الجمعة، 29 أبريل 2011

العهد المرتقب لليمن الجديد !



 بقلم عبد الله يحيى العلفي





        أعتقد أن الحديث عن احتمالات تعثر انتقال السلطة سلمياً وتخلي الصالح عن الحكم عبثاً كبيراً لا يسمن ولا يغني من جوع .  فقد استطاع الشباب فعلاً وبما لا يدع مجالاً للشك تحديد المحطة الأخيرة للنظام السابق وفتح آفاقاً رحبة لمستقبل جديد غني بالإصلاحات الفعالة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية . إننا نقف اليوم على مفصل من مفاصل التاريخ، نودع عهداً انقضى ونستهل عهداً لم يبدأ نرجو أن يكون الآتي أكثر تقدماً وازدهاراً يسوده النظام والقانون .عهد ينعم بالحرية والعدالة والمساواة والحياة الكريمة. وهذا يتطلب رسم مجسم تصوري للعهد المرتقب،  يحدد الملامح الأساسية والشكل الحضاري الذي يميزه عن العهود السابقة ويحدد موقعه  الحضاري في زمن لا مكان فيه للضعفاء. عهد هويته يمنية أصيلة ، المرأة فيه شريك أساس ليس في البيت فقط ولا في بعض المهن التقليدية التي يقررها الرجل ، بل في كل مناحي الحياة بما في ذلك الحكم والسلطة وقد لعبت فعلاً دوراً ريادياً في قيادة الثورة الشبابية وهو ما لا يمكن تجاهله  أو إنكاره.
        في أجواء مخاض العهد الجديد أثيرت الكثير من التساؤلات حول شكل ولون وأسم الدولة الحديثة المرتقبة ؟ مدنية أم إسلامية ؟ رئاسية أم برلمانية ؟. وقد ارتأى البعض أن يكون العهد الجديد مدني بالمفهوم العلماني والذي يعني (فصل الدولة عن الدين) جاء ذلك في العديد من الكتابات والمقالات والندوات خلال فترة الاعتصام. بينما البعض الآخر ( ممن يزعمون الأغلبية ) يرون الشكل الأنسب للدولة الحديثة أن تكون إسلامية ديمقراطية مدنية مستبعدين تماماً المفهوم العلماني للدولة وعلى رأس هؤلاء محمد عبد المجيد الزنداني . وهناك التيار السلفي الذي يكفر كل أشكال الحكم الديمقراطي والحرية والتعددية السياسية ، ويطالب بخلافة إسلامية. أما من وجهة نظري، إذا رجعنا إلى التاريخ، نجد أن الحركة الإصلاحية الأولى التي مكنت المجتمع الأوروبي من بدء مسيرة التقدم كانت حركة الإصلاح الديني التي فتحت العقول وحررت الضمائر، وبهذا تهيأ المجتمع لتقبل أي إصلاح سياسي. جوهر هذا الإصلاح هو الحرية بمعناها الفكري والديني والسياسي الاقتصادي . ولعلي أتفق كثيراً مع العالم الإسلامي جمال البناء في رأيه عن أهمية تطبيق الحرية في الإصلاح السياسي.
 فإذا سأل سائل : لماذا يكون مطلبنا كمسلمين هو الحرية وليس "الإسلام" أو "تطبيق الشريعة" أو أي شعار من الشعارات الشائعة ...
أقول ما قاله جمال البناء  " مطلبنا الأول هو الحرية "
1- إننا نطلب الحرية لأنها التي تمّكِنا من المطالبة بما نريد. وهى التي تحول دون وقوع عدوان عليها بحيث تـظل المطالبة مسموعة وباقية ..
2- لأنها التي تحمى ممارساتنا من السرف والشطط ومن النظرة الأحادية ومن الانحراف وأخطاء التطبيق وهى مزالق تنزلق إليها كل المطالبات – إسلامية أو غير إسلامية –  ما لم توجد الحرية التي يمكن بها كشف هذه الأخطاء أولاً بأول وتصحيحها ..
3- لأن الحرية تؤدى إلى تفعيل العقل للتوصل إلى القـرارات السليمة وبدونها تسيطر الخرافة أو يستبد الحاكم.
إلى ما سبق أضيف أن الحرية هي القيمة التي يحتاجها الشعب اليمني قبل أي قيمة أخرى. إن ألف عام ونصف من الحكم الاستبدادي المركزي كادت أن تذهب بالشخصية اليمنية يمن الإيمان والحكمة التي اتصفت بالعزيمة والإرادة. والعزة والكرامة “ نحن أولوا قوةٍ و أولوا بأس شديدٍ “. ومن حق هذا الشعب – الأول في العالم ـ ألا يحرم مما يتمتع به آخر العالم.
ما هي الحرية التي نرجوها ؟
تتلخص الحرية المطلوب تحقيقها في الحريات التالية :
·       حرية التفكير.
·       حرية الدين.
·       الحق في الحياة والسلامة الشخصية .
·       التحرر من العبودية .
·       حرية التنقل.
·       المساواة أمام القانون وأن تأخذ العدالة مجراها في ظل سيادة القانون.
·       حرية الكلام.
·       حرية الصحافة والحصول على المعلومات من مصادر متنوعة للمعلومات.
·       حرية الانتساب للجمعيات والتنظيمات الاجتماعية والسياسية .
·       حرية التعليم.
·       وجود قضاء مستقل.
·       الحق في التملك وفي البيع والشراء.

أخيراً وليس آخراً أرجو أن لا يفسر هذا المقال بأنه إعلان كفر أو أرتداد ، فأنا مسلم إبن مسلم. أؤمن أن الدين الإسلامي هو دين  السلام الإنساني.

الخميس، 28 أبريل 2011

بيت الأحمر!؟



طباعة أرسل الخبر
فگري قاسم : 
< غالبية مشاكل اليمن بصراحة - إن لم يكن كلها – تتمثل في أسرة واحدة تنتهي بلقب “الأحمر”.
< دعونا نكون صادقين مع دماء الشهداء ومع الثورة ومع الوطن، وبدلاً من أن ترهقوا البلد أكثر مما هي عليه، وبدلاً من أن تضعوا المتاريس جوار فللكم وقصوركم وتضعوا النقاط الأمنية في شوارع العاصمة التي أصبحت مقاطعات مشطورة بين أحمر وأحمر، جربوا أن تضعوا النقاط على الحروف وغادرونا لو سمحتم، سيكون ذلك أفضل.
< بدون أسرة “الأحمر” ستكون البلد بخير وستحقق الثورة غايتها النبيلة والمتمثلة ببناء دولة النظام والقانون، دولة المواطنة المتساوية والعدالة.
< لن تكون هناك مشيخة انتهازية يسيل لُعابها للسعودية وتتعامل مع اليمنيين وكأنهم سخرة جبلوا على حماية البندقية وحماية السيف ومصالحه.
< ولن تكون هناك دولة مفصّلة على مقاس الرئيس وإخوانه وأبنائه وأصهاره، وبقية الأهل والأصدقاء، وكأن الشعب مجرد “شاقي” عندهم فحسب.
< هذه الأسرة الأحمرية المستقوية بالمال المسروق وبالقبيلة وبالجيش الموزع عليهم تسببوا لليمن ولليمنيين بكل هذا البلاء والتعب.
< معلوم أن أي منطاد ضخم، لكي يحلق عالياً يحتاج – بالتأكيد – لأن يتخلص من الجعب الثقيلة التي تلف خاصرته، وكذلك هي اليمن، تبدو أشبه بمنطاد يحاول التحليق عالياً، لكن جعب بيت الأحمر- بشقيهم – تلف الخاصرة وتطرح “أبو هذا المنطاد البائس” أرضاً.
< بالمناسبة إننا نحتاج إلى مبادرة تحمل فكرة “المنطاد”، وعلى محبي اليمن من آل الأحمر أن يصدقوا ولو لمرة واحدة في حبهم للبلد وولائهم ويقدموا ولو شيئاً بسيطاً من التضحيات.
< بمعنى أوضح، لكي يحلق منطاد اليمن عالياً وتنجح الثورة فإنه يتعين على أي مبادرة لإنقاذ البلد أن تضع في حسبانها إسقاط كافة الجعب الثقيلة التي عطلت الحياة في اليمن.
< ليس من العدل أبداً أن تتسبب أسرة واحدة في دمار بلد بأكمله. وليس من المعقول أيضاً أن تتعطل حياة أكثر من 23 مليون مواطن، ويتم تقتيل هذا الكم الهائل من الأرواح في سبيل إرضاء شهوة رجل واحد. والتاريخ لن يغفر أبداً للطغاة، ولا لأولئك المتواطئين أيضاً مع صناعة الطغاة.
< ولهذا.. وكي لا تحل علينا لعنة التاريخ، يتوجب علينا إسقاط جميع تلك الجعب التي أثقلت كاهل المنطاد، جعب الرئيس صالح وجعب علي مُحسن وجعب حميد الأحمر وجعب بقية القيادات النافذة عسكرياً أو قبلياً أو مالياً والتي هي جزء من أصل المشكلة.
< باختصار هي طائرة واحدة فقط بوسعها أن تجعل اليمن تتنفس الصعداء وتنقل كل تلك “السامان” إلى خارج البلد لفترة نقاهة حتى تستقر الأمور ومن ثم يمكن لهم العودة ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي بعد أن تركوا الفرصة لليمنيين لأن يبدأوا حياتهم مجدداً من دون أي “أحمر” عين!!
< أرجوكم لا تزعلوا مني، هذه بلادنا التي لا نمتلك في الحياة شبراً سواها.
< لا السعودية يمكن لها أن تحتوينا وتدفع لنا الرواتب والهبات الشهرية كما تفعل معكم، ولن تحمينا آليات الجيش المشطور بين “علي وعلي” كما لو أنهما يلعبان “بلاستيشن”، يد مع “محسن” وأخرى مع “صالح” وهات يا لعب!
< هذه بلادنا التي نشقي فيها ليل الله مع نهاره – فقط – لنوفر لأطفالنا الحليب وحبة الدواء.
< هذه بلادنا التي سرقتموها دهراً، لا عقارات لنا فيها ولا تباب ولا حقول نفط ولا شركات تجارية، وما من وسيلة ليحبكم الشعب اليمني مجدداً إلا أن تحبوه وترحلوا جميعاً.
***
استغرب كيف أن وسائل إعلام السلطة المفلسة تعيد مراراً نشر مقال قديم لي كتبته ضد حميد الأحمر دون  حتى أن تشير إلى مصدره وتاريخ نشره! حتى وهم يخوضون معاركهم الغبية يسرقون  حقوق الآخرين ليوظفوها لصالحهم .. هذه المرة سأكتفي بهذه الوخزة.. لكن في المرة القادمة  سألتفت لهم.
fekry19@hotmail.com

جزء من مقابلة مع لونا الشبل المذيعة المستقيلة من قناة الجزيرة


ظهرت مذيعة الجزيرة المستقيلة لونا الشبل أمس الأول على قناة الدنيا السورية في برنامج حواري مباشر لمدة فاقت الساعتين وشنت الشبل هجوما لاذعاً على قناة الجزيرة .
واستعرضت ميثاق الشرف المهني للقناة وقالت ان القائمين على إدارة تحريرها خرقوا بنود الميثاق من خلال عدم حيادية الجزيرة في تغطية الأحداث الجارية في سوريا وليبيا واليمن وعدد من الدول العربية الأخرى والتلاعب في محتوى صور الأخبار والتقارير الإخبارية وعدم التحقق من الأخبار ومشاهد الفيديو التي تصل إلى القناة .
وتحدثت الشبل مطولا عن الغرفة السوداء في الجزيرة التي تشرف على التحريض وإعداد تقارير مصورة عن الأحداث في هذه البلدان وفبركة بعضها .
وذكرت لونا ان قناة الجزيرة لاتؤدي رسالة إعلامية وإنما تنفذ أجندات سياسية موضوعية منذ أيام وهذه الأجندات سبق وان تناولتها بعض الصحف وبعض الكتب وأبرزها كتاب " المحافظون الجدد " حيث تقوم هذه المخططات على دعم المعارضين المحليين في أي دولة لإسقاط النظام الذي يصنف بأنه يضر بمصالح أمريكا وإسرائيل . وطالبت الشبل المتظاهرين من أصحاب الحقوق المشروعة بالنأي بأنفسهم عن الذين يخرجون بقصد التخريب وبث الفتن في بلدانهم حيث ان هؤلاء حسب وصفها يقطعون أيديهم بالسواطير التي يحملونها خلال مظاهراتهم . مع العلم ان الفيديو شغال علي اي سرعة

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

أخشى أن الوطن ينتقل من حاضر سيء إلى مستقبل أسوء.

يؤسفني ويحزنني وانا من المتعطشين لثورة شبابية حضارية . أن أكون اليوم غير متفائل من مستقبل الثورة المزعومة . وكيف أتفائل والحرية التي كانت تنشدها الثورة توئد اليوم بلا رحمة ؟ 
 كيف أتفائل إذا كانت ثقافة شباب التغيير والحرية التي نسمعها ونقراها ونشاهدها عبر مختلف القنوات والوسائل الاعلامية شعارها ( أنا على حق والآخر بلطجي ) ؟. 
بدلا من أن يكون شباب التغيير قدوة حسنة لثقافة سمحة تبشر بعهد حضاري جديد تسوده العدالة والحرية والتعايش الخلاق والتعدد والتنوع والإعتراف بالآخر ، اجدني أمام شباب ينشدون الحرية والثورة باساليب لا تليق بالمعاني الانسانية والحضارية لمصطلحي الثورة والحرية. يحرّمون الحوار مع الآخرين في ساحاتهم ، ويا ويل الذي يدخل عندهم أو يقترب منهم حاملا صورة الرئيس. وإذا حاوروا في النت أو في القنوات الفضائية غالباً ما يتسم حوارهم بالإسائة والتخوين والتجريم لكل من يخالفهم من ابناء الوطن ، والملايين التي خرجت تؤيد الرئيس كما خرجوا يطالبون اسقاط الرئيس ، جماعة من المرتزقة والمأجورين للنظام تستحق الإهانة والتجريح من وجهة نظرهم .
إذا كانت هذه عقلية شباب التغيير وهم خارج السلطة ، ماذا سيفعلون بمن يعارضهم إذا نالوا السلطة ؟
أخشى أن الوطن ينتقل من حاضر سيء إلى مستقبل أسوء.

مجرد مخاوف

عبد الله يحيى العلفي 
ذكر الصحفي المعارض فكري قاسم في إحدى مقالاته أنه " كلما تذكر أن حميد الأحمر يتزعم المعارضة اليمنية " يتناصلين ركبه " . أما أنا فكلما تخيلت أن ثورة الشباب يديرها ويتحكم بمجرياتها الجماعات الإسلامية (تنطبق الدنيا عليا) ، لأن نجاح الأخير في الاستيلاء على الحكم يعني بلهجة صنعانية انتقال السلطة "من شالط ومالط إلى قباض الأرواح" أتمنى أن تكون مخاوفي خاطئة . فنحن بحاجة إلى مشروع حضاري وليس مجرد "تطبيق إسلامي للشريعة " وفق المنهج الإخواني . هل يرضى الإخوان المسلمين أن يبشروا الشباب بعهد جديد يعنى بحرية الفكر والاعتقاد فلا وصاية دينية على أحد ولا كافر ولا مرتد. إذا قبل الإخوان بهذا البلاد بخير ولا خوف عليها

الاثنين، 25 أبريل 2011

حقائق لابد من قولها .


بقلم عبد الله يحيى العلفي



برغم سوء حكم علي عبد الله صالح من وجهة نظري حيث غلب عليه الطابع الفردي وغاب عنه المنهج المؤسسي القانوني والتنظيمي الإداري الرشيد. ورغم إدراكي الذي لا يخالجه شك أن الفساد وماترتب عنه من مشكلات معقدة أصابت مختلف مناحي الحياة العامة والخاصة   هو نتيجة طبيعية لسوء هذا الحكم . و قناعتي التي ملأت عقلي بأن نظام سلطته دخل الشيخوخة منذ نصف عقد على الأقل ووجب تغييره بنظام فتي حديث يستوعب متغيرات العصر  . رغم كل هذا إلا أن ضميري الذي يسكن وجداني وامانتي التي تحكم أفكاري وأقلامي تحول دون إنكار الحقائق أو التغاضي عنها . تلك الحقائق التي تعمل بعض الأقلام المتكلسة على تشويهها متأثرة بما تحمله من توجهات سياسية وفكرية معارضة .

من هذه الحقائق ما يجب الإفصاح عنه حفاظا على نزاهة الثورة الشبابية وعرفانا للرعيل السابق من أبناء الوطن الذي انجبنا وترعرعنا على خيراته :
أولاً: لم يحكم الصالح اليمن بالقوة ولا بتزوير الإنتخابات كما يزعم البعض:
1. هو أول رئيس يمني أستلم السلطة من الرئيس السابق (عبدالكريم العرشي) بتصويت مجلس الشعب له وليس بالإنقلاب ،وكان  محل اجماع معظم القوى الساسية التقليدية والحديثة في اليمن الشمالي.
2.  أختاره النظام الجنوبي لليمن رئيساً للجمهورية اليمنية بعد تحقيق الوحدة  طوعا وليس كرهاً ولا بقوة السلاح ، كما كان محل إجماع كافة القوى الساسية الأخرى في الشمال والجنوب .
3. تجددت ولايته بأغلبية مجلس النواب عام 1993 ولم يشكك أحد في نزاهة تلك الانتخابات رغم التنافس الشديد بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الأشتراكي ، وفوز الأول على الأخير .
4. رغم نشوب الحرب عام 1994 إلا أن علي عبدالله صالح لم يكن قادراً على الفوز لولا الاتفاف الشعبي  الجنوبي والشمالي الكبير الذي منحه شرعية الحرب للحفاظ على الوحدة الوطنية .
5. تجددت ولايته عام 1999 بأغلبية عظمى في أول انتخابات رئاسية مباشرة ، كان فيها محل اجماع المؤتمر الشعبي والإصلاح ومعظم الأحزاب المعارضة باستثناء الحزب الأشتراكي الذي قاطع الانتخابات آن ذلك . 
6. رغم أن المؤتمر عمل على تصفير الدورات الرئاسية من خلال التعديلات الدستورية التي مددت فترة الرئاسة من خمس سنوات إلى سبع سنوات ، إلا الأستفتاء على التعديلات كانت بمشاركة كافة الأحزاب السياسية باستثناء الأشتراكي ، ولم يطعن أحد بنتائجها .
7. عام 2006 حصل الصالح على أغلبية بنسبة 77% في انتخابات ساخنة بين المؤتمر والمشترك شهد لها العالم أجمع بما في ذلك المشترك الذي كان شريكا في اللجان الانتخابية كما كان مراقباً على كل الصناديق من خلال ممثلين عنه أثناء عملية الاقتراع والفرز. والذي أعترف بنتائجها رسمياً . ليكون الصالح بذلك رئيساً شرعياً للشعب اليمني حتى عام 2013م . 
هذه الحقائق تكفي لنسف الدعاوي المأزومة القائلة بأن علي عبد الله صالح ترأس اليمن بطرق غير مشروعة أو بتزوير صناديق الانتخابات كما يشاع اليوم .

ثانياً  كان عهد علي عبدالله صالح في السلطة مرحلة تأريخية ضرورية لليمن رغم سلبيات النظام ، وهذه الحقيقة تتضح من خلال الآتي :


1ـ في عهد الصالح توقفت الصراعات الداخلية بين القوى السياسية اليسارية والقوى التقليدية (القبلية والإسلامية) ، كما توقفت حركات التمرد في المناطق الوسطى من شمال اليمن ... ليشارك الجميع في صياغة الميثاق الوطني وتأسيس المؤتمر الشعبي العام  والمشاركة في الحكم وتحقيق الاستقرار .
2ـ في عهد الصالح تحققت الوحدة الوطنية التي توجت الإرادة الشعبية للشطرين ، وانهت الصراعات بين القوى السياسية الجنوبية المتنازعة على السلطة .
3ـ في عهد الصالح سنت القوانين والتشريعات التي تكفل التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة .
4ـ في عهد الصالح اعترف الحزب الاسلامي (التجمع اليمني للاصلاح)  بالحزب الاشتراكي اليساري ليكونا معاً في كيان سياسي موحد بعد أن كان الأول يتهم الثاني بالكافر بينما كان الثاني يتهم الأول بالرجعي.
5ـ في عهد علي عبدالله صالح شهدت اليمن تطوراً كبيراً في المنشآت والبنى التحتية المختلفة ، كما تحققت العديد من المنجزات التنموية ، وإن كانت تفتقر للموارد البشرية التشغيلية  ما أدى إلى سوء استخدامها في بعض الأحيان .
إذن من خلال  الحقائق السابقة  أزعم أن ثورة الشباب اليوم تمثل نقطة النهاية لعهد مضى من تأريخ اليمن  كان ضرورياً للمرحلة السابقة واصبح غير صالحاً للعصر الذي نعيشه ، وفي نفس الوقت  تمثل الثورة نقطة البداية لعهد جديد  يستوعب متغيرات العصر ويواكب تطوراته ، تقوده كوكبة من الدماء الجديدة الشابة  خلفاً للرعيل السابق من الآباء المخلصين لله وللوطن  ليس بالإنقلاب على الشرعية الدستورية ولا بالجحود على منجزاته التاريخية مهما كانت السلبيات السابقة ، إنما بإصلاح الأخطاء حيث وجدت مع التمسك بمكتسبات الديمقراطية التي حققها الشعب .

إنه لمن المخجل والمعيب أن تظهر هذه الثورة الفتية بأقبح ما فينا من قيم وأخلاق غير مرموقة كاستخدام الألفاظ البذيئة في التعبير عن الرأي ،ورفع شعارات لا تليق بشباب يمثل عصر الحرية والتعايش الخلاق ، وتزييف الحقائق ونكران الماضي ، وتلفيق التهم الباطلة  والتسويف والوعيد ، ورفض الخيارات الممكنة والتمسك بخيارات غير مقبولة أخلاقياً. والأسوأ من هذا وذاك الدعوة للعودة إلى ما قبل العهد السابق عهد الإنقلابات العسكرية والمؤمرات السياسية ، وتصفية الحسابات القديمة وإزاحة  القوى السياسية المنافسة  عن المسرح السياسي تحت مبرر التطهير بإسم الثورة الشعبية ليحلوا للحزب الجديد أن يخوض انتخابات برلمانية ورئاسية مضمونة ليس فيها ند ينافسه على صناديق الاقتراع .

حقاً إنه تراجع مخزي لشعب حقق تقدماً ملموساً في تأريخه السياسي والاجتماعي أن يرفض التغيير من خلال صناديق الاقتراع أيا كانت أسبابه بعد أن خاض عدد من الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية واختار الصندوق حكما للشرعية الدستورية في التداول السلمي للسلطة ، وشهد تنافسات مشرفة لكل أبنا الوطن السعيد أمام المجتمع الدولي.