بقلم/ د. رشاد محمد العليمي
نشر منذ: 10 ساعات و 51 دقيقة
الخميس 08 سبتمبر-أيلول 2011 10:30 ص
نشر منذ: 10 ساعات و 51 دقيقة
الخميس 08 سبتمبر-أيلول 2011 10:30 ص
إلى روح الوطن الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني اكتب هذه الكلمات والحزن يملأ جوانحي، وأنا في غرفة أتلقى فيها العلاج في الرياض.. يتضاعف حزني لفقدانك وعدم قدرتي على رؤيتك ووداعك قبل ان توارى الثرى، ولكن عزائي في فقدانك ذلك الحزن الكبير الذي عمّ ارجاء الوطن والذي يؤكد ان القيم التي دعيت اليها طوال حياتك تتعمق اليوم لدى هذه الجموع الحزينة التي كانت في وداعك والحزن الذي عمّ كل ابناء الوطن. لقد فقدنا وفقدت اليمن بسهولها وجبالها، أبناءها وبناتها رمزاً من رموزنا الوطنية، وعلماً من أعلام بناء الدولة اليمنية الحديثة وأحد مؤسسي الاقتصاد الوطني الحديث على مدى أربعين عاماً، وقبلها كان معلماً لأجيال قدمت للوطن الحبيب الكثير من العلم والمعرفة والعمل التنموي. إن الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني مثّل طوال حياته قيماً ومبادئ وطنية نفتقدها اليوم، قيم التسامح والحب والوئام، قيم المساواة والعدالة وإعلاء سيادة القانون. وقد تجسدت هذه القيم في تفكيره وسلوكه -رحمه الله - فكان ملاذاً ومرجعاً لكل اليمنيين بكل فئاتهم ومشاربهم. لقد كان الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني طوال حياته يتطلع إلى أن نرتقي -كيمنيين- إلى مستوى تفكيره وقيمه، وقد حاول طوال حياته -رحمه الله- أن يجسد روح الوطن اليمني الكبير، وأعطى من جهده ووقته ما حقق الكثير من المنجزات خلال توليه للمسؤوليات التنفيذية، ويشهد كل من عمل معه على قدراته في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية، والتي انعكست على أدائه السياسي والاقتصادي والإداري. إننا اليوم نفتقد الشهيد في الوقت الذي يحتاج الوطن إلى أمثاله خاصة في هذه الظروف التي تعيشها بلادنا، والتي تشهد انحساراً وتفككاً للقيم الدينية والأخلاقية، ونمو ظواهر غريبة على مجتمعنا المسلم. إن الأيادي الآثمة التي غيبت عنا الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني إنها بعملها هذا قد دمرت القيم الدينية والأخلاقية المشرقة في حياتنا قبل النفوس، وأفرزت سلوكاً لا يمت بصلة إلى كل القيم ووضعت نفسها في مربع العنف والتعصب والكراهية بدوافع ذاتية وأنانية مريضة. وفي هذه اللحظة التاريخية ندعو كافة اليمنيين إلى تمثل مدرسة الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني في نبذ التعصب والحقد والكراهية من أجل يمن مشرق يسوده السلام والتنمية والوفاق. فهنيئاً للشهيد نيله للشهادة وسيظل رمزاً من رموز النضال الوطني، ونموذجاً تقتدي به الأجيال. إنني على المستوى الشخصي قد فقدت أخاً، ومعلماً، وصديقاً صدوقاً، فخلال الأعوام التي لازمت فيها الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني تعلمت منه كل معاني الصدق، والوفاء وحب الناس واحترامهم، ولعل أعظم قيمة تعلمتها منه -رحمه الله- أنه لا يذكر شخصاً قريباً أو بعيداً، صديقاً أو عدواً إلا بالخير، فكان رحمة الله عليه نموذجا لقيم الخير والحب والأخلاق الفاضلة. رحم الله الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وألهمنا وذويه الصبر والسلوان.. «إنا لله وإنا إليه راجعون». الرياض 2 سبتمبر 2011 الموافق 4 شوال 1432 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق