الجمعة، 26 سبتمبر 2014

نص رساله اللواء علي محسن الاحمر


المشهد اليمني ـ خاص 
26 سبتمبر 2014

نص رسالة الأحمر :

إلى جماهير شعبنا اليمني العظيم ..
تحية طيبة مباركة.. وبعد
يطيب لي شخصياً أن أهنئكم وأبارك لكم بأعزّ مناسبتين وطنيتين على قلوبنا جميعا، حيث نحتفل بالذكرى الثانيةِ والخمسين لثورةِ الـ26 من سبتمبر، والذكرى الحاديةِ والخمسينِ لثورةِ الـ14 من أكتوبر المجيدتين.

لقد أفاق آباؤنا على فجر سبتمبر المبارك ليُغلقوا فصولاً طويلةً من الغبنِ والقهرِ والتخلف، وتنفسوا في صباح أكتوبر المجيد رحيق الحرية والعزة والكرامة، ونعاهدهم نحنُ بأن تظل نضالاتهم في هاتين الثورتين ماثلة أمامنا على مدى الحياة، وسنُشبع أهدافها أجيالنا من بعدنا، وستكون نبراساً نقتدي بها في لحظات وطننا الحرجة، ومراحلِه الخطرة التي يمر بها ترابه الطاهر.
إخواني وأخواتي من أبناء شعبنا المناضل..
إن ما حدث مؤخراً وشهدتموه وشهده العالم، كان بمثابة محاولة أخيرة قادها دعاة الإمامة بإسناد متآمرين ماتت ضمائرهم ورخُص عليهم بلدهم الذي ترعرعوا منه وتربوا فيه؛ هدفوا من خلالها إلى تعكير صفو احتفاء وطننا الحبيب بذكرى سبتمبر الطيبة، لكن أنَّى لهم أن يسلبوا من دماءنا روح انتصار الثورة ذاته والاحتفال اليومي بعبقاته.
لم يعد خافياً عليكم -أبناء شعبنا العظيم - النهج الذي سلكه أحفاد الإمامة خلال فترة لم تتجاوز الأسبوع من السماح لهم بدخول مركز الدولة. تحت مسمى هم أشد بُعْداً ونكالاً عنه، حيث أسَلَّوا من سيف حِقدهم - المعهود- على المواطنين وعلى مؤسسات الدولة وانهالَوا عليها اقتحاماً ونهباً وسلباً وتهديماً؛ ليُنْهوا بذلك كل فزاعة افترشوها في طريق حلمهم بالعودة للحكم الإمامي، وعلى رأس تلك الفزاعات استغلالهم السيء لمعاناة المواطنين وجوعهم.
وأنصار الله الجدد يكررون ذات المشهد الذي شهدته صنعاء بعد أن أخفق ثوار 48 في الإطاحة بالحكم الرجعي وسارع المدّعون بأحقية الحكم في استباحة كل ما احتضنته صنعاء لمدة شهر، وهاهم أنصارهم الجدد يُعيدون نفس المشهد فيستبيحون اليوم كل ما يقع أمامهم داخل العاصمة ويتملّكونه برضاً وبغير رضا.
وباتت مسيرتهم المزعومة تمثل شريعة الغاب، تأنف الحسن وتألف السيء، تبذل الغالي والرخيص لِهدْم الدولة لا بِنائها، وتمزيقِ النسيج الاجتماعي لا وَحدَتِه، والقضاءِ على قوات الوطن المسلحة وحراسه الأمينون على حراسته لا إحيائهم.
يتشدّقون كَذِباً بنبذهم الطائفية والتحريض المذهبي؛ في وقتٍ هم من يدفعون بالأميين زرافاً إلى الموت معتمدين كل الاعتماد على شحنهم الطائفي وتغريرهم بمن لا يعرف حقيقة طموحاتهم.
وكان بمقدورهم -كعادتهم - تبرير تلك الأفعال بإسفاف دأبوا عليه وجارته أنفسهم، لولا أن أياديهم السوداء الملطخة بدماء وممتلكات الناس امتَدت لتطال كل من يخالفهم الرأي من قادةٍ سياسيين وإعلاميين ونشطاء، فكشفت حركتهم عن الوجه القبيح لها في وقت مبكر، حين حاولت إرغام الجميع بأن يكونوا على نفس تفكيرهم المناطقي والعنصري والطائفي، متجاهلين حقيقة أن ذلك لم يكن لهم حتى وهم في أوج حكمهم وسلطتهم.
وفي كل مرة وجولة من جولاتهم اليائسة، ينسون أو يتناسون حقيقةً واحدةً، وهي أن الشعب وحده هو من يقدر على ردعهم وتحويل أحلامهم إلى سراب، وهو الشعب ذاته المعوّل عليه -حالياً - إدراك نواياهم المبيتة التي فضحتها أعمالهم في هذه اللحظة الخطيرة والعصيبة ليمننا الحبيب.
يا أبناء شعبنا الأبي والمُناضل:
أكرر لكم التهنئة مرة أخرى، فأنتم من يستحق التهنئة بهاتين المناسبتين وكل مناسبات الوطن، وأنتم السند بعد الله في الوقوف صفاً واحد لما فيه انتصار الثورة وتحقيق التغيير..
الخلود للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى والنجاة لليمن..
كل عام وأنتم ووطننا وشعبنا بخير،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللواء الركن/ علي محسن صالح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق