هنا . وفي سبيل تحقيق هذه الفكرة إنتقل رجل الأعمال الأعمى الى مدينة الحديدة للتعرف على الميناء الذي سيستقبل سفينة نفل معدات مصانعه من الصين الى اليمن .
تنقل " شينخو" من الصباح وحتى اخر الليل في شوارع الحديدة وفي كل زغط يمر فيه كان يستمع الى أصوات "الموترات "الدراجات النارية ممزوجة بأصوات أصوات مواطير المحلات على جنبات الطرق " وحيال هذا البذخ الـصناعي التي تشهده اليمن السعيد عامة وعروس البحر الأحمر خاصة .
في اليوم الثالث عرف "شينخو" الأعمى أن تعز أهم المدن الصناعية في اليمن ، ونبع سريعا لزيارتها ، بعد أن قرر أن يستقر بمصانعه فيها . وفي الطريق الى تعز - قادما من الحديدة – عند المدخل الغربي بالقرب من مفرق " شرعب" شم "شينخو" رائحة احتراق مكب النفايات المرابط على الطريق العام وبدأ يضرب أخماس في أسداس وهو يقول لنفسه : هذا وإحنا على مدخل المدينة بس قد بنشم رائحة أدخنة المصانع ، كيف سيكون الحال في وسط المدينة واطرافها الأخرى .
وتسائل بقلق كيف سينافس القوة الصناعية الموجودة في هذه المحافظة ؟ لكنه إطمئن جيدا عندما عرف بأن على رأس المحافظة رجل من اعرق الأسر التجارية في البلد وإزداد اطمئنانه عندما عرف بأن المحافظ الشاب وعد - في بداية ايامه- بتحويل تعز الى دبي .
وفي الصباح هرول "شينخوا " الى مكتب المحافظ محملا بخطته الإستثمارية . كان المحافظ مسافرا كعادته ، ليستقباله الشيخ/ علي قاسم آل نهيان ، والشيخة منى آل لقمان والجماعة ماقصروش معه بصراحة.
علي قاسم آل نهيان تصرف كـ هنري كسينجر وقال لشينخو : لموه مانعملش توأمه بين مدينة " جوانزو" الصينية ومدينة تعز؟ والا نعمل "وحدة " بين اليمن والصين ، والمحافظ ماشيقولش لأ؟!
وأما الشيخة منى آل لقمان نبعت من طرف المكتب وقالت له ولاكونداليزا رايس : قبل مانتفاهم على أي شي انصحك تدخل صفحتي على الفيس بوك وشوف منشور كتبته قبل سنة طالبت فيه الصين باعادة النظر في المواطير التي يتم تصديرها لليمن ، وقلهم لموه ما استجابوش ؟!
كان اللقاء بطاقم محركي عجلات حلم تعز الى دبي كفيلا بأن يصدم "شينخوا" الذي غادر المكتب وهو يقول لهم : حاكم دبي اعتمد على العقول واحال الصحراء الى ناطحات سحاب ، وفي تعز رحل اعمال أعمى سلم احلامه الكبيرة لشوية صغار .
------------------------------------------
ملاحظة : القصة كلها من نسج خيال الكاتب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق